فى تلك القريه ووسط تجمع الصيادين كان يدور حول نفسه فى حيره وقلق، كان يتحرك بعصبيه لم يعهدوها منه، كان يشتت أنظارهم بعصبيته المفرطه تلك فهي ليست من شيمه أبداً
باولو وهو ينظر له:
أهدأ دانييل، ثم ما أدراك من صدق ظنونك تلك، أنت تعرف أليخاندرو جيداً فهو يركض خلف فضوله دوماً، من المحتمل أنه قد رآي ما أشعل فضوله فذهب خلفه، لا تطلق أحكام على مجرد شكوكدانييل يقف وينظر له بحده:
أي شكوك یا أحمق، أليخاندرو قد تم خطفه كما لوسيا تماماً والفاعل واحد، نعم أنا موقن أن الفزاعة ذاك هو من أختطف لوسيا بينما ولیام قد أختطف أليخاندرو ولكن أنا أجزم بأن الفزاعه على صله وثیقه بذاك العجوز بل أكاد أجزم أنهم يعملون سوياً لترهيب الأهالي وإثاره رعبهم بتلك الخرافات، هم مجرد مجرمون تلبسوا زي الخرافات ليرهبوا هؤلاء المساكين وكل من يقترب منهم أو يحاول مساعدتهم، أفهم يا أحمق، أفهموا، وليام يقف خلف أسطورة الفزاعهصوت وليام من خلفه هادئ:
أتتهمني الآن بأنني الفزاعه یا فتیيلتفت دانييل سريعاً لينظر له ببرود عكس ما بداخله بينما وليام ينظر له بنظرات مبهمه لم يستطع دانييل تفسيرها ولكنه مقتنع تماماً أن ورائها شر کبیر، کبیر جداً
دانييل يرفع حاجب:
لم أقل بأنك الفزاعه فلست أحمق لكي لا ألاحظ فرق الطول والجسد بينكما، ولكنني قلت أنك خلف تلك الخرافة التي تسمى بالفزاعه، فلتستمع جيداً أیها العجوز الخرفوليام بصدمه:
أتسبني يا فتى وأنا من آويتكم فى منزلي وأعتبرتكم مثل أبنائي، أهذا جزاء الإحساندانييل بسخرية:
بل فعلت ذلك بدافع الخوف والقلق أیها العجوز، فخوفك من أن نكشف سرك قد طغي عليك فقررت أن تأوينا تحت ذراعيك كي نكون صوب عينيك وتستطيع إخفاء حقيقتك عنا، ولكن هيهات فلقد شارفت الحقيقه على الظهور وأقتربت نهايتك ولياميبتسم وليام بسخريه ليتحرك بعيداً عنه ويقترب من بقية السكان ليقف معهم ويتسامر معهم بهدوء كما هو معهود عنه ونظرات دانييل تخترقه بغضب شدید، بينما باولو يحرك رأسه بأسي وعدم تقبل لموقف صديقه العدائي هذا فهم لم يروا من وليام سوي كل جيد، فلم يروا مبرراً لتصرفات دانييل تلك وحنقه وغضبه ذاك فهو قد تخطي حدود اللباقه جداً
-----------
فى مكان ما بعمق الغابه وبداخل منزل خشبي فى حاله جيده نوعاً ما، مكان بعيد عن الأعين تماماً، بعيد عن كل متطفل، بداخل ذاك المنزل، وبداخل إحدى غرف المنزل كان الهدوء يغلف المكان حيث لا يسمع سوي صوت غليان الماء فى الأبريق الكبير وأحتراق الخشب فى المدفأه الحجريه، كان الجو هادئ تماماً
وبوسط ذاك الهدوء، كان جسده قابع على ذاك الفراش البسيط، كان غارق فى النوم أو بمعني آخر لم يفق من إغماءه وقد تم تكبيل يديه وقدميه فى أعمدة الفراش الأربعه حيث تم تجريده من ثيابه سوي ذاك اللباس الذي يغطي عورته