كنت الشّخص الوحيد الذي لم يتركني أبدًا، في الليالي المظلمة عندما كنّا وحيدين خائفين كنت تقبض يدي براحتكَ الآمنة وتسير أمامي، دائمًا أمامي ببضع خطوات وكأنّك تكتشف الطّريق وتؤمنه، وكنتُ أثبّت عينيّ على قميصكَ الأبيض الذي أراه بالكاد وذلك كان النّور الوحيد الذي أحتاج إليه.
نتوقّف أحيانًا ونتأمّل المناظر أمامنا، كلّ ما أريده هو إراحة قدميّ المتعبتين، لكنكَ بإدراك شخصٍ راشدٍ تعرف أنّنا إن جلسنا فقد لا نقف ثانيةً أبدًا ولذلك لم تكن تترك يدي، ودون كلمةٍ كنتُ أفهم: لا تستسلم، تحمّل قليلًا بعد. فأغمض عيني وأشدّ يدي على يدكَ طالبًا المزيد من القوّة حتّى أواصل المسير.
- و أنت كنت تمسح على يدي بأصابعك الدافِئة برفق يجعلني أُكمِل طريقي و أستعيد طاقتي..
كُنت و لا زالت علاجاً لجروحي، شافياً لآلامي..واضعاً نهايةً لوحدتي..
و أنا لم أعطيك شيئاً، لم أعطك سوى أحزاني
أخي..
أنا لا أستحقك، لا أستحق تعبك من أجلي، تمنيت لو كانت يدي دافئة كدفئِك ربما عوضت عنك آلامك التي لا تقولوها و كتفك المحمّل بأثقالٍ من الهموم بدون أن تشاركه..
تمنيت ذلك...
- أيها الأحمق، لا تقل هذا فأنت سر سعادتي و أملي..كانت يدي دافِئة بسببك..في الحقيقة كنت أرتجف من توتري لكن يدك كانت تشعرني بالسكينة و الراحة، أنا لا أستحقك لأني لم أنتبه لك جيدا..لم أهتم بمشاعرك و ما تعانيه.. أنا أخٌ سيء
- لا بأس هيونغ..يكفي أن تظل ممسكاً بيدي فقط، إجعلني أشعر بدفئِك قليلا بعد، إبقى أمامي قليلا بعد، إحمِني قليلا بعد، لأني لا زلت أشعر بالضياع أخي
- لا كوكي..سندفيء بعضنا البعض، سنمشي بجوارِ بعض، سنحمي بعضنا البعض، و سنشعر بالأمان يوما ما..لا تفقد الأمل أخي
- هيونغ..أتمنى أن تُمطِر غيومنا سريعا، فحملها أصبح ثقيلا
- لا بأس كوك..ستمطر في الوقت المناسب
_________________________
فكرة الكتابة انه قدامنا صورة و إحنا نكتب شيء متعلق بها خاطرة أو شيء زي كدة
هذا كتبناه على الديسكورد في مجموعة فاطمة فإحنا قلنا ننزل الكتاب في الواتباد و نشاركه
