جلست رنا بعد أن تعبت من الرقص، وكانت تلتقط الصور مع أصدقائها وتبتسم بسعادة لأنها تقول نعم أنا لا أحبه ولكن هذه الليله لا تأتي غير مره في العمر، حتى الآن لا تعرف لماذا لم تثور على أهلها؟؟ حتي الآن لا تعرف لماذا لم تهرب أو تنتحر كما هي العادة؟؟ لماذا تجلس هكذا سعيدة وترقص ولم تزجره من تقبيلها؟؟ لماذا فعلت كل هذا؟؟ ولكنها على يقين تامٍ بأنها لن تسمح له بالتقرب منها أو حتى الجلوس بجوارها؟؟ ولن تسمح من الأساس باستمرارِ تلك الزيجه وستعمل على نيل حريتها في أقرب وقت، وبالنسبه لها هذا ليس بالأمر الوعر لأنها قادره على جعل أي شخص يجن منها...
حتى نظرت إلى الأمام بعد قوله لها كلامه هذا الذي يجعل دقات قلبها في تسارع تام وجعلها غير قادره على التنفس، فوجدت جدتها ناديه وهي أخت لجدتها صفيه، دعوني أتحدث عن علاقه رنا بصفيه قليلاً :رنا هي أول حفيده لعائله فتحي الملاح وهو والد والدتها وجدتها كانت تعشق رنا كثيراً وتقول أنها لا تحب سوى رنا على الرغم من كونها مشاغبه وسليطه اللسان وبارده ومجنونه ومستفزه ومتمرده على الرغم من كل تلك العيوب ولكنها لا تحب سوى رنا، وكذلك الأمر عند رنا كانت تعشق جدتها كثيراً، وكانت العلاقه بينهما ليست بعلاقه جده بحفيدتها لا والله بل علاقه صديقه بصديقتها، طفله ووالداتها، حتى بعد مماتها ظلت رنا تعشقها أكثر من والداتها، كان الكل يصرخ على رنا لمنادتها لجدتها فقط باسمها بدون ألقاب أو أي من هذا القبيل "ستو، جدتي.. وغير هذا" بل كانت لا تناديها غير باسمها وكانت جدتها لا تعترض بتاتاً فهي من الأساس إذا نادتها رنا بلقب جدتي كانت تتعجب لأنها تعرف رنا، وكانت تعشق من الأساس أن تناديها رنا هكذا، كانت رنا مدلله صفيه، مذ الصغر وهي مدللتها، وكانت أكثر شخص حريص على علاج رنا، وكانت تغضب كثيراً عليها لأن رنا تبكي وتتعصب، وكانت تحزن لرؤيه رنا حزينه بسبب تنمر على فاها....
وكانت جدتها ناديه ترقص مع الأقارب بفرح، وملامح تلك الجده تشبه ملامح جده رنا، فنظرت لها رنا ورأت جدتها صفيه هي من ترقص، فشعرت برغبه في البكاء، خاصهََ بعد تذكرها وعد جدتها بأنها ستحضر زفافها وسترقص لها وستعد لها بنفسها الطعام للعروسين ولكن يشاء القدر وماتت ورنا في سن السادسه عشر من عمرها، شهقه خرجت منها فصكت علي أسنانها حتى لا يسمعها أحد، أو كما كانت تظن، فوجدت فهد يمسك يدها وينظر لها وعلامات القلق باديه على وجهه :مالك يا رنا.. في أي يا حبيبي
نظرت له بعيون دامعه وجذبت يدها من يدها وظلت تعد على أصابعها وتلك الحركه تفعلها عند التوتر والعصبية لكي تهدي من نفسها، فرأى فهد هكذا وهو يعلم تماماً سبب تلك الحركه وما يتبعه من تشنجات وبكاء يمكن أن يؤدي إلى إغماء، فأمسك يدها رُغماََ عنها واوقفها وسار بها تجاه الشرفه، وعقب دخولهم، ظلت رنا تبكي في صمت، وكان فهد سيجن لرغبه في معرفه سر البكاء، فقال لها في قلق :مالك بس، طب أنا زعلتلك، ط طب حد عملك حاجه، اتكلمي يا بابا بس
أجابت رنا بصوت مبحوح أثر البكاء :ص صفيه ووح وحشتني اووووي..
تنهد فهد بارتياح عقب حديثها لأنه ظن أن الأمر عسيراً، أما بالنسبه له فأمر جدتها بالأمر الهين لأنه يدرك كيف يهدئها فأمسك يدها وقبلها ثم رفع انظاره إليها قائلا بإبتسامه :قوليلي يا رنا
نظرت له رنا برفع حاجب ثم قالت بشيء من غبائها :أقولك يا رنا ازاي يا بني مش أنت اسمك فهد
ضحك فهد قائلاً :ههههههههههه يخربيت الغباء يا شيخه ههههههههههه، يا بنتي أنا لسا بسألك متبقيش عامله زي أحمد حلمي كده
رنا بمرح:عيب عليك يا شق دانا اللي قصداها أني أعمل زي حماده في فيلم محطه مصر
فهد :اومال
رنا بمرح:الله ما أنت معايا على الخط اهو وليك في كوميكسات، كنت فكراك نرم الصراحه وأنا كنت عايزه اتجوز واحد لي في ميمز ومش نرم كده
فهد برفع حاجب:أنتي بتقولي اي يا بت
رنا بمرح :بشرحلك درس فيزيا
فهد بايماء :إذا كان كده ماشي اييييه بت أنتي هتشتغليني
رنا بضحك شديد :هههههههههههه منظرك مسخره هههههههههههه بتفكرني بالرجاله في روايات بتبقى البطله هبله زي والبطل أهطل
فهد بصدمه :أهطل!!! يخربيت ألفاظك السوقيه دي
******************************
في الخارج، وابتدأت الهمسات بسبب إختفاء العريس والعروسه،
شيماء :تلاقوا العريس مستعجل
انفجرا الجميع ضاحكاً عقب كلامتها هذه، ولكنهم لا يعرفون شيئاً
أمسكت ساره بيد شيماء وابتدت عمليه البحث عن رنا وفهد حتي رأت شيماء ظل شخصان في الشرفه فدلفت ووقفت عند باب الشرفه ووجدت رنا وفهد يضحكون ويضربون كفاََ بالآخر من الضحك فقالت شيماء بضحك :خلاص يا شباب لقيتهم
نظرت رنا إلى شيماء ونظر فهد أرضاََ واستأذن رنا وخرج، فنظرت رنا برفع حاجب عقب فعلته بينما شهقت شيماء فصرخت رنا من الخوف
شيماء :انتي هيبتي اي عينك والميكب
رنا بحزن :كنت بعيط يسطط
أمسكت هدير صديقه رنا وشيماء يدها وقالا :قدامي يختي نظبط كده هو تمام بس نظبط بس كده
******************************
خرج فهد ووجد أمه في وجهه وقالت له وعلامات القلق باديه على وجهها، هدى بقلق :كنت فين يا بني ومراتك راحت فين
طبطب فهد على يدها بحنيه وقال في هدوء :اطمني يا ماما أنا بخير أنا وهي، كانت مخنوقه شويه أصلها عندها ضيق في التنفس
هدى بمشاكسه :من أولها ضيق في التنفس امال... ثم صمتت ونظرت لابنها وجدته ينظر ارضاََ ويلعب في خصيلاته علامه على الخجل، فضحكت أمه وقالت بنفس النبره :لا النهارده مفيش كسوف ها.. عايزه بعد تسع شهور بالظبط أسمع خبر يفرحني
ضحك فهد من صميم قلبه فأمه ليست على دراية بالأمر فهي تظن انهم سيتبادلون الحب ولا تعرف أن رنا من الممكن أن تتطرد فهد من الشقه إذا أمكن، فهو يعرف رنا عز المعرفه، ويعلم أنها لن يهمها أن تلعنها الملائكة لبعدها عن فهد وهذا حقه الشرعي ولن تسمح له بأن يشاطرها حتى الطعام، فهو يعلم حبيبته المتمرده هذه، التمرد من خصالها المعروفه، ولن تعامله بلين حتى..
ظنت والدته أن ضحكه هذا دليل على تأكيد، حتى وجدته يقول بضحك :إن شاء الله ههههههههه بس لما تسمحلنا
هدى برفع حاجب :مين!!
فهد ،متاخديش في بالك... امال فين محمد
هدى :عندك هناك اهو مش مبطل رقص مع أمه ولا كأنه فرح أمه، ثم قالت بحنق :مش زي بقيت الناس
فهم فهد أنه المقصود فقال في هدوء :يا أمي لولا إن رنا ممكن تتطين عيشتي، وكمان رنا زيها زي أي بنت عايزه فرح وهيصه بس أنتي عارفني مليش في شغل المغني والرقص والكلام الفاضي ده
هدى بضحك :هههههههههه امال هتعمل معاها اي وأنت عارف أنها غيرك واهو واضح اهو، ده كفايه طوله لسانها
فهد بهدوء :يا أمي هي عملت حاجه، ولا طولت لسانها اهو هي دبش حبتين
هدى :طب يالا يخويا عشان اي خلاص (ثم أكملت بمشاكسه) وطمني ها.. طمني..
اماء فهد بهدوء واتجه ناحيه العروس وهي لم تفهم شيئاً.. وجلسا ثانيه وبعد عده ساعات انتهى الحفل وغادر الجميع ماعدا أهل رنا.. اقتربت أمها وعانقتها وقالت:خلي بالك من نفسك يا رنا ومن جوزك الراجل بيحبك ها بيحبك ياريت نفهم بيحبك والنهارده ليله الدخله
رنا بضحك شديد :اومال هههههههههههههه هموووت هههههههههه
انتبه الجميع لصوت ضحكاتها وابتسم فهد لضحكتها هذه التي تأسر الألباب، على الرغم من غضبه من علو ضحكتها ولكن يقسم بأنها آسرته أسر الفلسطينى..
******************************
عند رنا
ودعها أهلها وجاءت والدتها لتغادر فوجدت من يمسك بها فقالت رنا شيء جعل القابعون بأكملهم ينفجرون ضحكاََ،
نجلاء :طب مع السلامه بقا هجيلك بكره
رنا وهي تمسك يدها ثم قالت برفع حاجب :راح فين يختي
نجلاء بلامبلاه :مروحه يا بت
رنا بغضب :مروحه فين خديني معاكي خلاص مش لعبا انا بنسحب يا شباب
انفجرا الجميع ضاحكاً بما فيهم فهد وظل يضرب على فخذه من فرط ضحكه على ما تفوهت به تلك المجنونه، اتظن الأمر لعب، اتظن أنها يمكنها الانسحاب في أي وقت، ألا تعلم أنها أصبحت متزوجه أم ماذا.. اتجه إليها فهد وهي يضحك ووضع يده عند كتفها فزجرته فأبتعد بابتسامة وسمع والدتها تقول له :خلي بالك منها يا فهد
ابتسم فهد واماء وقال بعشق جارف؛ دي رنا يا خالتي
نظرت له رنا بغضب وقالت :اسمها ماما يعم
فهد بضحك :ههههههههه ح هههههههه حاضر يا ماما...
أنت تقرأ
عشق رنا
Romanceهي تركيبه من عجائب الدنيا السبع ولا أبالغ في وصفي هذا،فأجتمعت بها صفات شتى، يصعب للواقف أمامها فهمها.. تشعر وكأنك تحادث شخصاً مريض بالإنفصام... 🖤🍂 ولكن ما سبب هذا التشتت والحزن البادي في وصف كلماتي... هذا ما سنعرفه.. هو العابد لربه، لا يعرف شئ سوي...