"اليوم التاسع"

493 28 1
                                    


الساعة التاسعة صباحاً أعلم أنكم تتساءلون لمَ لم أستيقظ السادسة موعد ذهابي للعمل؟!.. لا أدري حقاً لا أدري كل ما أردت فعله هو أنني لن أذهب للعمل حتى نهاية هذا الإسبوع سأعود في بداية الأسبوع القادم .. علي كل حال اليوم هو الأربعاء وقد أوشك الإسبوع علي الإنتهاء كما أنني بحاجة لـ ترتيب حياتي أولوياتي التي تمثلت فـ الفترة الأخيرة على أرغد ولا أحد سواه .. كما أنني أشعر أن الثماني أيام المنصرمة لم يكونوا سوى هباء .. ذهبت إلي المرحاض واستحممت ثم ارتديت شئ جديد مُريح لـ أعصابي .. تتساءلون ماذا ارتدي؟! .. حسناً سأخبركم .. الشئ المُسمي بـ 'الترينج' وعليه رسومات لـ دُورة تلك الشخصية الكرتونية المُفضلة لدى .. ثم تناولت فطوري المكون من جبنة  و خبز و خيار _ دون تقطيع طبعاً _ ثم جلست أمام حاسوبي وجدت ما لم أتوقعه كم رسائل هائل من أرغد كالتالي
" لمَ لا تُجيبي أريس؟!..
" هل أنتِ بخير؟!.. "
" أريس يكفي أجيبي"
" هل سأركِ فـ العمل؟!.. "
" كُنت أعلم ذلك أنكِ لن تأتي .. "
" أُريد رؤيتك أريس .. "
" أخبريني لمَ أنتِ غاضبة مني؟!.. "
ورسائل أخرى كثيرة .. لن أُجيب هكذا إتخذت قراري وأغلقت تلك المُحادثة الخاص به .. لكن ما لفت انتباهي حقاً  لمَ هو مُهتم هكذا؟!.. لكن جواب عقلي دائماً موجع لـ قلبي لأنه يعاملك كـ أخت له لهذا بالطبع سيهتم بـ أخته .. عند هذه النقطة لم أتحمل أغلقت الحاسوب وأطفأت الأنوار وغفوت .. أنا تلك الفتاة التي تتعامل مع الحزن بـ النوم مع أنه هناك معلومة علمية حقيقة تقول أن من المُحتمل حدوث الوفاة عندما تذهب لـ النوم وأنت حزين وأنا دائماً أكون خائفة من هذا لكن ماذا أفعل النوم هو مهربي من أحزاني ..

                    ***********************

الساعة السادسة مساءاً .. كان هذا هو التوقيت عندما استيقظت على رنين باب شقتي .. أعلم من الطارق .. أرغد ولا شك في ذلك .. غسلت وجهي وأنا داخلي أخذت قرار أن هذان اليومين في منزلي  لي فقط سأحاول جمع شتات نفسي وترتيب أفكار عقلي ومُداواة جروح قلبي .. توقف الرنين شئ فـ شئ .. خُفت أن أخسر فرصتي في رؤيته هذا اليوم اللعنة على قلبي .. لهذا ذهبت لـ باب شقتي ونظرت من العين السحرية _ بالمناسبة من صنعها عبقري تُفيد في مثل هذه المواقف _ فوجدته يفتح باب شقته .. فتح الباب ثم دخل وأغلقه .. لكن لفت نظري عبر العين السحرية صندوق أسود اللون كبير مثل صندوق الهدايا لكن يبدوا كبيراً .. نظرت لـ باب شقته لـ أتاكد من غلق الباب .. بضع ثواني .. أفتح .. لا لا .. ثم اتخذت قراري .. فتحت الباب وأخذت الصندوق بسرعة وأغلقت الباب مرة ثانية .. كان صندوقاً كبيراً وثقيلاً نوعاً ما كأنه يحوي داخله أكثر من شئ ..

                    *************************

داخل غرفتي وعلى فراشي كان يمكث الصندوق وأنا أمامه حائرة وسعيدة بل أكاد أموت من فرط سعادتي .. فكرت لوهلة ثم فتحت حاسوبي حيث المحادثة الخاص به .. نعم وجدت ما أبحث عنه
" أريس هناك هديه لكِ أمام شقتك خذيها من فضلك "
أغلقت الحاسوب واقتربت من الصندوق جلست أمامه ثم اقتربت حيث الشريط الحريري المعقود عليه وفككته .. ثم الغطاء و..
أمسكت ذلك الفستان ذو اللون الأسود البسيط السادة لا يحتوي على أي نقوش يصل لـ منتصف ساقي والاكمام تصل لـ منتصف الساعد وقفت أمام المرآة كم يبدو رقيقاً وبسيطاً كـ أرغد .. ثم عُدت مرة أخرى إلى الصندوق .. وجدت دفتر مُلاحظات مميز ذو رسوم رقيقة وقلم مميز _ طبعاً حتي إن لم يكونوا كذلك فقد يصبحوا كذلك لأنهم من أرغد _ وورقة مثبته عليه مُدون عليها ' أعلم أنكِ تحبين هذه الأشياء وأنا أُحب كُل ما تحبيه لأنك تحبيه '
وثالث شي وأخر شئ وسادة مطبوع عليها صورة لنا سوياً عندما كُنا بـ الجامعه صورة مجنونة ومرحة كـ تلك الأيام ..
وهناك ورقة أكبر من ذي قبل مطوية أخذت فى فردها وقرأت ما بها
' أريس .. كيف حالك؟!.. سئ بسببي أعتذر على ما بدر مني وعن ما لم يبدر مني .. أتمنى أن تقبلي دعوتي علي الغداء غداً الساعة السادسة مساءاً .. أعلم أنكِ لن تأتي العمل فـ أنتِ أريس وأنا أعلم ما تفكرين به .. أعلمك كما أعلم ذاتي أريس .. أتمنى لكِ ليلة ممتعة .. فى إنتظارك غداً .. أرغد حبيبك .."
هل تستمعون لـ دقات قلبي أم لا؟!.. يكاد صوت قلبي يصم أُذني من فرط توتري وفرحتي .. أظن أن هناك إعتراف ما غداً وأظنه كما يشتهيه قلبي .. أو هكذا أتمنى .. قبلت الورقة ثم صرت أقفز هنا وهناك راقصة .. أُحبك أرغد وسأظل ..

                     ************************

' الحب لا يأتي إذا نحن أردناه ويأتي كغزال شارد حين يريد '
هكذا قال نزار قباني .. أريس .. لكن قبلاتي ..

                      ***********************

عشرة أيام للـحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن