فَـرِيسَـتِي O

صَـدِيـقـي الجَّـدِيـد.

.

~~~~

شعرت بـ شيءٍ يسحبني للغرفة لـأُصدم
بـظهور السلسلة مرة اخرى..

تراجعت للغرفة بسرعة لأجد كاتشان وهو
يحاول كتم ضحكاته.. نظرت له بـمعنى اشرح
لي الامر سريعاً قبل دخول والدتي..

" لن يكون بإمكانك الابتعاد عني اكثر من خمس
امتار.. واذا حاولت وابتعدت عني لـفترة طويلة
ستموت ... وبالتالي سأموت انا ايضا. "
شرح لي الامر بإبتسامة خفيفة وكأنه لم يبشرني
بـموتي !!

واثناء صدمتي بسبب كلامه لم اسمع صوت والدتي
وهي تخبرني بأنها ستدخل !!!

" إيزوكو.. بُنَي.. سأدخل. "
هذا ما قالته قبل دخولها لـغرفتي.

.
.
.

كنتُ واقفاً امام كاتشان وأُدير ظهري لـباب الغرفة..

" إيزوكو.. من هذا ؟؟ "
نطقت والدتي بذلك وهي تحدق بـكاتشان..

من شدة صدمتي لم اعرف بماذا اجيبها.

وامي من النوع القلق للغاية.. وهي تعرف جميع
اصدقائي ولقد قابلتهم قبل فترة ليست بـبعيدة
لذا هي بالتأكيد ستتفاجأ بـصديق جديد..

" انا كاتسوكي ، صديق إيزوكو. "
اجابها كاتشان بـكل ادب والابتسامة تكاد ان
تمزق فاهه.. ما به ؟! هل هو ابله ؟ ام انه يمثل
الطيبة الان.. وبعد ان اثق به سـيقتلني!!

" اووه.. اول مرة اعرف ان لدى إيزوكو
صديق بهذا الاسم.. اعذرني. "
ردت والدتي بعد ان استوعبت الامر.

لـتسحبني وتقول..
" إيزوكو.. ألم تُقدم شيء لـصديقك ؟!
تعال معي لـنُحَضِّر لـصديقك بعض الاشياء.. "
بربكِ امي ؟!! انتِ مكشوفة والشك يلمع في عينيك.

" حسناً.. سآتي بعد لحظات. "
حاولت ان اتصرف بـصورة طبيعية لـذا ابتسمت
لـكاتشان وتركته في غرفتي وانا ادعوا ان لا يكسر
لعبة اخرى وان لا توبخني والدتي.

~~~

نزلت للدور الاول وهذه المرة لـم تظهر سلسلة
لكنني شعرت بنفس الشعور واختفى بسرعة..

لذا تطمئنت قليلاً .. والان لنرى ماذا ستفعل والدتي..

دخلنا المطبخ وامي تارةً تنظر للفراغ وتارةً
تنظر لـي من الاسفل الى الاعلى.

" من هذا ؟ "
واخيراً نَطَقَتْ وتساءلت بـنبرة حازمة
وصوت منخفض.

" انه صديقي الجديد... "
لم اعرف ما الذي يجب عليّ قوله لذا نطقت
بأول شيء خطر على بالي.. ورسمت ابتسامة
على ثغري لـأُطمئن امي.

" انت لا تكذب صحيح ؟ "
تساءلت والدتي بـنبرة هادئة مختلطة بـنبرة توسل.

" اجل، انا بالتأكيد لن اكذب على
اجمل ام في العالم بأكمله. "
جعلتُ من ابتسامتي تتوسع اكثر وامسكت
يديّ امي وقبلتها لـتسحبني وتعانقني وتقول
بـصوت حنون..

" اذا حصل لك شيء.. تكلم معي رجاءً "

~~~~

واخيراً قمنا بـحل الموضوع وعدت الى غرفتي
لأجد كاتشان يعبث بـهاتفي وكان على وشك
رميه على الارض لو لا تدخلي في الوقت المناسب.

" ماذا بك !! هل جُننت ؟ "
نطقت وانا اصر على اسناني وأُخفض صوتي
لكي لا تسمعني والدتي وتقلق اكثر.

" انتَ مُمل بِـحق ! وشقتك كذلك "
صَرَحَ كاتشان بذلك من دون خجل..

انه وقح !!

" وماذا ظننتني اذاً ؟ اعيش في قصر
وفيه خادمات والمكان يعج بأصوات
الضحك وعائلة مجتمعة على مائدة طعام
ويتجاذبون اطراف الحديث بسعادة
بعد يوم متعب.. وسرعان ما يتكلمون مع
بعضهم ينسون كل التعب لانهم اخرجوا
ما في قلوبهم ولم يكتموا شيء !! "
لقد انجرفتُ كثيراً !! تكلمت بـصوت مرتفع
قليلاً واكاد ان ابكي..

ارتحت كثيراً بعد ان تكلمت هكذا لكنني
اشعر بالاحراج الشديد منه.

لم اكن اقصده بـكلامي .. بل كل ذلك
كنت اتمناه انا .. لا اريد اي شيء ..
لكني اريد عائلة.. شخص ما اتكلم معه
براحة ودون خوف من ان يفهمني
بشكل خاطئ ..

رفعت نظري تجاهه لـأراه متمدداً على
السرير وينظر للفراغ ... هل كان يستمع
لي اساساً ؟!

" اخرج من هنا ! "
نطقت بذلك دون مقدمات لـ أني كدت
ابكي بسبب انه لم يكن يصغي لي.. اللعنة ..

رأيت ملامحه المصدومة بسبب طردي
له.. لكن بعد لحظات خرج واجتاحني
ذات الشعور الذي اشعر فيه بعد ان ابتعد عنه.

اللعنة .... لِـمَ وافقت على طلبه ؟!

~~~