منذ ثلاثة أيام..يجلس سيف في مكتبه، يضع كومة من الأوراق أمامه ويفكر ويدوِّن بعض الكلمات من وقتٍ لآخر ليذكِّر نفسه بها.. تنتشله طرقات الباب من استغراقه في الأوراق.. يسمح للطارق بالدخول ويرفع رأسه ليراه فيجده الملازم أول علاء.
يدخل علاء سائلًا بتعجب:
-حضرتك هنا منذ أمس؟
سيف(يترك الورق ويتثاءب):
-نعم.
- لماذا؟إنها حادثة والأمر ليس بذلك الحجم.
سيف(وهو يشعل سيجارة):
-نعم، إنه أكبر من ذلك.. فالمجني عليه ليس شخصًا عاديًا، لقد اخترع العديد من الأشياء التي تجعل الكثيرين يسعون إليه.
- لقد أمرتني أن أراقب المنطقة.. ولكن لا يوجد شيء.. فقط حكايات الغموض التي كان يعيشها وكيف كان طيبًا و...
سيف(مقاطعًا):
-فهمت.. لا شيء مفيد.
- تعلم حضرتك كيف يكِّون الناس هالة من الغموض حول الموتى.. ما بالك بالميت محروقًا.
- حسنًا.. ألم تجد شيئا بسيارته أيضًا؟
- لا شيء.
- حسنًا.. لقد فعلت ما بيدك.. أظن أن حيرتي لن تهدأ الآن.
علاء وهو يشير إلى إحدى الصور على المكتب:
-من هذه التي في الصورة؟
- إنها علياء، أحد الأسماء التي ظهرت كثيرًا أمامي.. فعندما سألت عن الطلاب المفضلين للقتيل في الكلية ظهر اسمها.. وعندما سألت عمن زاره في ليلة الحادثة ظهر اسمها أمامي كذلك..
(يتنهد سيف بعنف ويقول):
-ولكن يبدو في النهاية أنها نهاية مسدودة على الرغم من الشكوك التي تثيرها في نفسي.
- تقصد الشكوك الناتجة عن مقابلاتها لعبد الرحمن؟
سيف(وقد استيقظت حواسه دفعة واحدة):
-ماذا؟؟ قابلت من؟
علاء(بارتباك):
-لقد رأيتها وأنا على القهوة تقابل عبد الرحمن أمام بيت المجني عليه وتسلمه مظروفًا وتذهب معه.
سيف(بغضب وقد أطفأ سيجارته بعنف):
-ولم يثر ذلك أدنى شك لك يا حضرة الضابط؟؟
- بل شككت به، فذهبت وسألته فقال إنها قريبته من بلدته وقد أتت لتسلمه إيجار الأرض.
سيف(وهو يطرق على المكتب بعنف):
-تسلمه الإيجار في منتصف الشهر؟.. هيا بنا الآن.
خرجا من الباب وأغلق سيف الباب بعنف خلفه.
