الفصل السادس

704 44 39
                                    


إلتف الصغار بحديقة المنزل حول جدهما عبد الرحمن وجدتهما حياة يجلسون أرضًا في نصف دائرة بينما الصغيرة حياة تقبع في أحضان جدتها فوق الأريكة مجاورة لعبد الرحمن النوري، والصغيرة غرام بغرفتها نائمة تجاورها المربية الخاصة في فترة غياب أبويها...

همس آسر بفضول وأعينه تتسع بإنبهار :

- كمل يا جدو وعملت إيه أنت جدو سالم وجدو حسن علشان تقبضوا على المجرم ؟

هربت ضحكة خافتة من ثغر عبد الرحمن تضيق عيناه المجدعة بمرور السنوات وخبرة الحياة بإندهاش، حفيده الأول نسخة مصغره من ولده أدهم... آآآهٍ على الأيام تتوالى وتتشابه الأرواح...

سعل بحدة لتربت حياة على ظهره برفق فتايع بابتسامة مشجعة وهو يرى فضول الصغير، يقص حكايا تخصه وتخص الأخرين ولكن لا يذكر منها ما يُسيء لحازم أو فريدة فكلاهما كانا ضحايا لفساد الآباء :

- أبوك وعمك مالك هما اللي عرفوا يقبضوا عليه.. وطبعًا لمياء وإصرارها كانوا السبب

أتسعت أعينه وفغر فاهه فخرًا بما فعل والداه وعمه ليهتف سريعًا :

- أنا هطلع ظابط زيهم وزيك يا جدو

ضحك عبد الرحمن ليسأل مراد الجالس يشاكس عشق بسماجة فكلما رآه تذكر مالك في صغره :

- وأنت يا مراد هتبقى ظابط؟

هز رأسه رفضًا :

- لا أنا عايز أبقى طيار

ضحكت حياة هامسة بشكر وعيناه تضيق بسرور :

- الحمد لله طلع زي سيف عايز يهرب من السلسال اللي مبيخلصش

رمقها زوجها بحنق لتكبت ابتسامتها على ملامحه فلو عليه لجعل سيف أيضًا يتقدم للشرطة ويتبعه مراد، تطلع للصغير يسأله بفضول :

- ليه يا مراد عايز تكون طيار

نفخ صدره بطفولية مرددًا بمكر :

- بابا قالي في المطار المضيفات حلوين

رمش عبد الرحمن عدة مرات ببلاهة لتخرجه من دهشته ضحكة حياة القوية تشاركها الصغيرة بلا فهم بضحكة طفولية تحرك بها جسدها مقهقهة...

نظر عبد الرحمن للصغير شذرًا ليتوارى عنه سألًا الفتيات فيكفي ما يناله من مالك وولده :

- وأنتوا يا حبايبي ؟

وقفت خديجة سريعًا تدور حول نفسها بحركات الرقص الخاصة تقف على أطراف أصابع قدميها :

- عايزة ابقى باليرينا يا جدو

ابتسمت حياة تردد بجدية :

- بس دي مش وظيفة يا ديجا

عقدت حاجبيها تضم شفتيها بحنق فدائمًا ما كان الرقص يجذبها، تطلعت مليكة لأعينها اللامعة بحزن لتردف مسرعة لجدتها :

ألحان الحب "نوفيلا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن