شواهد على بطولة و شجاعة العباس

396 37 0
                                    


ثانيا : حمله لواء الحسين للسلام

إن للحرب قوانين وقواعد وضوابط إعتاد عليها القدماء في حروبهم، ومن هذه القواعد هو إعطاء الراية بيد أقوى الجنود وأشجعهم

يحملها أمامهم وهم يتبعونها وكلما تقدمت الراية واخترقت صفوف العدو أصاب العدو الذعر والضعف لأنها علامة الفوز والظفر، فإذا سقطت دلت على قتل أشجعهم وأقواهم، فإن رفعها فارس آخر اطمأن الجنود واستمروا في القتال، وإلا أصابهم الذعر والهلع وتغلب عليهم عدوهم، ومن هنا نعرف مكانة أبي الفضل من البسالة، وموقفه من الشهامة، ومحله من الشرف، و مبوأه من الدين، ومنزلته من الغيرة، ومرتقاه من السؤدد، يوم عبأ الحسين أصحابه، فأعطى رايته أخاه العباس ، مع أن للعباس أخوة من أمه وأبيه، وهناك من أولاد أبيه من لا يسلم اللواء، كما أن في الأصحاب من هو أكبر سنا منه، مع صدق المفادات، ولكن سيد الشهداء وجد أخاه أبا الفضل أكفي من معه الحملها، وحفظهم لذمامه، وأرأفهم به، وإدعاهم، إلى مبدئه، وأوصلهم الرحمه، وأحماهم لجواره، وأثبتهم للطعان، و أربطهم جأشا، وأشدهم مراسة.....

فكان - صاحب الراية - عند معتقد أخيه الإمام ثابت الجأش في ذلك الموقف الرهيب ثبات الأسد الخادر، وهذا بيان مطرد تلهج به الألسن، وإلا فما موقف الأسد منه!

ومن أين له طمأنينة هذا البطل المغوار الثابت فيها يفر عنه الضرغام... وللعباس مزية على من حمل اللواء، وبارز الأبطال، وتقدم للطعان، فإنه عليه السلام  قد ألمت به الكوارث والمحن من نواحي متعددة: من جروح، وعطش، وفئة صرعی، وحرائر ولهى، وأطفال أمض بها الظما، والواحدة منها كافية في أن تهدي إلى البطل ضعفة، وإلى الباسل فراراً، لكن صريخة بني هاشم بالرغم من گل هاتيك الرزايا كان يزحف بالراية في جحفل من بأسه، وصارم من عزمه، وكان في حد حسامه الأجل المتاح، وملك الموت طوع يمينه».

العباس قمر بني هاشم (عليه السلام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن