الملحد المؤمن (مكتمله)

الحلقة 5

🔹#الملحد_المؤمن🔹

قال علي :تفضلي ..
قالت له :سمعت انك انتقدت التطبير من صديقك حسن ..ولكن في المجالس نذكر ان السيدة زينب عليها السلام قد ضربت راسها بالعامود ..وهم يفعلون ذلك امتثالا بها ..لهول المصيبة ..
فابتسم علي وقال :يا اخت فاطمة هل تصدقين ان سيدة جليلة مثلها اطلق عليها ام المصائب ترطم راسها او ان النساء الاخريات نشرن شعورهن والله امرهن بالحجاب ..؟؟!! الا تعلمين ان الحسين قد اوصاها فقال لها :اختي لا تلطمي علي وجها ولا تشقي علي جيبا ..فكيف لا تحفظ وصيته وهي عصمت نفسها عن الذنوب ..كيف يليق بامرأة مثلها ان تفعل هذا ..هل ترين ان ضرب النفس واراقة الدماء للاطفال بحجة انها شعيرة مظهر حضاري ..؟؟ والاسلام دين الرقي والحضارة ..واود ان اقول لك شيئا آخر ..انالا اطلب من اي احد ان يطبر او لايطبر ولا اخرجه عن دينه لو فعل ذلك هو حر يفعل بنفسه ما يحلو له ويختار الطريق الذي يناسبه ..ولكن لا يحق له ان يتهمني بالكفر والالحاد لاني ارفض هذا الامر ..فليخبرني اعقل العقلاء من طبر من الأئمة ؟؟؟ المطلوب يا اختي احياء امرهم بتعلم علومهم والسير على نهجهم القويم ..لا ادري لم ظلموا الحسين في ذلك العصر ونحن نكمل ما فعلوه له ولكن بطريقة اخرى ..انا احترم رايهم وهم احرار ولكن عليهم ان يحترموا رايي ..فمفتاح الجنة ليس ييدي او يدهم انه بيد الله وحده ..
قال علي كل هذا الكلام وقلبه يحترق فدمعت عيناه والجميع ينصت اليه ويفكر في كلامه ..هذا الكلام جديد عليهم ولكنه الاقرب الى الذهن والحقيقة ..
قالت فاطمة :احسنت يا اخ علي ..وقد اعجبني هذا الكلام واقنعني ..اما الطلب الذي اريده منك ان تساعدني في كتابة هذه السيرة المقدسة بتفاصيلها ..
قال حسن :ولكن يا اخت فاطمة الا ترين ان علي يرفض الكثير من الاشياء فكيف ستبكي النسوة وغيرهن ..
قال علي :ارجوك يا حسن افهمني جيدا ..انا لا ارفض كل شيئ كما تدعي ..كل الذي اقوله لك ان ترد كل فعل فعله هؤلاء البشر المحببين الى قلبي الى القرآن ومبادئ الدين الاسلامي وبعدها ستعرفهم حقا ..الا يكفي ما حدث معهم ..استشهدوا عطاشى جميعهم ..وصلوا وهم في المعركة ..ورفضوا الخنوع والاستسلام ..حتى لا تنتهك حرمة دينهم ..هم شجعان اقوياء ابرار اتقياء ..وبذلوا ارواحهم في سبيل الدفاع عن مبادئهم ..الا يكفيك حزنا قطع رؤؤسهم الشريفة ووضعها على الرماح ..والرسول قد نهى عن التمثيل بالجثث ..ماذا عن حرق الخيام ؟؟ والذعر الذي اصاب الاطفال والجزع الذي اصاب النساء ..ماذا عن استشهادهم الواحد تلو الآخر ..مصيبة لم يسجل التاريخ شبيها لها ..ثورة انتصرت بدمائهم على سيوف الطغاة ...آه وا لهفي على ابن بنت النبي (ص)..والهفي على زينب واخوتها وكل الذين كانوا مع الحسين..يكفي ان تتخيل هول هذا الموقف على تلك المرأة الجليلة التي كانت نعم المرأة المؤمنة المتعلمة الصابرة ..لا ادري ماذا اقول لك ..لا يجب ان نغالي حتى نزيد من قدرهم ..يكفي ان نسرد الحقيقة بموضوعية عندها دموعك ستنهمر من حيث لا تدري ..وستخجل من نفسك وتحافظ على دينك وعبادتك ...اما انت يا فاطمة انا جاهز لمساعدتك في اي وقت تشائين ..
قالت فاطمة :اشكرك مسبقا ..
قال علي :ارجو في هذه المجالس ان يكون هناك نصيب للموعظة بحيث نتعلم من سلوكهم ..
وهكذا ساعد علي فاطمة في تنظيم المجالس ..وقد استفادت منه الكثير وغيرت بعض النفوس ..من خلال الكلمة الصادقة والاسلوب السلس ..وحتى معظم اصدقائه في الجامعة غيروا انطباعهم عنه واحبوه واقتنعوا بكلامه ..اما البعض الآخر فاصر على اتهامه بالالحاد خوفا من تقبل الواقع ..
وذات يوم رجع علي الى منزله ووجد اخته تجلس حزينة ..فسالها :ما بك يا اختي ...
قالت له :لقد ضربني زوجي وطردني من المنزل ...
قال لها :لماذا ؟؟

♻