massage

13 2 2
                                    

منذ زمن ليس بطويل، أردت صنع شيء جميل، شيء يشبه ما يصنعه المبدعون

وأقسمت أن يكون كل أهتمامي في كتابي القادم صادق وأن لا أتخاذل
صنعت كتاب وبعد أن فكرت طويلاً في أسم مناسب وكتبت أول ورقة ونالت أستحسان بعض الاصدقاء
وبعد بضع أيام، نشرته تحت أسم كيف تقشر بصلة دون بكاء

أكتشفت بعد أيام  أني يجب أن أتوقف عن الكتابة وكان هذا الحل الامثل وقتها

بدأت بمسح كل القصص التي كتبتها، مسحت كل الكتب، ألغيت كل حساباتي بالفعل ثم أستسلمت للواقع

لا يمكنني أن أكون ما أريد يوماً
حتى وأن طورت كتابتي وتعلمت مفردات جديدة وأخرجت أفكار عظيمة، لن يكون لي جمهور، لن أغدو ما أريد وهذه هي الحقيقة
لا يوجد دعم من العائلة، لا أصدق كلمات الاطراء، لا أمتلك المال لطباعة أول كتاب ولن أمتلك، حتى وأن طبعت أول كتاب من سوف يشتري الكتب في عالم كئيب مثل هذا؟ أن كان هناك مشتري فلن يشتري كتاب كاتبة لا يعرفها ولن يأخذ أول طبعة من كتابها

بعدها
نسيت هويتي، لم أعد أفعل شيء يشعرني بالحياة والمرح
أصبحت أتبضع الالم بالمجان
وتتكوم علي الافكار السلبية
فكتبت رسالة الى الله
رسالة أستغاثة من غريق
فشعرت بأني أقل ثقلاً
فأردت أن أنهض وأزيح عني كل هذا الثقل بلاشيء
فكتبت الورقة الثانية من كتابي
كيف تقشر بصلة
فأدركت سريعاً
أني أحتاج للكتابة أكثر من غيري
وأني لن أنجو لوحدي ،أحتاج لشيء يذكرني ، أني أستطيع الكلام ،أستطيع الصراخ ،أستطيع الطيران حتى وأن كان داخل صفحة كتاب

لم أعد أقرء
لأني سئمت من القرأة دون أن أشعر بالامان، دون أن أتلمس الاوراق بأطراف أصابعي

بعض المرات يخوننا الشعور
فنشعر وكأننا غارقون نحتاج الى أرسال الرسائل لشخص مجهول ونؤمن بأنه سوف يستمع ألينا ويلبي النداء ولو بعد حين
كتبت أحتاج أليك لتنقذني،
لتنتشلني من العجز الذي يأكل جسدي كالصدء على الحديد
كالموت في الجسد

لم أعد كما أنا منذ زمن
ولكني توقفت عن مراقبة كل شيء، توقفت عن العتاب وانتظار العدالة

الحمد لله على الاسباب التي أوصلتني لهنا

لا أريد العودة للوراء
بل أريد التقدم بسرعة، فأطالة النظر بالمرأة يزعجني

لم أعد أكتب لأكون الافضل، الامهر
لم أعد أكتب لأنال الاستحسان
لم أعد أكتب لأكون شخص معروف
أنا أكتب لأني لن أنجو ابداً مالم أكتب

رسالة الى الله||من غريقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن