استيقظ الجميع على الورقة التي كتبتها ليلى وعلّقتها على غرفه كُلًّا منهم،،
وكنت أستعد للقاء، بعد أن مرت الليالي دون أن أنم ساعة واحده، كلما غفوت حَلمت بدعاء، لا أحب الاستسلام، أعلم أنها تعاني منذ فترة ولكن ليس هذا سبب كافي للانتحار يا دُعاء، أنت لم تنه حياتك فقط، بل واصابتيني أنا بالاكتئاب.. ثمة أشخاص يعتقدون أن لا أحد يتأثر بغيابهم، يشعر بالحنين إليهم،تركت الغرفة لأجد فاطمة في وجهي، كانت ثابتة بدرجة كبيرة
ثم قالت "ليلى، ألم تنتهي حاله الحداد؟"
قُلت وأنا لا أبالي" حاله ماذا؟ هل جربت أن تشعري أنكِ سبب في قتل روح؟"
قالت "لم تقتليها، لا تحملي نفسك أكثر من طاقتها"
قلت "أنا المسئوله، أنا من اهتممت بعودتك وأهملت مرضاي"
قالت "ولِما لا أكون أنا من قتلتها؟"
قلت "كيف؟"
قالت" إن سِرت على نفس منهجك فأنا من تركتها أولًا"
قلت" وأنا من بعدك، ليس هذا وقت للكلام في من السبب، لا أريد أن تنتحر حاله أخرى، اتركيني أُنهى الفوضى "
قالت "هل مستعده بقدر كافي لهذا اللقاء؟"
قلت وانا اتركها "نعم"
قالت" ألم تريدين أن تعرفي سبب اختفائي؟"
استدرت لها قائله" ما هو؟"
قالت" كان هنا حاله أشد خطوره من حاله دعاء وكنت لازلت لم استطيع التقرب منهم بقدر كافي، وكان يعاني من عده مشاكل نفسيه وليست مشكله، استيقظت في الصباح وجدته منتحر، هل عرفتي الآن ما الذي يجعل طبيب ناجح ان يختفي؟ لي.."
قاطعتها" ليستعيد ثقته بنفسه، ليرتب أموره" وتركتها
اتجهت وأنا لازالت استمع إلى موسيقى دعاء الهادئة التي استمعت إليها في ذلك المقرر عده مرات، وجهي أصبح شاحب وحزين،
اتجهت إلى الحديقة وقد كان الجميع في انتظاري رأيت ابتسامات وجههم الحزين على الفقيدة، فبادلتهم بنفس الابتسامة ،ولكن كلا منا حزين لسبب ما
هم لأنهم فقدوا زميله لهم، بل والأهم أنهم في نفس الموقف، ينتابهم شعور الخوف من أن ينتهي بهم الطريق إلى الهاوية، إلى الحافة، أن يأتي وقت ويجدوا أنفسهم يكتبون رسالة انتحار،..قاطعت الصمت قائله بصوت خافت "أسعد الله صباحكم، طِبتم بخير، أتمنى لكم أفضل حال دائمًا، لا أعرف من أين ابدأ حديثي، أعلم بحالة حزنكم وحاله الخوف والقلق التي تمتلككم، وَلَكِنِّي أنا في موقف مختلف تمامًا، الفشل يا أصدقائي، الشعور وحده كافٍ في جعلك تدخل في نوبة اكتئاب، الفشل في صداقة، في الحب، في عملك، ودراستك، يجعلك تُصاب باليأس، تزال عالق في ما قبل الفشل، تلوم نفسك لأنك تصرفت بشكل خاطئ ففشلت، إلى أن تتعافي، ولكن التعافي لا يدل على البداية من جديد، بل يزال أثر المعاناة بداخلنا، بداخل أنفسنا، نتذكر كل شيء في كل موقف جديد، فإن فشلت في علاقة حُب، فإن تعافيت وصادفك القدر وشعرت أنك تُحِب، فستتذكر فشلك، وتتذكر معاناتك مما يجعلك تأخذ خطوه إلى الوراء، بكل عقلانية الفشل ليس طريق النهاية، ولابد أن أفشل لأنجح، وأن أسقط لأنهض ،وأن ابكي لأسعد، لابد أن أعيش لاحارب وانتصر وانهزم، لاذوق كافه أطعمه الحياه، ولكن إن فشلت وحدي فهذا ليس مُحزن بقدر ان يتعلق فشلك بإنسان، تحمل مسؤليه شخصٍ آخر، أعزائي المستمعين لابد الراحه بعد التعب لنسطتيع المواصله،،ولكن اوقات كثيره نحتاج إلى أحاديث تجعلنا نطمئن لا أحاديث عقلانيه..
أما أنتم، فلقد سَهرت لأجد حَلًّا لكم، لا تحتاجون لتلك الأدوية التي تجعلكم تذهبون في رحله نوم عميقة، لكي تهربوا من واقعكم، لا بد من أن تواجهوا،،
قاطعني محمود قائلًا "معذرة، ولكن، نحن لا نحتاج بالفعل لأدوية تجعلنا ننام، أنا لا أتناول أي أدريه بها نسبه منوم، لأنه قاتل ذلك الإحساس الذي يجعلك في رغبه مستمرة في النوم لأنك تعلم أن لا أحد يهتم لاستيقاظك"
أنت تقرأ
قِسم ٧١٧
Historia Cortaهل فُراق الأحبه يَقتل؟ وهل مصاعب الحياه تؤدي إلى الظلام؟وماذا عن مشقّه الحياه هل ازدادت ام انِنا من أصبحنا ضُعفاء؟، وهل لضعيفٍ ان يضعفُ للاكتئابِ؟ ويترك نفسه حتى يجد انه وصل إلى الحافه؟، وكيف تتركُ نفسك لشبحٍ يدعي الاكتئاب الي ان تصل إلى المصحه الن...