ألحان الحب "نوفيلا"

الفصل السابع

صباحًا جديد توالى مبددًا ظلام الليل فأشرقت الشمس بضيائها الوهاج، نورٍ دفئه يُلامس القلوب...

عاد سيف مع رقية من سفرتهم القصيرة أمس مغتنمين عدة لحظات سويًا يسرقونها من الأيام... وكذلك عاد المشاكس مع زوجته المتهورة مليكة، كان يومًا مجنونًا جمع كليهما ألتقطا الصور الذاتية محتضنين بعضهما وخلفها مياه البحر المتلاطمة رائحتها تخترق الأنفس ونسماتها الباردة تقشعر لها الأبدان بإهتزازة خاصة لا يحصل عليها المرء إلا أمام مياه البحر الزرقاء بزرقتها الآسرة...

علاقة الجميع كانت كالسماء؛ أحيانًا تمتلئ بنجومٕ متلألأة، وبالبعض الأخر يندس القمر بينهما مُنيرًا ظُلمات النفس، وبين ذاك وذاك لحظات تُصبح معتمة يختنق الليل من ظلامها؛ فإما أن تُمرر الظلام متذكرًا بريق النجوم وتوهجها، أو تترك نفسك لتختنق بداخلها فتبدأ الزوبعة في السيطرة على قلبك تُحيطه بالغيوم القاتمة...

°°°°°°°°°°

بداخل الجريدة بعملها المميز أصبحت رئيسة التحرير المتألقة بعدما سافر مدحت الوكيل لأبنائه وأحفاده بفرنسا تاركًا الجريدة بين إيدي لمياء وأكتفى هو ليصبح رئيس مجلس الإدارة يُديرها بصحبه لمياء عن بعد...

واضعة طرف القلم بين شفتيها تُعيد صياغة مقالها الأسبوعي... طرقات أرتفعت فوق الباب لتهتف بجدية واضعة القلم فوق المكتب الخشبي تعتدل في جلستها :

- أتفضل أدخل

فتح الباب ليطل منه رفيق دربها فؤاد قائلًا بابتسامة بشوشة :

- صباح الخير يا ريسة

ابتسمت لمياء تُشير له بثبات :

- أتفضل يا فؤش

جلس على المقعد أمام مكتبها يمد يديه لها بعدة أوراق متراصة متمتمًا بهدوء :

- المقال أهو رجعيه وشوفي الدنيا إيه
وهتلاقي معاه الصور اللي صورها سمير

- تمام يا فؤاد متقلقش هراجعه وهيروح المطبعة علشان نسخة بكرة بس برافو عليك إنك سافرت ووثقت الحدث ده

هتف رافعًا رأسه بشموخ :

- فؤاد أبو المجد أحسن صحفي يوثق أخبار الرياضة

ضحك لتشاركه الضحك فأردف بجدية :

- بجد كان لازم الواحد يروح أنتي مشوفتيش المارثون كان ضامم ناس قد إيه بس مشكلتنا فعلًا إننا بلد مش عارفة تهتم بالرياضة أو بقت الرياضة بالنسبالها هي الكورة وبس

هتفت بجزم تتطلع له بالموافقة :

- فعلًا هتفضل دي المشكلة اللي بنحاول نحاربها وياريت بيتعبروا الكرة مجرد رياضة دول بيعتبروها حرب... زمان كنا فكرين إن التعصب بس في الأديان بس أكتشفنا إنه موجود في كل حاجة حولينا حتى إبداء الرأي...