part 1

57.8K 1.8K 224
                                    

تعديل والله يا بنات التعليقات تجنن انا ضحكت كتير وخصوصا علي تعليقكم علي اسم القطيع  😂😂😂
حاضر هغير الاسم

إيلا

كيف حالكم يا رفاق؟ أنا إيلا، مستذئبة أعيش في عالم البشر بعد أن هربت من قطيعي الذي استقبلني عندما كنت في الثالثة عشرة. بعد أن فقدتُ قطيعي، قطعت كل علاقاتي بهم منذ أربع سنوات. أنا الآن في الثانية والعشرين من عمري، وأعمل في إحدى المكتبات في مدينة بشرية. ليس لدي أصدقاء، لذلك أعيش وحدي في شقة صغيرة. لا أستقر في مكان محدد، فأنا دائمة الترحال، أو بمعنى أدق... دائمة الهروب.

"إيلا، أريد استعارة هذه الكتب." كان صوتًا هادئًا.

التفتُّ إلى مصدر الصوت، فكانت "سيرا" هي من تتحدث. إنها فتاة بشرية دائمة التردد على المكتبة. أخذتُ منها الكتب وسجلتُ أسماؤها في السجلات، ثم أعطيتها لها. إنها فتاة غريبة الأطوار، تجلس لفترات طويلة في المكتبة، وتأخذ العديد من الكتب التي لا أعلم كيف تتمكن من إنهائها بهذه السرعة. كما أنها لا تختلط بأحد من بني جنسها... دائمًا وحيدة، مثلي.

تنهدتُ بتعب عندما انتهت فترة عملي أخيرًا. أخذتُ حقيبتي وهممتُ بمغادرة المكتبة متجهةً إلى المنزل، أشعر بالإرهاق الشديد. هذه المدينة هي الأطول التي بقيتُ فيها حتى الآن، ستة أشهر كاملة. لا أعلم إن كنت سأتمكن من البقاء أكثر دون أن يُعثر عليّ. الأموال التي بحوزتي لا أعلم إن كانت ستكفي إن اضطررتُ للانتقال مرة أخرى... لقد خسرتُ كثيرًا.

وقع خطواتي داخل ذلك الزقاق الصغير جعل كل خلية من جسدي تتأهب. هذا المكان ليس للضعفاء، العديد من العصابات تعيش هنا. إن كان هناك شيء تعلمته من العيش في هذا الحي، فهو أن تعيش كأنك شبح... لا تُرى، لا تُسمع، والأهم... لا تتكلم.

دلفتُ إلى شقتي الصغيرة، التي تتكون من غرفة واحدة، وحمام صغير، ومطبخ ضيق، وممر متوسط الحجم. رميتُ جسدي على الأريكة، فأنا أعمل لأكثر من تسع ساعات يوميًا، وأظل واقفة على قدمي طوال الوقت. لقد أنهكني التعب، لكن صوت ذئبتي "لايت" قاطعني:

"لا تقلقي، إيلا، كل شيء سيكون على ما يرام. لم يصلوا إلينا حتى الآن، وهذا يؤكد أننا أخفينا أثرنا جيدًا هذه المرة."

تنهدتُ بإحباط، كم أرغب في تصديقها، لكنني لا أستطيع. ربما اعتدتُ القلق. قلتُ:

"لا أعلم حقًا ماذا أفعل. نحن نهرب منذ أربع سنوات، يا لايت، وفي كل مرة يجدوننا. كما أن الأموال التي بحوزتنا أوشكت على النفاد، والراتب الذي أحصل عليه من المكتبة لا يكفي. أشعر بالإرهاق، وألم في عضلات جسدي."

قالت لايت بلهجة يملؤها العتاب:

"لو كنتِ استمعتِ إليّ لما حدث كل هذا."

كلماتها جعلتني أتذكر كل ما حدث وكأنه وقع اليوم. اشتعلتُ غضبًا وحزنًا، وقلتُ بصوت مرتجف:

My Mateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن