تقف علياء مترددة تتذكر رسالة عبد الرحمن وتتذكر كلام سيف وأنها لا بد أن تتأكد ممن يحدثها.. وكذلك تفكر في الرسالة القادمة لها فتتردد في إبلاغ سيف بالرسالة، ولكنها تقول إنه لا يستحق الثقة فعبد الرحمن حكى لها ما جعله يشك به أيضًا، ولكنها تتذكر كيف كانت الرسالة بأسلوب عبد الرحمن فإنها لم تشك بها حتى علمت بالحادثة التي ألمت به.. ولكنها حزمت أمرها على أن تضيف رقمه على الاتصال السريع لتستطيع الاتصال به في أي وقت.* * *
تنزل علياء لتذهب أمام باب كليتها الخاص..
تقف في البرد والشارع هادئ تمامًا.. تسمع مواء قط من هنا ونباح كلب من هناك..
ينقصها فقط غراب ليكتمل مشهد الرعب..
وبعد دقائق تأتي سيارة عالية سوداء تتوقف أمامها وينزل السائق ليفتح الباب الخلفي لها ثم يعود ويجلس على عجلة القيادة دون أن يتكلم..
تأتي رسالة لهاتفها من رقم خاص"اركبي السيارة".
تركب علياء السيارة وهي خائفة.. فهي لم تعرف أنها ستتحول من مكان لآخر.. تفكر بالاتصال بسيف، ولكن وإن اتصلت به ماذا سيفعل لها فهو لا يعرف مكانها فتمد يدها في حقيبة يدها وتمسك الهاتف وتكتب ويدها بداخل الحقيبة..
"تتبَّع هاتفي"
تقف السيارة بعد مشوار دام نصف ساعة.. ولم ترسل علياء الرسالة بعد فهي لا تريد أن يراها السائق وهي تبحث عن رقم سيف.. ينزل السائق ليفتح لعلياء الباب وهنا تبحث علياء بسرعة على رقم سيف وترسل له الرسالة..
تنزل علياء لتجد نفسها على شاطئ النيل ولكن بمنطقة مهجورة فلا يوجد بنايات قريبة..
تنظر علياء أمامها لتجد السائق ينظر لها بابتسامة، ويتكلم لأول مرة:
-من فضلك أعطني الهاتف.
- لماذا؟
-إنني أنفِّذ ما بلغني من أوامر فقط (ويمد يده لتعطيه الهاتف).
-حسنًا.. وإن رفضت؟
-لن تركبي ذلك القارب ما دام الهاتف معكِ.
(ويشير نحو قارب بمجدافين يتهادى على الضفة أمامهما).
-أنا لن أركبه بأي حال.. فأنا لا أجيد السباحة وأخشى الماء بوجه عام.
-حسنًا في هذه الحالة.. سأعيدك لنفس المكان الذي أخذتك منه.. ولكن أظن أن تحملك كل تلك المشاق لن يوقفها الخوف من الماء.
علياء(مترددة وهي تنظر للقارب بخوف):
-حسنًا..ولكن حافظ عليه(وتمد يدها لتعطيه الهاتف)
(يستدير السائق ويرمي الهاتف في الماء)، ثم يقول: الآن يمكنكِ أن تركبي القارب.
(تنظر علياء برعب للمكان الذي سقط به الهاتف وتعلم أن آخر خيط مع سيف قد انقطع الآن.. وأيًا كان ما تواجهه فستكون وحدها في مواجهته).