"اليوم الأول"

1.1K 40 0
                                    


إن قرأتم في كيف تجعلين شخصاً يُعجب بك ستجدين أن المظهر هو أول ما يجذب الشاب للفتاة .. لهذا قررت أن أتنازل عن الزي التقليدي الذي كُنت أرتديه .. تسألون ما الفرق بين الزي المُعتاد
والزي الذي قررت أن أرتديه اليوم سأُخبركم فقط الصبر .. أنا وأرغد نعمل في نفس الشركة لا ليس كما خطر على بالكم لسنا رجال اعمال _ كنا نتمني _ كلانا محاسب نعم نحن خريجي كلية تجارة كلية الشعب بالطبع .. كُل شئ في هذا المُسمي أرغد يجعلني أقع في حبه مراراً كلما أبصرته أمامي .. أنا وهو أصدقاء طفولة وكُنا في نفس الجامعه _ بالمناسبة أرغد يكبرني بعام فقط _ ونعمل في نفس الشركة ونمكث في نفس البناية ونفس الطابق أليس ذلك كفيل بجعلي أُحبه!! سمعتكم أجبتم بلا .. لكن صدقوني إن كُنتم أنتم في مكان كُنتم وقعتم في حبه حتماً ولا شك في ذلك .. أرتدي اليوم فستان على عكس المُعتاد طبعاً فأنا دائما أرتدي بنطال وجاكت أبدو بلمسه ذكورية نوعاً ما .. الفستان بلون فيروزي ذو أكمام ويصل إلي منتصف ساقي وذلك لأني افضل الملابس الطويلة والمغلقه نوعاً ما لهذا ابتعت هذا الفستان .. ألقيت نظرة أخيرة على المرآة طبعاً بعد وضع لمسات أخيرة مثل الكحل والروچ الوردي فأنا لا أفضل وضع مساحيق التجميل لكن اليوم مُختلف .. أختلف كثيراً عن الفتيات أنا أعلم هذا وليس لي دخل في هذا .. ارتديت حذائي ذو الكعب العالي نسبباً وأنا لا أحب سوى الكوتشيات لكن اليوم يختلف كما قلت لكم .. أغلقت باب شقتي وخَطوت لكي أطرق باب شقته لكي نذهب معاً للعمل _ بالمناسبه نذهب كل يوم سوياً بسيارته _ طرقت الباب ثم فُتح وطل قمري لا تنسوا ياء الملكية فهو لي فقط وقمري أنا فقط .. نظرت له فوجدت عينيه تتفحص ملابسي ثم بادر قائلاً وعلامات الاندهاش تبدو جلية
" تبدين مُختلفه اليوم"
ماذا!!.. مختلفة!!.. بعد كل هذا ولا أبدو سوي مختلفة!!.. إنك وغد حقاً ..
ثم ما لبث أن أضاف قائلاً بثغر يحمل نصف إبتسامه
" و تبدين جميلة "
ثم حمحم مصححاً
" كالعادة طبعاً "
أسمعتم نبضات قلبي!!.. لقد وصلت لأذُني كيف لم تصلكم!!.. كلمة واحدة .. جميلة .. جعلت قلبي يرفرف .. وطمأن فؤادي بأن تلك الدقائق التي أضعتها أمام المرأة لم تضع هباءاً .. أفقت من شرودي على صوته المحبب لـ قلبي قائلاً وهو ينظر لـ ساعة يديه
" هيا سنتأخر على العمل "

******************

وصلنا إلى مقر الشركة .. وصعدنا حيث مكتب كلانا .. طبعاً كيف سأصف تلك العيون التي كانت ترمقني في ذهول .. وعيون تصرخ مُتسأله هل هي أنثي ولا نعلم!!.. وعيون أخرى تنظر بإعجاب وأنا أتجاهل كُل هذا لأنه لا يعنيني ولا أهتم لـ ردة فعله أحد سوى أرغد وجاءت مُرضيه لحد كبير.. مر اليوم كـ العادة لا جديد سوى ذلك الفستان الذي أرتديه .. وكلمة تبدين جميلة التي قالها لي أرغد .. ولا شئ أخر يُذكر .. أنتهى العمل ووصلنا إلى بوابة الشركة و أوشكنا أن نصعد السيارة لننطلق عائدين لولا ذلك الصوت الخشن الذي أطلق أسمي يستوقفني .. طبعاً لم يكن سوى ذلك الفظ سليط اللسان ثقيل الظل صاحب جميع السمات اللزجة في هذا الكون .. تميم .. صديق العمل .. تميم صديق لي في العمل فقط لا تجمعنا سوى صداقة عمل لكن هذا اللزج أحبني!!.. مشاعره تُحترم وكل شئ وأنا أخبرته بذلك واعتذرت له لأني لا أبادله هذه المشاعر قط .. ولن يحدث .. هنا وكل شئ علي ما يرام شخص يعترف بحبه وفتاه تقدر هذه المشاعر وتعتذر لكن هذا اللزج يحترم اعتذاري بالطبع لا ظل يجوب حولي ومازال .. لدرجة أن يوماً ما سألني أرغد إن كان هناك علاقة ما بيني وبين هذا اللزج ..
اقترب اللزج مني أقصد تميم قائلاً بإبتسامه تبدو لي سمجه
" كيف حالك؟"
أجبته قائلة باقتضاب بعدما ألقيت نظرة إلي أرغد فوجدته يتصنع إنشغاله في هاتفه
" بخير"
وأوشكت أن أفتح باب السيارة لكي أصعد فأردف قائلاً
" لم أتعرف عليك اليوم .. تبدين فاتنة .. تُري ما سر هذا التغير؟ "
ألقي بجملته الأخيرة وألقي نظرة على أرغد .. ففهمت ما يرمي إليه على الفور .. هو يعلم حبي لـ أرغد الجميع يري هذا الحب عدا أرغد .. لكن أنا لم أتفوه بها قط ولن أتفوه بها وإن حدث سيكون لـ أرغد نفسه لا أحد سواه .. لم أُجيبه مما جعله يبتسم ساخراً ثم نظر لـ أرغد ونداه قائلاً
" أرغد .. محظوظ أنت يا رجل"
ثم رحل .. لم يفهم أرغد ما يرمي إليه تميم .. فقط اكتفىَ بنظرة مُستفهمه ما لبثت أن تحولت إلى نظرة تعني معتوه .. ليس هنا معتوه غيرك أرغد هكذا صحت داخلي .. ورحلنا نحن أيضاً ..

*****************

وصلنا أخيراً للبناية التي نمكث بها صف سيارته ثم صعدنا إلي الطابق الثالث حيث نُقيم _ بالطبع صعدنا بالمصعد _ وقفنا ننظر لـ بعضنا ثواني .. ثم أضاف قائلاً لـ كسر هذا التواصل ..
" ماذا ستفعلين باقي اليوم؟ "
أجبته قائلة
" سأقرأ كتاب ما .. أو سأفعل أي شئ آخر .. أنت ماذا ستفعل؟ "
تنهد قائلاً
" سأبدأ تحضير أوراق سفري سوف أسعى من اليوم"
أردفت بنبرة حزينة حيث حاولت بقدر الإمكان منع دموع عيني من أن تتدفق كـ شلال
" أما زلت مُصر؟!.."
أجاب بنبرة قاطعة حازمة
" نعم "
وأنا أيضاً هكذا صحت داخلي ..

**********************

عشرة أيام للـحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن