1

295 17 6
                                    

بعيداً جداً شمال جرينلاند تحديداً فى كاناك حيث الظلام الدامس الذي لا تري منه شيئاً والثلوج المتساقطه فوق الأشجار والأرض الترابية لتلونها باللون الأبيض الناصع والذئاب الجائعة التي تلمع عيونها فى الظلام لتضيف للأجواء رعباً أكثر مما هو عليه، وسط كل ذلك السكون دوت صرخة عالية بالأحرى صرخات متتالية وتتعالي أكثر وأكثر ، كانت الصرخات تزداد قادمة من ذلك الكوخ الصغير المتهالك المنعزل تماماً عن الجميع وبعيداً عن أعين البشر ، داخل ذاك الكوخ كان الزوج المسكين مرتبكاً وخائفاً لا يعلم ما يجب عليه فعله فها هي زوجته الحبيبه على وشك أن تضع لهما مولودهما الأول بعد أن أتاها المخاض فجأه فى منتصف ذاك الليل الحالك لتجعله كما العاجز لا يستطيع فعل أي شيئ ، ظل يفكر ويفكر هل يتركها هنا وحيده وسط كل تلك الذئاب التي تحيط بهم ليجلب لها المساعدة والتي لن تكون على مسافة قريبه أبداً ليس أقل من عشرة أميال إن لم تكن أكثر، ام يظل بجوارها و يحاول أن يهدأ من روعها فى هذا الظلام و السقيع الذي ترتجف له أطرافها ويبعد عنها خطر تلك الوحوش التي تنتظر أقتناص الفرصة المناسبه لتنعم بوليمتها، ولكن كيف له أن يظل إلى جوارها ويهدأها و هو بالكاد يستطيع أن يلملم شتات نفسه، لا يستطيع التفكير أكثر فزوجته وحبيبته ورفيقة دربه تكاد تموت ألماً وهو جالس هكذا يفكر فقط ولا يصل لحل، أي زوج هذا

أتخذ قراره أخيراً وقرر أن يذهب مسرعاً فى ذاك البرد القارص و الظلام الحالك ليجلب لها من يساعدها فذاك هو الحل الوحيد ولا يستطيع إيجاد غيره، قام بإشعال جذع شجره صغير من التى يحرقونها لتقوم بتدفأتهم من برودة الجو وأسرع بالركض بعيداً عن الكوخ بعد أن أحكم إغلاقه حتى يحمي زوجته من تلك الأعين الفضية اللامعه المتربصة ، ركض وركض سريعاً وسط الثلوج وهو يستمع لعواء الذئاب الجائعه خلفه، أخذ يتلفت حوله بخوف وهو لايزال يركض فهو لن يستطيع التوقف على أية حال فإن توقف سيموت وتموت زوجته، كان الرعب يتملك أوصاله ولكن لا خيار آخر أمامه لذلك أستجمع ما تبقي من شجاعه قليله ليواصل الركض و هو يفكر ويفكر من الذي سيوافق أن يأتي معه ويخاطر بحياته فى هذا البرد القارص وذاك الرعب المحيط بكوخه ولكنه قرر ألا يفكر وسيطلب المساعده من أياً كان لينقذها فهي ما تبقي له فى حياته

أنقطعت أنفاسه من سرعة ركضه و بعد المسافه ولكنه لم يستسلم وواصل الركض حتي رآي ذاك النور الذي جعله يبتسم بسعاده فها هو بريق الأمل قد ظهر أمامه حيث كانت إناره أحد المتاجر المتواجده بتلك المنطقة ، أقترب من المتجر سريعاً ودخله و هو يلهث و يحاول أن يستجمع أنفاسه ليستطيع طلب المساعده وكان الرجل الآخر صاحب المتجر ينظر له بعبوس وريبة من هيأته ومظهره ، لحظات سرت عليه کدهر حتي أستجمع القليل من أنفاسه بصعوبه فنطق أخيراً بصوت لاهث بالكاد يفهم "أنقذوني ز زوجتي ت تلد" ما إن أتم جملته حتى ظهرت من خلف صاحب المتجر سیده لطيفه بشوشة المحيا وأبتسمت له بهدوء و هي تطمأنه و تخبره أنها تستطيع مساعدته فقد فعلت من قبل مع أبنتها وهي على دراية تامة بتلك الأمور، لم يكذب الزوج خبراً وسحبها وزوجها سريعاً للخارج وكان سيركض عائداً لحيث توجد زوجته بهما ولكن صاحب المتجر أخبره بأنه يمتلك مزلاج يجره الكلاب ستوصلهم أسرع ، صعد الجميع فوقها وأنطلقت بهم الكلاب سريعاً يتحكم بحركتها صاحب المتجر وهو يتبع إرشادات الزوج للطريق وسهلت المزلاجه الكثير من المجهود والوقت على ذاك الزوج المسكين وقربت عليهم المسافة كثيراً

الفزاعه (ScareCrow) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن