شواهد على بطولة و شجاعة العباس

466 38 2
                                    

شواهد على بطولة و شجاعة العباس

إن العباس السلام امتاز بالبسالة والشجاعة التي ورثها عن أبيه أسد الله الغالب، وشهدت بشجاعة مواقفه البطولية في الحروب، كما شهد الشجاعتة عن القريب والبعيد، ومن المواقف و الشواهد الدالة على بطولته وشجاعته يمكن إجمالها فيما يلي:

أولا- بطولته في حرب صفين

لقد ورث قمر بني هاشم الشجاعة من أبيه الذي علمه الفروسية و فنون القتال، واصطحبه معه لما بلغ الرشد في معاركه ليطبق تلك الفنون القتالية التي تدرب عليها..

«ومما يروى: أنه في بعض أيام صفين خرج من جيش أمير المؤمنين  شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب معاوية إليه أبا الشعثاء، فقال:

إن أهل الشام يعدونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، ولما خرج أحد منهم قتله حتى أتى عليهم، فساء ذلك أبا الشعثاء وأغضبه، ولا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجب أصحاب أمير المؤمنين من هذه البسالة التي لا تعدو الهاشميين، يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقره دعاه أبوه أمير المؤمنين  وأزال النقاب عنه، فإذا هو " قمر بني هاشم " ولده العباس .

ومما يؤيد مشاركة العباس في حرب صفين، وأنه كان من الفرسان الأبطال، هو تخفي أمير المؤمنين بلباس ابنه العباس کما روی الخوارزمي أن

«كريب بن أبرهة من آل ابن ذي يزن وكان مهيبا قويا يأخذ الدرهم فيغمزه بابهامه فيذهب بكتابيه، فقال له معاوية:

أن عليا يبرز بنفسه وكل احد لا يتجاسر على مبارزته وقتاله، قال كريب: أنا أبرز اليه، فخرج إلى صف أهل العراق ونادى: ليبرز الي علي، فبرز إليه مرتفع بن وضاح الزبيدي فسأله من أنت؟
فعرفه نفسه فقال: كفؤ کریم وتكافحا فسبقه کریب فقتله ونادى: ليبرز الي أشجعكم أو علي فبرز اليه شرحبيل بن بكر وقال لكريب:
يا شقي ألاتتفكر في لقاء الله ورسوله يوم الحساب عن سفك الدم الحرام، قال كريب:

إن صاحب الباطل من آوى قتلة عثمان ثم تكافحا فقتله كريب، ثم برز اليه الحرث بن الجلاح الشيباني وكان زاهدا صواما قواما وهو يقول:

هذا علي والهدى حقا معه
نحن نصرناه على من نازعه

ثم تكافحا فقتله كريب فدعا عليابنه العباس، وكان تاما کاملا من الرجال فأمره بأن ينزل عن فرسه وينزع ثيابه، ففعل فلبس علي سلام ثيابه وركب فرسه والبس ابنه العباس ثيابه وأركبه فرسه لئلا يجبن کریب عن مبارزته، فلما هم علي بذلك جاءه عبدالله بن عدي الحارثي وقال: يا أمير المؤمنين بحق إمامتك فائذن لي أبارزه، فإن قتلته وإلا قتلت شهيدا بين يديك، فاذن له علي فتقدم إلى كريب وهو يقول:

هذا علي والهدى يقوده
من خير عيدان قریش عوده
لايسأم الدهر ولايؤوده
وعلمه معاجز وجوده

فتصارعا ساعة، ثم صرعة کریب، ثم برز اليه علي متنكرا وحذره بأس الله وسخطه، فقال له کریب: أترى سيفي هذا؟

لقد قتلت به كثيرا مثلك، ثم حمل على علي بسيفه فاتقاه بحجفته، ثم ضربه علي على رأسه فشقه حتى سقط نصفين...

العباس قمر بني هاشم (عليه السلام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن