ألحان الحب "نوفيلا"

الفصل الخامس

رفع مالك أحد حاجبيه يسألها بشك وهو يجاورها بالسيارة تحتل مقعد السائق ويدندن المذياع بلحن غربي هاديء، تشق السيارة الطريق كما الشمس خيوطها تشق ظلام الليل... تضرب أناملها بخفة فوق المقود لتلتفت بابتسامة لزوجها مستمعة لسؤاله الفضولي.. رافعًا أحد حاجبيه بتعجب تبتسم بانتصار على ملامحه المندهشة فهتف بما يدور في خلده :

- احنا رايحين فين يا كوكا أنا لحد كدا نزلت بصمت من البيت بس الموضوع مريب !!

- هخطفك يا سيادة الرائد

رفعت كتفيها بدلال تبتسم بمشاكسة مُرسلة قبلة في الهواء إليه وعيناها تعاود النظر للطريق، ضحكت بمشاكسة ليشاركها مالك ضحكة خفيضة هربت من بين شفتاه ثم قال بجدية :

- أنجزي يا كوكا وخداني على فين وسربتي العيال

حركت كتفيها مرددة بجدية بين ضحكاتها :

- بقالنا كتير مقضناش يوم سوا فقولت نطلع على إسكندرية نفطر ونقعد على البحر ونختم اليوم بأكلة سمك من اللي بتحبها

رُسمت الدهشة على ملامح مالك يطالعها بتعجب وعيناه أتساعهما يزداد ثم تطلع لها بشك قائلًا :

- يعني ده بس السبب إننا ما بنقعدش مع بعض !

نظرت بطرف عيناها له فرفعت كتفيها هامسة :

- قولت أغير فكرة إني زوجة نكدية وأفرفش الباشا

قالتها ببراءة وصدق لينفجر مالك في الضحك ممسكًا بكفها يطبع عليه قبلة عميقة يرفع عيناه ليغيب في غابات الزيتون في أعينها وهي تسقط غارقة في بحور عيناه الزرقاء... رمقها بنظرة خاصة تحصل عليها كلما ابتسمت أمامه هيئتها الجديدة تجعل قلبه يخفق بسعادة... منذ عامٍ مضى في عيد مولده تحديدًا أندهش وهو يراها تدلف للمنزل حاملة أكياس مشتروات جديدة تلف خصلاتها تُحجبها عن الأعين بوشاحٍ عصري ومعها تولج رقية ليرحب الجميع بها بابتسامة سعيدة مندهشة....

همس مالك بحب يعود من ذكرى ذلك اليوم المميز يغمزها بعبث ومن بين صدق كلماته تتراقص المشاكسة :

- أحلى زوجة نكدية

ضيقت عيناها بحنق تلتفت له فقال بهلع ظاهري :

- بهزر يا فندم اوعي تخطفيني بجد عيالي محتاجنيّ

ألتفت له مليكة برأسها تبتسم بسعادة وحب وعيناها تلمح بريق عيناه الخاطف، تهتف بعمق المشاعر المتراقصة في لهيب عيناها :

- وأنا كمان محتاجاك جنبي أوي يا مالك

فقرب يداه يمسك بكفها يسحبها لفمه طابعًا قبلة قوية عميقة كادت أن تطبع جلد بشرتها فوق شفتاه، ثم لفه يلثم باطنه بحب وعيناها تعود للطريق تسحب كفها من بين كفاه ممسكة بالمقود للحظة شعرت وكأنها تلك الفتاة الصغيرة منذ عدة سنوات التي أُعجبت بصديقٍ كان أول لقاءٍ بينهما عراك...