قصة : عذاب لم يكتمل - شهد سليمان

"البارت السابع"

قال :" اهدي طيب..
انتظر عندما اوقفت البكاء ثم تحدث:" الإنسان أول مايقرب لحد ويطمنله ويحبه وفجأة يفقده بيكتشف ساعتها ان لعبه الحياة دى لعبه مؤلمه وان لو ليها قوانين فأول قوانينها هو قانون الفقد ، فقد أي حاجه وأي حد ،وبنكون وقتها في اختيار صعب جداً ممكن يكون أصعب إختيار في حياتنا ... اما اننا نرجع لورا لنمط علاقاتنا القديمة ، يا اما نقرب اوي لغاية مندوب في اللى بنقربله ، يا اما نبعد اوي ومانعملش علاقة حقيقية اصلاً "

ثم صمت وارتشف بعضً من الليمون الذي أمامه وأكمل: " او اننا نقبل احتمالات الفقد ونستحمل ألمه ونكمل حتى لو موجوعين ، اللي بيختار الإختيار الأول ؛ بيكون مشروع مريض نفسي جاهز للتنفيذ في أي لحظه ، اما اللي بيقرر انه يقبل ويستحمل ويكمل ده هو اللي قرر يحيى مش بس يعيش ، ودي أعلى درجة من درجات النمو النفسي واسمها 'الموقف الاكتئابي' علشان بيكون فيها ألم ،
ألم رؤيه الحياة بجوانبها الكتير ، الخير والشر.. الأبيض والأسود ..الصح والغلط.. ألم قبول الفقد .. وقبول التغيير ..وقبول الموت.. قبول النفس بكل ما فيها.. وقبول الآخر بكل ما فيه ومن وقتها بنتعلم ان كل خطوة في حياتنا بيكون فيها فقد وعلينا نقبله مثلاً ؛ نكبر و نشتغل ونتجوز ونخلف لكن تفضل احتمالات الفقد قائمة كل يوم وكل ساعه وكل لحظه ، نفقد طفولتنا وذكرياتها.. نفقد لعبنا و أوضتنا وسريرنا الصغير .. نفقد حبايبنا وقرايبنا واهلنا ..نفقد بيتنا وشارعنا وساعات بنهاجر ونفقد بلدنا "
ثم تنهد وقال :"الفقد حق.. والحزن حق وقبول الفقد نجاه ..والحزن حكمه "
كُنت جالسة أستمع له بتمعن شديد لا اعرف لماذا !
ثم نظر لي نظره طويلة بعدها قال :" انا خلصت كلامي النهارده مش هطول عليكى عشان ماتزهقيش بسرعه اتفقنا !
حركت رأسي بمعنى موافقة ، حاسب هو على المشروبات ثم اوصلنى الى المنزل ووعدني بلقاء آخر عن قريب ، ثم دخلت المنزل والقيت التحية على والدتي فرأيت في عينها علامات الأندهاش فلم اتكلم ثانياً ثم دخلت غرفتي وجلست على فراشي أفكر في كلام الدكتور مصطفى لم أقتنع مئه في المئه ولكن جعلني افكر.

____________

يتبع/.....

#sHaHD SOlimaN.