رُبَ صدفة خير من ألف ميعاد.
دلف إلى الغرفة بمشاعر لا يعلم ماهيتها قبل أن تقول له الطبيبة و هي تشير إلى الكرسي المخصص للعلاج النفسي:
- إتفضل.
جلس على أحد الكرسيين الذان أمام المكتب قائلًا:
- أنا مرتاح هنا.رفعت عينيها عن الأوراق التي كانت منشغلة بها قائلة:
- إللي يريح حضرتك...ممكن أعرف إية مشكلتك إللي خلتك تيجي هنا؟
ازدرد لعابه قبل أن يقول و عينيه معلقتان بالحائط المقابل له:
- الموضوع بدأ من سنتين لما كنت رايح لبابا أقنعه كالعادة يجي يعيش معايا و يسيب السوبر ماركت بتاعه.____________________________
قبل عامان.
- يا بابا...يا بابا حرام عليك مش كدا...أنا نفسي أعرف بتستفاد إية بس من العقدة هنا.
قالها أدهم و هو يحاول إقناعه بترك متجر البقالة كالعادة بينما أجاب أبوه بحنق:
- يادي الدوشة إللي على الصبح...أنا مش قلتلك متجيش هنا تاني؟...و بعدين هو إية دا إللي مش بستفيد منه...أومال أنا هجيب فلوس منين؟- يعني إية يا بابا مجيش هنا تاني...طول ما إنت موجود هنا أنا لازم أجي...و بعدين يا حاج إنت قلقان من الفلوس؟...أنا فلوسي كلها تحت أمرك بس تيجي معايا.
قطب عبد الرحمن جبينه قائلًا:
- يا بني أجي معاك فين؟...قولتلك قبل كدا أنا مليش في عيشة القصور و الفلل و الكلام دا.أجابه أدهم سريعًا:
- و مين بس إللي جاب سيرة الفيلا...إعتبرها مش موجودة..أنا هجيب شقة كويسة نقعد فيها.
ربت عبد الرحمن على إحدى وجنتيه قائلًا:
- ريح نفسك يا أدهم...مش أنا إللي هعيش على فلوس إبني...غير كدا متتخلاش عن إللي إنت وصلتله يا بني عشان أي حد...إنت موصلتش لهنا بالساهل.زفر أدهم بضيق جلي قبل أن يتناول يد أباه ليقبلها قائلًا:
- يا حاج أبوس إيدك تعالى معايا بقى.
أفلت عبد الرحمن يده من بين يدي ابنه قائلًا:
- بطل بوس فيا...إنت فاكرني مراتك؟!
ابتسم أدهم رغمًا عنه قائلًا:
- إية يا حاج الكلام إللي فوق ١٨ دا؟لم يكترث عبد الرحمن له قائلًا:
- يلا قوم إمشي بقى...ملاكي زمانها جاية.
نظر إليه أدهم بتعجب قبل أن يقول بعبث:
- ملاكك؟!...قول كدا بقى يا حاج...مقولتليش لية من الأول إن الموضوع فيه واحدة ست و أنا كنت ظبطهالك؟وغزه قائلًا:
- بس يا حيوان...دي بنت أصغر من علا أختك.
أكمل أدهم عبثه قائلًا:
- و كمان أصغر من علا.أحاط كتفي أباه بذراعه قائلًا بهمس:
- قولي يا حاج...هي حلوة بقى؟
أزاح عبد الرحمن ذراع ابنه قائلًا:
- إنت هتمشي ولا أنادي الأمن؟نظر أدهم بتعجب حوله بذلك المتجر الصغير للبقالة بتلك المنطقة المتوسطة الحال قبل أن يقول:
- هم فين الأمن دول؟
- أمن إية إنت صدقت؟...دي جملة حبيت أجربها.
سمعا نبرة رقيقة لفتاة تقول:
- السلام عليكم...إزيك يا عمو عبد الرحمن.
أنت تقرأ
قلب منشطر
Romance- تسنيم في واحدة عايزاكي برة. التفتت إلى زميلتها قائلة: - مين إللي عايزاني؟ أجابتها و هي تتابع إعداد الطعام: - مش عارفة...مقالتش هي مين. جففت تسنيم يديها قبل أن تخرج من المطبخ متجهة إلى الحديقة ثم إلى البوابة. تسمرت محلها فجأة بينما عينيها متسعتين ب...