"اليوم الثامن"

457 26 1
                                    


الساعة السابعة صباحاً ..
لقد كان وداعاً حار عانقت لمياء تلك الفتاة التي أدركت أنها أفضل بكثير مما ظننت وودعت أيمن زوجها .. وعانقت شمس وليلي وودعت عماد ذلك الشاب الذي لم يجمع بيننا سوى بضع كلمات ..
أحببتهم جميعاً وأحببت ذلك الوقت معهم .. كانوا ثلاث أيام لكن أجمل ثلاث أيام فى عامي هذا ..
رحلنا بعد ما اخذنا اغراضنا .. وصلنا إلى ذلك المكان المُسمي 'الجراچ' حيث سيارة أرغد .. طوال طريق العودة وأرغد لم يتحدث بكلمة كما أنه لا ينظر لي أيضاً .. أتذكر أنه من أغضبني أمس ولست أنا .. حاولت تجاهل الأمر لكن قلبي اللعين رفض ذلك وأصر على مصالحته .. لكن لم أتذكر أنني أغضبته في شئ لكن صمته هذا يؤذيني وعدم النظر لي كأنني وباء ما يشعل داخلي نيران لهذا إلتفت إليه ثم أردفت قائلة
" أرغد .. أ هناك خطب ما؟!.."
لم يُجيب فقط إستمر فـ القيادة وتجاهلني تماماً كأنني لم أتحدث قط بل كأنني غير جالسة بجانبه .. أغضبني هذا التجاهل وبشدة فـ صحت قائلة بنبرة مُرتفعة نوعاً ما
" أنا أتحدث معك؟!.."
أجاب ببرود قائلاً
" تحدثي مع تميم أراه أصبح قريباً منكِ أكثر مني .. "
تميم .. قريب أكثر مني .. ما هذا الهراء واللعنة .. أردفت قائلة وأنا لا أفهم مقصده
" مـ ماذا؟!.."
ثم أكملت قائلة بنبرة هادئة عكس السابقة تماماً
" تميم صديق أرغد لكن أنت .."
صَمت لم أستطيع إكمال ما أردت قوله لا أدري لماذا .. أفاقني من شرودي قوله بينما أوقف السيارة فجأة فـ اهتز جسدي
" وأنا .. هاا أنا ماذا أريس أنا لا شئ أليس كذلك؟!.."
" لا ليس كذلك .. كم أنت غبي أرغد .. هل ما زلت لا تدري في أي مكانة أنت لي؟!.. حقاً غبي .. هل تميم هو الذي كُنت أحاول لفت أنظاره لي بتغيرى نمط ملابسي؟!.. هل تميم من إستيقظت الخامسة فجراً كي أكون بجانبه فـ النادي وأفعل ما يحب وأهتم بما يحب؟!.. هل تميم من ذهبت معه لـ السينما؟!.. للمطعم؟!.. هل تميم من يصبح قلبي بجانبه كـ طبول الحروب؟!.. هل تميم من أراقبه دائماً؟!.. هل تميم من أدعي بداخلي مراراً أن يبادلني الحب أرغد؟!.. هل تميم من أُحارب حتى لا يغادر ويتركني؟!.. "
هل اعترفت لتوي بكل شئ .. أظن هذا .. أكره عندما أكون غاضبة أتحدث كـ البغبغاء في كُل شئ وأعترف بـ كل شئ .. للحقيقة لم أندم لحديثي واعترافي فـ كأنه حمل وانزاح عن عاتقي .. يكفي إخفاء لـ مشاعري أكثر من هذا فليحدث ما يحدث لا يهم ..
" أنتِ .."
لم أدعه يُكمل ما يريد .. كُنت خائفة من أن يصدمني بحقيقة أنني لست سوى أخت له كما أشعر فـ منعته من مواصلة حديثه قائلة
" لا أُريد سماع شئ .. فقط أُريد الرحيل "
أردف قائلاً
" أريس فقط أسمعيني أنا.."
" قلت لا أُريد سماع شئ هل ستنطلق أم أُغادر السيارة "
هكذا جاء ردي لاذع لكنه صمت وانطلق يعلم أنني عندما أُصبح عنيدة لا شئ يُغير رأسي اليابس سوى الوقت .. وانطلقنا حيث البناية ..

                    **********************

لا أدري كم استغرق طريق سفرنا وذلك لأن خاطري لم يكن يتابع الطريق قط .. أخذت أغراضي من سيارته وصعدت البناية وصلت حيث الطابق الخاص بنا وقفت أمام باب شقتي .. وقفت أُخرج المفتاح ثم فتحت باب شقتي ودخلت كدت أُغلق الباب حين وجدته يبتسم .. حقاً هو مُستفز.. أغلقت الباب في وجه وبقوة .. وكـ عادة من يعود لـ منزله بعد يوم شاق وسفر طويل .. جلست أستريح خمس عشر دقيقة والحقيقة كُنت أُفكر في أرغد _ ما لا تعلموا عني أني شخص يُفرط فـ التفكير لحد لا يوصف _ ثم نهضت أحضرت ملابس بيتية مُريحه وذهبت للمرحاض أخذت حماماً دافئاً وأرتديت تلك الملابس البيتية المُريحه ثم أحضرت شئ لكي أتناوله فـ قد تملكني الجوع وشعرت بمعدتي تستغيث طالبة الطعام .. ثم ذهبت في سبات عميق ..

                   ************************

الساعة الخامسة مساءاً .. غرفة أريس
عندما استيقظت كانت الساعة الخامسة مساءاً .. غسلت وجهي وأخذت شئ خفيفاً أتناوله من البراد .. ثم أحضرت حاسوبي وجلست على سريري ثم فتحته .. وجدت عدد لا حصر له من رسائل أرغد على ' الوتساب ' محتواها كـ التالي
" لمَ لم تسمعيني؟!.. "
"أريس أُريد التحدث معك"
" لمَ لم تخبريني بهذا من قبل؟!.. "
" أريس أتصلي بي عندما تفتحين"
" هل هكذا تصفعين الباب أمام حبيبك!.."
" أراكِ غداً فـ العمل .."
بماذا كان سيخبرني؟!.. هل سيقول وأنا أيضاً كما يحدث دائماً فـ المسلسلات والأفلام؟!.. أم كان سيقول أسف لكن أنتِ أُختي أريس كما أخبرت أنا تميم؟!.. يالله سينفجر، عقلي من كثرة الاسئلة لكن أنا خائفة من سماع ما يود قوله .. ماذا لو .. لا لا لن أتحدث معه .. وسأحاول نسيان الأمر .. لكن إن كُنت سأنسي الأمر لمَ أمسك بدفتري وأدون يومي معه؟!.. لمَ لا زال داخلي بصيص من أمل؟!..

                      ********************
أظن أنني بدأت الإيمان بمقولة  "أن تحاول جعل شخص يحبك أمر عبثي تماماً كمحاولة أن تمنع نفسك من حب شخص ما " .. أريس

                       *********************

عشرة أيام للـحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن