اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيين الطاهرين : أنَا بعد فإنَ هذا الكرّاس هو الكراس الثاني ضمن «سلسلة مناهل الطَّف للشباب» التي تهتمّ بنشر الثقافة الحسينية بأسلوب عصرّي مُيَسَّر بين أوساط الشباب وهم قادة المستقبل والشريحة الفعّالة في المجتمع؛ وموضوع هذا الكرّاس (العباس قمربني هاشم)؛ تناول جوانب عديدة من حياة بطل بني هاشم وقمرهم الذي كان قائدًا باررًا وعنصرًا فعَّالاً في النهضة الحسينية حتّى نال وسامًا خالدا وفريدًا في تاريخ الشهادة والكرامة. فلم ولن يرق إليه شهيد مِن الشهداء؛ لأنَّ للعباس درجة رفيعة متميزة عن باقي الشهداء في الإسلام وقد بين الإمام زين العابدين هذه الدرجة بقوله: «إن للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة»؛ فقوله: جميع الشهداء» يدل على العموم؛ فيشمل مَن ماثله بفقد اليدين في ساحة القتال كجعفر الطيار و يشمل مَن لم يماثله كحمزة الذي َكلت كبده بعد الشهادة والغبطة معناها تمني حصول ما حصل عليه المغبوط وهذه المنزلة الرفيعة منحها الله تعالى للعباس جزاءً لما قدّمه لله تعالى ولأخيه الإمام الحسين : في كربلاء مِن الوفاء والنصرة والإيثار والإباء والصبر والتضحية؛ وكلّ هذه الخصال مجتمعة اختصٌ بها العباس وحده في نصرة ابن بنت رسول الله رغم تعدد الأنصار وكثرة الشهداء في ساحات الجهاد على مرّ التاريخ فلم يتقدِّمه أو يتأخّر عنه شهيدٌ بمثلها لذا خصّه الله تعالى بهذه المنزلة الرفيعة التي يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة؛ ولأجل هذه المنزلة العظيمه التي حازها هذا البطل قمر بني هاشم كان مِن المناسب أنّْ يُفرَّد له مُؤْلف خاص بهء لذا قد انبرى جمع من العلماء للكتابة عنه : فألّوا الكتب الطوال عنه ولكنَّ القارئ لهذه المؤلفات يحتاج إلى الفراغ والوقت الطويل لقراءتهاء وقد لا يتوفران لأغلب الناس لاسيما أن بعض هذه الكتب تخرج غالبًا عن الموضعية بإسبابها أو ترسل الكلام دون الإشارة إل مصدر عزّلت عليه في الكتابة لذا كان القارئ الكريم بحاجة إلى كراس صغير يغنيه عن الخوض في المطولات؛ ولعلّ هذا الكراس يفي بالغرض المطلوب؛ فقد خَلَتْ أغلب مباحثه عن الإرسال والاسهاب وتناول بين طياته الموضوعية والإيجاز مع تحليل بسيط لا يضر بالنصٌ ولا يخرجه عن صلب البحث . هذا ونسأل الله تعالى أن نكون قد وُفْقنَا في إبراز شخصية قمر بني هاشم بالوجه الصحيح الذي لا يجحف هذا البطل شيئَّا ونلتمس العذر مِن الله تعالى ومِن قمر بين هاشم إِنْ أخطأنا أو قصّرنا في البيان سائلين الله تعال أَنْ يتقبل منا هذا الجهد البسيط وينفع به إخواننا المؤمنين.
