تقضي علياء ليلتها في التفكير في الخطأ الذي تحدَّث عنه عبد الرحمن فهما قد حلا الشفرات ووصلا للشريط وعرفا مكان المضاد للفيروس الذي اخترعه للدكتور..وبعد فترة نامت بعد إجهاد لعقلها دام طويلًا. استيقظت في الصباح الباكر مع دخول الشمس للغرفة فنزلت لشراء شاحن لهاتفها وترجع لتشحنه.. وتشغل الهاتف لتجد رسالتين..
إحداهما كانت من شركة شبكة المحمول تبلغها بأن والدتها قد حاولت الاتصال بها، والثانية كانت من عبد الرحمن وكانت: "لقد ارتكبنا خطأ جسيمًا يجب أن نصححه قبل فوات الأوان إننا في الجانب الخطأ.. كذلك أظن أن سيف ليس كما نظن..
لقد طرأ تغيير بسيط على الخطة سأبلغك به عندما نتحدث".
تتصل علياء بأمها وهي خائفة مما ستقوله لها وأيضًا مما قاله عبد الرحمن..
ترد والدتها:
-آلو.
-آلو..
-كيف حالك؟ لقد افتقدتك كثيرًا.
-إنني بخير كيف حالك أنت؟
-إنني بخير، لقد اتصلت لأخبرك بوصولي غدًا بإذن الله.
-حسنًا.. فلتأتِ بالسلامة.. بلغي سلامي لخالتي.
-سأبلغه.. إلى اللقاء.
-إلى اللقاء.
تغلق الخط وتشعر علياء بارتياح فهي ظنت أنأمها وصلت أمس ولم تجدها في المنزل وكانت ستضطر علياء لشرح كل هذا لأمها.
تتصل علياء بعبد الرحمن، ولكن تجد هاتفه مغلقًا، تحاول أكثر من مرة وتقرأ الرسالة أكثر من مرة..
ثم تقرر الانتظار لبعد صلاة الجمعة.. ثم تسأل نفسها ماذا اكتشف ليجعلنا نثق في سيف؟
* * *
يدخل عبد الرحمن المسجد الموجود أمام منزله وينظر لمن يراقبه في عينه بتحدٍ.. يصعد المنبر بجلبابه الأبيض ويقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم يرفع المؤذن صلاة الجمعة.
بعدها بقليل يأتي سيف وعلاء ويدخلان المسجد ويجلسان أمام المنبر مباشرة وينظر سيف لعبد الرحمن في عينيه مباشرة.. فينظر له عبد الرحمن مبتسمًا ويومئ له معبرًا عن ترحيبه.
يبدأ عبد الرحمن الخطبة وكان خطيبًا مفوهًا حقًا:
((بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسوله الكريم.. والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.. سنتحدث اليوم في موضوع قد طال الحديث عنه ولكن لم يوفِه حقه.. إنه أكبر الألغاز وأبسطها على الإطلاق.. إنه الموت.. قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر:
بسم الله الرحمن الرحيم
{إنك ميت وإنهم ميتون}..صدق الله العظيم. ما هو الموت؟ وكيف يحدث؟ وماذا يحدث بعده؟
