تتذكرون المُخيم!!.. بالطبع تتذكرون حدثتكم عنه اليوم السابق .. ذلك المُخيم الذي أتفق عليه كلاً من لمياء وأيمن أن يذهبا إليه بدلاً من ذلك المُسمي ' شهر العسل ' أكاد أسمع اعتراضكم على هذا القرار المُتهور والمُختلف نوعاً ما .. وهل هناك زوجان يذهبان لـ مُخيم بدلاً من الإستمتاع بـ شهر عسل رومانسي ؟!.. نعم هناك .. طالما أصبحا معاً وللأبد وطالما بينهما حباً فستصبح أيامهما جميعها عسلاً طيباً ..
اليوم كان يوماً مُتعباً لحد لا يوصف .. طريق سفر.. صحراء .. إقامة خيم .. يوم مُرهق لحد كبير.. هل تتساءلون من جاء معنا في هذا المُخيم؟!.. سأُجيبكم .. لمياء .. أيمن .. أنا .. أرغد .. شمس _ أخت لمياء الصغرى تصغرها بعامين هكذا أخبرتني حين تعارفنا _ تميم _ لم أكن أتخيل قط أن يأتي هذا اللزج لكنه جاء للأسف _
ليلي _ رفيقة لمياء المُقربة _ وأخيراً عماد _ الأخ الأوحد والأكبر للـ لمياء _ أقمنا الخيم سبعة خيم .. واحدة لكل واحد فينا .. وواحدة فقط للمياء وأيمن .. طبعاً أقمت خيمتي جانب خيمت مُعذب قلبي .. رتبنا الاغراض فـ خيمتنا بالمناسبة أنا وأرغد أخذنا ما يكفينا لثلاثة أيام لا أكثر .. ألا تريدون أن أصف لكم المكان!.. سأصف .. صحراء وعلي بعد ما يقابلنا بحر بعيد ما يكف عن الخيم .. لكنه مُريح وجميل .. دائماً اللون الأزرق يبعث في قلبي سلام وراحة وسكينة ..
*********************جاءت الساعة السادسة مساءاً كنا قد انتهينا من ترتيب الاغراض وكُل شئ حضرنا شيئاً لنأكله بالطبع شئ خفيف فهو أول يوم بالإضافة إلي أننا مُنهكين .. اليوم حقاً كان شاق ..
جاءت الساعة التاسعة مساءاً .. حلقة مكونة من ثماني أفراد وموقد نار ينتصف الحلقة .. همهمات وحديث جانبي إلا أن قطع الهمهمات ذلك المُسمي عماد قائلاً
" ما رأيكم أن نلعب لعبة ما!؟.."
أعجبتني الفكرة .. شئ جديد نفعله بدلاً من الجلوس هكذا .. نرمق النيران وفقط
أجابه أيمن قائلاً بنبرة ضاحكة
" أعتقد أننا كبرنا على شئ أسمه العب يا عماد؟!.."
تنحنح بحرج فيما أضفت أنا عندما شعرت بالحرج نيابتاً عن ذلك المُسمي عماد
" ولما لا؟!.. شئ نفعله ونتشارك فيه بدلاً من هذا الملل"
ثم نظرت لـ عماد وأضفت قائلة بابتسامة
" وما هي اللعبة التي تقترحها!؟"
" الزجاجة .."
ما إن قالها حتى دخلنا في نوبة ضحك شديدة .. تتذكرون هذه اللعبة الطفولية العريقة التي كُنا نلعبها ونحن صغار ونحن كبار أيضاً .. ذكريات كثيرة أُقحمت فيها لكنها حتماً رائعة .. ليتنا نستطيع أن نعود صغار وقتما يحلو لنا!.. هكذا كُنت أتمنى داخلى غافلة عن زوج العيون الذى يرمُقني .. قطع نوبة ضحكنا .. وشرودي في وجه أرغد ليلي قائلة بابتسامة
" فكرة رائعة .. هيا أحضر زجاجة يا عماد لكي نبدأ"
لم يستغرق الوقت خمس دقائق وأحضر عماد زجاجة .. ثم أضاف مُوضحنا قواعد اللعبة
" سوف أُحرك الزجاجة حركة دائرية والشخصين الذي تقف عندهما لهم الحق في سؤال بعضهما البعض بشرط الشخص السائل هو الذي تواجهه عنق الزجاجة .. اتفقنا!!.. "
تحركت الرؤوس في إشارة على الموافقة ثم إلتفت الزجاجة .. واختارت كلاً من لمياء وأرغد .. ولسوء الحظ أو حسنه حقاً لا أدري كان أرغد السائل .. ضخ الأدرينالين داخلي بكميات أكبر.. وأصبح قلبي كـ مدافع الحروب .. لا أدري لمَ أصابني كل هذا؟!.. لكن فكرت أن يجتمع كلاً من لمياء وأرغد معاً حتى إن كانت لعبة تثير حنقي وغضبي وغيرتي وخاصة تلك الأخيرة ..
" ما الحب بالنسبة لكِ؟!.."
كان هذا سؤال أرغد إلى لمياء .. ما إن سمعت سؤاله حتى شعرت بصاعق ما أصابنى .. حب ماذا واللعنة؟!.. هل هذه إشارة على أن أرغد يكن لها حباً ما .. لكن ماذا وقد أخبرني بأنه لا.. أفقت من هذا الصراع داخل جمجمتي على صوت لمياء يقول بوجه باسم وقد رمقت أيمن بنظرة حنونة عاشقة
" أيمن .. الحب بالنسبة لي أيمن"
ثم التفتت لـ أرغد وأكملت قائلة بابتسامة
" هناك شخص ما لكل واحد فينا يتمثل الحب فيه .. شخص واحد فقط تعرف الحب من خلال نطق حروف إسمه .. شخصاً يأتي لمحي كل من مر على قلبك حتى وإن كان مروراً طفيفاً لم يترك أثراً.. أنا لا أعلم إن كُنت وجدت هذا الشخص أم لا أرغد .. لكن إن وجدته تمسك به .."
لا أعلم لمَ تأثرت بتلك الكلمات من لمياء وشعرت بصدقها .. هذه الكلمات لا تخرج إلا من فم إمرأة عاشقة حد الثمالة .. دعوت داخلى أن يستمر زواجهم وأن يُديم الله هذه المحبة بينهم ويُتوجها بـ ذرية صالحة .. وأن يزرع حبي داخل صميم قلب أرغد ..
إلتفت الزجاجة ثم سكنت أمام كُلاً من شمس وعماد .. وكان السائل شمس هذه المرة ..
ضحكت شمس ضحكة شريرة مُصتنعة ثم تحدثت بنبرة مرحة
" هو سؤال واحد لا ثاني له .. أين وضعت تلك 'البجامة' المُريحة التي كُنت أرتديها معك .. وإياك والكذب سوف أتصل بأمي لتبحث عنها "
هكذا هم الإخوة ' توم وجيري ' وإن كانوا علي كوكب المريخ .. تنهد عماد قائلاً بنبرة حزينة مُصتنعة
" في الرف الثالث من الخزانة جهة اليسار ستجدينها في الأسفل .."
أجابته بانتصار
" يالها من لعبة ذات منفعة .. سوف أخذها عندما نعود ولا أُريد أي إعتراض "
أنهت كلامها وهي تضع إصبعها على فمها علامة لـ تحذيره من الكلام في موقف مُضحك جعلنا نضحك بشدة على هذين الأخوين .. بينما لفت انتباهي نظرات تميم لـ شمس هذه .. نظرات لا تُخفَ على عاشقة مثلي أظنها بوادر عشق ما على وشك الإنبات في ثنايا قلبه ..
وهكذا استمرت اللعبة سؤال وجواب ..***********************
الساعة الثانية عشر مُنتصف الليل .. خيمتي .. ممسكة بقلمي ودفتري وأُدون يومي .. إلى اللقاء في يوم جديد أرجوا أن يكون أكثر إثارة .. لكم قبلاتي .. أريس***********************
هناك شخصاً ما ربما يفصل بينكم أميال وربما بضع خطوات لا أكثر لكنه يُمثل الحب لكَ أتمنى أن تجده قريباً ..
**********************
![](https://img.wattpad.com/cover/238936624-288-k612614.jpg)
أنت تقرأ
عشرة أيام للـحب
Romansيقولون لا إجبار فـ الحب لكن ماذا لو أقسمت فتاة ما أن تجعله يقع في حبها .. فقط عشرة أيام .. هل سـ يحالفها الحظ أم لا!؟.. *البداية 16/8/2020 *النهاية 7/9/2020 الغلاف تصميمي❤️