عبد الرحمن يتصل بعلياء بعد أن كانت تتصل به ولا يرد لفترة منذ آخر لقاء في منزلها.. ردَّت علياء فأتاها صوت عبدالرحمن قائلًا:-السلام عليكم
- وعليكم السلام.. أين كنت؟
- لقد وصلتني رسالة جديدة.. يجب أن نتقابل.
- ماذا؟ رسالة من الدكتور؟
-ليس بالضبط، نتقابل اليوم أمام مدخل جامعة القاهرة.
- لماذا هي بالذات؟
- مزدحمة ولها أكثر من مخرج إن احتجنا للهروب، وبها كثير من المناطق التي يمكن الجلوس فيها منفردًا دون جذب النظر.. ميعادنا الساعة الخامسة، تأكدي من عدم تتبُّع أحد لكِ.
- تمام..
(سيطرت الحماسة على علياء وكأن التهديد لم يكن).
* * *
تقابل عبد الرحمن وعلياء، وبعد أن جلسا.. تكلمت علياء بنبرة اعتذار:
-أتمنى ألا تكون غاضبًا من كلام نور فهي حقًا لا...
عبد الرحمن(مقاطعًا):
-لا عليكِ.. منذ رأيتها أول مرة وكنت أعلم أنها طيبة، ولكن لا تملك لسانها.
علياء(بفضول):
-أين الرسالة؟
- هيَّا بنا.. لتريها..
- أليست معك؟
عبد الرحمن(وهما يسيران):
-ليست معي، إنها مُرسَلة على مجموعة قد أنشأتها أنا والدكتور منذ سنين على "الفيس بوك" ولم يتابعها الدكتور بعد انشغاله..
- ما اسمها؟
- "عصير الكتب" إنها ملتقى للقراء والقراءة والكت...
علياء(مقاطعة):
-فهمت من الاسم.. ولكن كيف علمت أنها منه.
- هناك ثلاث حسابات لهم حق إدارة المجموعة..
أحدهم لي والآخر للدكتور والثالث باسم المجموعة ولا أحد يعلم كلمة السر إلا أنا وهو.. وقد سألني عليها منذ شهرين تقريبًا واستغربت سؤاله.. وطلب منِّي أن أعلمه إياها إن غيَّرتها مجددًا.
- فهمت.. ولكني أري أنك قد غيَّرت من مظهرك.. إنني لم أتعرَّف عليك في البداية.
عبد الرحمن( مبتسمًا):
-محاولة للتخفي.. فهناك الآن من يحاول أن يؤذينا ولا بد أن نحتاط.
- بعد ارتدائك ملابس الشباب تلك.. وحلاقتك للحيتك.. لا أظن أحدهم قد تعرَّف عليك.
- أنصحك بالمثل.. لا أقصد حلاقة اللحية بالطبع.
(موجة من الضحك وهما خارجان من باب الجامعة ليذهبا لمكان آخر يستطيعان فتح الإنترنت فيه بحرية أكثر).