الخاتمة

731 42 97
                                    


مرت الأعوام وتوالت، ومرت الأنفاس تاركة الرئتان تهرب من سجنها... عشرون عامًا مروا وبين كل عام وأخر كانت ذكرى تجمعهم، مع كل عامٍ نشأت روابط جديدة تُزيد من تماسكهم، لم يبق الحال كما كان فمنهم من كان أحسن مما مضى ومنهم من كان الماضي بذاته هو الحُسن....
نفقد وهل كان للفقد سبب أم إنه القدر؟!... وما بين كل فقدٍ وأخر تبكي القلوب أولًا وتتبعها الأعين لتجف دموع أعيننا وتبقى دمعات القلب لا تنضب أبدًا...
بداخل قصر النوري الأكبر، قصرٍ مرت عليه السنون ورغم ذلك لم يبهت كأغلب القصور بل كان أكثر رونقًا مما مضى...

°°°°°°°°°

فتحت عيناها بكسل تتنهد بحنق واضعة كفها فوق عيناها المغمضة بضيق تلعن نفسها لنسيانها ستائر الشرفة مفتوحة ليلًا تكره ضوء النهار وتعشق ضياء الليل الخافت فتظل شرفتها مفتوحة طوال الليل نائمة فوق فراشها وعيناها تراقب النجوم خلسة...
تمطأت بتثاؤب تجلس فوق الفراش رافعة ذراعيها لأعلى؛ مازالت طفولية بكل شيء حتى بطريقة أستيقاظها...
أمسكت الهاتف من جوارها تضغط على شاشته الملساء ليصدح صوت المُجيب الألي تردد بأن الساعة الآن التاسعة صباحًا...

قامت بفتح معرض الصور لتنظر له بزيه الرسمي يقف جوار أخيها كلاهما ملامحهما جامدة بجدية فابتسمت بخفوت على هيئة آسر المحببة لقلبها، وبنفس اللحظة تحركت تشير بسبابتها أمام الهاتف عن بعد لتتبدل الصورة بأخرى خلفها بنفس الشخص ولكنه بزيٍ كلاسيكي يجلس جوار خطيبته المصون... زفرت بحنق تلوي شفتيها مُلقية الهاتف جوارها تتحرك لخارج الغرفة تجاه المرحاض بجناح أسرتها الخاص تهتف بضجر بعدما لمحت صورتها جوار أخوتها موضوعة فوق الحائط بإطار من خشب الزان بالردهة :

- صباح الكآبة يا غرام ...

°°°°°°°°°°°°

هبطت الطائرة القادمة من ميناء أسطنبول الجوي لتحط عجلاتها فوق الأراضي المصرية بداخل الميناء الجوي بالقاهرة....

هبط من الطائرة بزيه الرسمي بلونه الأزرق القاتم يوزع ابتسامات عابثة يمينًا ويسارًا على المسافرات والمضيفات... خلع قبعته الزرقاء الملتفة حولها شريطة ذهبية تُشبه سنبلة القمح اللامعة يمكسها بيده يلوح بها لرفيقه الواقف هناك بِانتظار عودته من رحلته القصيرة بعدما عاد بطائرته بأمان...
مجسم صغير لطائرة فضية يزين طرف حلته المنمقة، خلع نظارته الشمسية فلمعت أعينه الزمردية بنظرة مشاكسة فتبتسم الفتيات بدلال تشير إليه بتهافت...

تتحرك خلفه تهبط الدرج المعدني ترسم ابتسامة مقتضبة فوق شفتيها
تتبعه تهبط الدرجات المعدنية توزع ابتسامة مقتضبة ملامحها جامدة، فها هو العرض قد بدأ وأزداد توهج مراد النوري لتتحرك خلفه بزي مساعد الطيار -قميصها الأبيض المشرق والأشرطة الذهبية فوق كتفيها بينما قبعتها تحتضنها تحت ذراعها- نيرانها الحانقة تشتعل فتُخلف الضوء على العابث إبن خالتها....

ألحان الحب "نوفيلا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن