"اليوم الرابع"

490 30 0
                                    


تقول كُتب علم النفس لكي تجعلين شخصاً يقع في حبك يجب التحلي بـ الكرم .. لا بأس ..
                  ************************
الساعة التاسعة صباحاً .. منزل أريس
اليوم الجمعة عطلة رسمية أسبوعية .. وكـ كُل جمعة أستيقظ الساعة التاسعة صباحاً أتناول فطوري ومن ثم أجلس على  حاسوبي الشخصي أتواصل مع أمي أو أقرأ شيئاً ما في علم النفس أو رواية ما أو أُشاهد فيلماً ما .. نسيت أن أُخبركم أمي على قيد الحياة هي فقط تعيش في كندا مع زوجها منذ أن كُنت فـ الجامعة خصوصاً السنة الثانية وذلك بعد أن توفي والدي .. حيث أن والدي تُوفي وأنا فـ الصف الثاني الثانوي .. وبعدها بعامين تزوجت أمي وعاشت قرابة السنة معي وعندما رأت إني أصبحت كبيرة وواعية تركتني وسافرت مع زوجها حيث أنه يعمل رجل أعمال في كندا وتأتي كلما أُتيحت لها الفرصة كل عام .. أسمعكم تتساءلون تعيش وحدها في مصر؟!.. وهل استطاعت أمها ترك قرة عينها هكذا؟!.. سأُجيب علي السؤال الأول .. نعم أعيش وحدي بمصر طالما أعيش رغماً عني كان لازاماً أن أُكمل تعليمي كما أني لا أرغب بالسفر لدي ما أتمسك به هنا وأظن أنكم تعرفون ما هو .. أما بالنسبة لـ ترك أمي لي فهي لم تكن معي مُنذ البداية كُنا نعيش كـ سكان أنا دائماً بغرفتي وهي في غرفتها .. أنا في عالمي وهي في عالمها وأظن عندما رحلت أصبحاً نشتاق لبعضنا أكثر .. نتوق للحديث معاً أكثر .. وكُل هذا جعلني قريبة من أرغد وابيه _ رحمه الله _ كانوا بمثابة منزلي الثاني .. كم كان أباً حنوناً!!.. أظن أنني ملئت رأسكم بكلام ممل لكن لا بد منه لا بد أن تعرفوا من تتحدث إليكم .. وبالنسبة لـ يومى الرابع ..
سأتحلى بـ الكرم كما تقول كُتب علم النفس .. تلك الهدية والتي هي عبارة عن ساعة سوداء والتي سرقت انظاري ولم أتخيلها سوى فى يدي أرغد في الخزانة منذ أسبوعين تقريباً .. كُلما حاولت اعطائه إياها أشعر بالحرج لكن بما أنني بصدد مهمة هذه المرة سأتجراء وسأُعطيه إياها .. بينما كُنت مُنهمكة فـ مشاهدة فيلم أجنبي شيق يُدعي 'the fault in our stars' ذلك الفيلم الذي لا أشعر بالضجر لو شاهدته للمرة الألف وفي كُل مرة أبكي وكأنها أول مرة لـ موت أوغستس ذلك الفتي الذي يتوفى في نهاية الفيلم بسبب ذلك المرض اللعين _ إن كنتوا من أصحاب القلوب المرهفة لا تشاهدوا هذا الفيلم الرائع _ إذا بهاتفى المحمول يرن تلك الرنة التي بمجرد سماعها أعلم من المتصل .. أمسكت هاتفي واخذت نفساً عميقاً وتداركت تلك البسمة البلهاء التي تشق فمى دائماً عندما يتصل بي وضغط زر الفتح وأجبت قائلة
" مرحباً أرغد .. كيف حالك؟!.. "
سمعت صوته العذب علي الطرف الأخر يُجيب قائلاً
" بخير أريس .. أتصلت بكِ لكي أُخبرك أنني مُتفرغ اليوم ما رأيك أن نتناول الغداء سوياً معاً فى الخارج؟! .."
لو كان الحظ شخصاً لـ عانقته وقبلته كثيراً لـ تحالفه معي .. يوم أمس لم يكن ترتيباً شخصي مني بل ترتيب من القدر وبالرغم من ذلك أشعر أني اقتربت منه أكثر .. واليوم يتصل أرغد بي بنفسه لـ يخبرني أن نتناول الغداء معاً بالخارج ما أجمل أن يتحالف القدر والحظ معك!..
أجبته قائلة بنبرة هادئه أخفيته بها فرحتي الشديدة
" أجل مُتفرغه .. متى أكون جاهزة؟.. "
أجاب قائلاً
" الساعة الرابعة .. مناسب لكِ"
"أجل"
هكذا أجبته ومن ثم ودعنا بعضنا وأغلقنا الخط .. وكـ أى فتاة واقعة فى الحب وحمقاء أخذت أرقص واقفز فرحاً هنا وهناك كما كُنت أُدندن بصوتي البشع .. البشع للغاية .. أسمعكم تقولون مجنونه .. أوافقكم الرأي ..

عشرة أيام للـحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن