في قريه بسيطه، حيث الخضره والأشجار، منازل بسيطه، أشخاص بسيطه، كل شئ بها بسيط، حتي المعيشه بها بسيطه
في داخل تلك الكنيسة القديمه والبسيطه في تلك القريه كان القس يقف مبتسماً وناظراً لما أمامه وهو يمسك الصليب والكتاب المقدس بيده، كان جميع أهل القريه جالسون على الأرائك الخشبيه وإبتسامه سعاده ترتسم على أفواههم
كانا يقفان أمام القس يمسكان أيدي بعضهما بكل سعاده، نعم كانت أسعد لحظاتهم، كانت السعاده شئ قليل لما يشعرون به، هي سعاده، حب، عشق، وختم بالزواج، زواج بسيط علي طريقه أهالي القريه البسطاء
القس بهدوء:
السيد أمير الأباصيري، أتقبل بنادين عيسي زوجه لك علي أن تحبها وتحترمها في السراء والضراء ولا يفرقككما سوي الموتأمیر بإبتسامه سعیده:
أقبلالقس ينظر نحو تلك الفتاه الرقيقة الهادئه:
نادين عيسى، أتقبلين بالسيد أمير الأباصيري زوج لكي علي أن تحبيه وتحترميه في السراء والضراء ولا يفرقككما سوي الموتنادين بإبتسامه خجوله:
أقبلالقس ينظر أمامه:
والآن، بموجب السلطة المخوله لي أعلنكما زوج وزوجه، ألبس عروسك خاتم الزواج سید أمیريومأ أمير ويخرج خاتم ألماسي من جماله سقطت أفواه جميع المتواجدين وشهقت العروس بسعاده ليمسك يدها ويلبسها الخاتم ثم يقبل يدها برقه، يقربها منه ويمسك رأسها ليقبلها على جبهتها برقه، تتعالي أصوات التصفيق والتهليل والمباركات في أرجاء المكان للعروسين، يمسك أمير بعروسه ويلتفت للأهالي ليضحك بسعاده وهم يباركون له زواجه من تلك الجميله، يقترب رجل كبير في العمر ليقبل الفتاه على رأسها وتمسك هي كف يده تقبلها، ينظر نحو أمیر ويحتضنه بهدوء ليبادله أمیر بسعاده
العم عيسي:
أبنتي أصبحت أمانه لديك يا بني، هي كل ما أملك وأغلى ما عندي، صنها من أجلي بنيأمير يربت علي يده بهدوء:
لا تقلق يا عماه هي في قلبي وعيناي وسأحميها بروحي إن أتضررت لذلكيومأ العم عيسي بهدوء ويبتعد عنهم ليكمل البقيه مباركات لهم، يقترب أمير من أذن عروسه ويهمس لها
أمیر بهمس:
حبيبتي، يجب أن نذهب الآن، فأنا أكاد أحترق شوقاً لكي، كما أن بالغد ورائنا سفر طويلنادين بإبتسامه خجوله وهي تنظر للأسفل:
كما تأمر، دعني أولاً أودع أبي وجيراننايتركها أمير لتذهب وتودع الجميع، يمسكها من يدها ويتوجها خارجين من الكنيسه لتقابلهم سيارة فارهه أمامهم، يفتح باب السياره لتصعد بهدوء ويلتف هو ليصعد في مقعد السائق، تلوح نادين لأبيها بحزن ليبادلها بأبتسامه وتنطلق السياره مسرعه خارج القريه لتكون بدايه حياه جديده لنادين خارج تلك القرية التي قضت عشرون عاماً بها ولم تفارقها أو أباها أبداً
------------
في أحد الأحياء الراقيه، داخل ذاك القصر الفخم والعملاق، حيث الحراس المدججين بالأسلحة يحيطون به من كل مكان، لا توجد ثغره بدون حارس يقف بسلاحه أمامه، كان القصر مهیب، مخيف، تحيطه هاله من الرعب، وكأنما قاطنيه من سكان الظلام وليسو بشراً
داخل ذاك القصر، أصتف الخدم علي كلا الجانبين بإنتظام، يقفون بشموخ، ما أن سمعوا صوت خطوات تهبط من الدرج حتي أنتابهم الرعب، نعم فمالك ذاك المكان مرعب بمعنى الكلمه
ظهر بهيبته وطوله الفارع، جسده المعضل، شعره الأسود كسواد الليل وقصير، عيناه الخضراء الداكن وكأنما لا حياه بها، وبشرته البيضاء، ولكن ما أن تنظر له حتي يصيبك الرعب، حاجباه الكثيفان معقودان دائماً وفمه الذي دائماً في خط مستقيم، لا يبتسم، لا يضحك، لا شئ، مرعب بحق، يرتدي بذلته الرماديه من أفخم الماركات وتظهر جسده المعضل بتمرس، جسده تخطف له الأنفاس حقاً
خطي أسفل الدرج بحذائه الأسود اللامع ويده في جيب بنطاله بينما الأخرى تمسك سيجاره الكوبي الفاخر في فمه، مر من أمام صفي الخدم وهو يلقى نظرة خاطفه نحوهم وخلفه خادمه وحارسه وسكرتيره الشخصي، هم ثلاث وظائف في شخص واحد، وقف فجأه لتقطع أنفاس الجميع، نفث دخان سيجاره في وجه تلك الخادمه المسكينه والتي ترتجف من الخوف لتسعل بأنكتام، يبتسم بجانبيه إبتسامه باهته ليضع سيجاره مره أخرى في فمه
بصوت ثخين وعميق وهادئ وبارد كالثلج يصيب الرعشه في القلب:
حكم، تنتظرني هذه في جناحيحكم يومأ بطاعه:
أمرك يا لورداللورد بهدوء وهو ينظر لساعته الباهظة الثمن :
الآن سأتناول طعام الغداءحكم يومأ:
أمرك لورد، سآمرهم بتجهيزه على طاولة الطعام في الحال، أي أمر آخر سيدي اللوردلا يتحدث ويكمل سيره متوجه نحو مكتبه الضخم، يغلق حكم الباب خلفه ويقف منتظراً أوامر سيده
اللورد وهو يجلس على الأريكه بهدوء:
تحدث یا حکم، أعلم أن في جوفك الكثيرحكم يتنحنح ويقترب ببطئ:
أعذرني سيدي اللورد، ولكن الفتاه لا تزال صغيره وجديده العهد بالمكان، دعني أختر لك أخرى ذات خبره عنها كي تستطيع إمتاعك سيدياللورد ينظر له بحاجب مرتفع:
لا تتعدي حدودك حكم، أنتم هنا جميعاً لإطاعه أمري، وأنا عندما أختار وأقول أمري ينفذ، مفهومحكم يومأ بخشوع:
أمرك يا لورديستنشق من سيجاره بعمق وبصوت بارد:
ما هي آخر الأخبارحكم بتوتر:
لقد اااا احم اااا لقد تزوج یا لورداللورد ينظر له ببرود قاتل:
ممنحکم بهدوء:
فتاه من الريف يا لورد، عائلتها فقيرهاللورد ينفث الدخان بهدوء:
إسمهاحكم يمسك أوراق من فوق المكتب ويقلب بها:
إسمها نادين عيسى، فتاه بسيطه ووالدها فلاح بسيط، تبلغ العشرون من عمرها وقد أتمت تعليمها الثانوي فقط ولم تلتحق بجامعه لعدم مقدرة أهلها دفع تكاليف الجامعه، وكانت تقوم بأعمال الفلاحه عن والدها، أمها توفيت يوم ولادتها بسبب قلة الخبره الطبية هناكيتنفس اللورد بعمق ويستنشق سيجاره ويمسك بكأس الشراب من فوق الطاوله ليرتشف منه بهدوء وهو يتمعن فيما أخبره به حكم من معلومات
*********

أنت تقرأ
قطرات الندي
Contoقويه أنتي هشه من الخارج ولكن من داخلكي قويه كقطرات الندي رقيقه، هشه ولكن تنعش الزهر بسقوطها عليه هكذا أنتي فلا تنكسري