الجزء التاسع

206 12 0
                                    

الجزء التاسع :-"بعد موتي"

الباب ينفتح ونشوف شوق وترتسم إبتسامة لاإرادية ع وجهي ، ممكن تخلي الباكي يضحك والحزين يفرح والقوي يتشتت والكون يتغير وحتى انا نتغير ونصير ملاك نطير حوالين شوق ، وبسمتي الي مليانة حب لو حد انتبهلي فيها لكان حس وعرف شوق شن بالنسبة ليا ، نضت من ع الصالون فاسح المجال لشوق عشان تقعمز وتاخد راحتها ، صوت التهاني والفرح كان مالي الحوش ، رغم حالة الحزن الي عشناها ، لا خل نقول عاشوها لان انا عشت حالات من الحزن فكل مرة نشوف فيها شوق بأالجبس والكدماات الي مغطية جسمها ،
فرحنا بيومنا وحاولنا نستمتعو بيه قدر الامكان ، وانا كانت متعتي محصورة بين تحركات ونظرات وابتسامات وحتى انفاس شخص ، مع كل ابتسامة من شوق تكون كفيلة بتغير مزاجي كليا من الاحسن للأحسن ثم للأحسن وفجئة...للأسوء لما شفت الإتسامة تتقوس لتحت ولما شفت الفرح الي يلمع ف عيونها تحول ل دموع تلمع ، نضت بسرعة زي الطفل الي يتفرج ع رسوم ويجي حد تاني يغير القناة ، نضت بسرعة لشوق ، طبعا مفش حد لاحظ التغير الجذري ف ملامح ومزاج شوق فجئة الا انا

_لالالا ماتبكيش أرجووك

شافتلي والدمعة جاهزة للإنحدار ع خدودها الي كانو متوهجات حمرة

_أرجوك ماتبكيش حني بنغيرو جوو ارجوك

فقت لبشاعة وسذاجة كلماتي وقلت مصحح

_نقصد ان حني ماصدقنا تغير جونا شوي والتمينا وحسينا بالفرحة بعد الحزن الي كنا فيه ، ماتبكيش وحاولي تكوني سعيدة ولو للحظة هادي بس

اوووه قااعد نهدي بكلمات عبيطة وماحاولتش نصلح وأضفت

_هي امنعي دموعك من انهم ينزلو ورجعي بسمتك الي قبل شوي هياا

طبعاً الكل كانو في ذهول من تصرفي والتزمو الصمت واكتفو بنظرات ذهول
جالت شوق بعيونها ع كل واحد فينا ، ومالحققتش تمنع دمعتها من النزول ، فنزلت دمعة وسارعت هيا بمسحها وجي نصيبي من نظرتها شافتلي وهيا مزال تمسح ف دموعها الي جرتهم دمعة ، وابتسمتلي فارتحت وابتسمت لإبتسامتها .

*نا نعرف بأنه يراقب فيا ، ويراقب ف كل حركة تصدر مني ، زعما لاحظو هالشي ولا نا بس ! ، مانتوقعش انهم لاحظو لأن امر وسام مايهمهمش عكسي نا ، نفكر طول القعدة كيف بنخش لحوشنا المهجور من ايام واسابيع ، ماإستحملتش الفكرة وتخللت عيني دمعة أثرت ع فرحتي المؤقتة وزالتها كليا ، تفاجئت من ردة فعل وسام الغير متوقعة وهوا يكلم فيا ويمنع فيا من ان نبكي ونرجع لحالات الذعر الي تصيب فيا بين يوم ويوم ، لساني تربطت وماقدرتش ننطق بحرف لو نتفوه بكلمة او نركب جملة ،

طلب مني عمي بأن نقعد معاهم ف حوشهم وهذا عمي"الي يكون والد وسام ، بحكم ان عنده بنت وحدة "سلمى" ووسام متزوج ونقدر ناخد راحتي ف الحوش ، وغير عن هذا إن انا وغيداء تقريبا ف نفس العمر الا هيا اصغر مني بسنة وحدة ، كان قرار صعب جدا ، حاولت نبدي ارائي بس عمي ماسمحليش بان نقول شي وكان مصر ع رأيه وهذا غير عن العائلة الي كانت مساندة عمي ف رأيه ، وانا صارحة كنت مشتتة ومش عارفة شن الصح من الغلط بس بما ان العائلة كلها موافقة فأكيد حيكون الصح ، وغير هذا كله انا بنرقد ف دار وسام ، كم انت كريم يارب

، طبعا عمي شقته تختلف عن تفصيله باقي شقق البناية ، عائلته صغيرة وهيا عبارة عن بنت وولد ، الشقة تتكون من تلات ديار نوم واستقبال مشترك "نسائي ورجالي" ومساحة صغيرة للمعيشة ، عمي عايش حياة بسيطة وسعيدة ، بس حني....
اي انا وماما وبابا يعني عائلتي الي خداها الزمن ، تلاتة افراد والشقة كانت كبيرة فيها اربعة ديار هذا غير الاستقبال والمعيشة ، فعلا حياة البساطة أفضل من اي شي

قعمزت شوي مع مرت عمي وسلمى نتبادلو ف الأحاديث لين حسيت بالتعب والنعاس ، إستأذنت ومشيت لداري ، داري الي تكون   دار انسان كنت ولازلت نحبه ، فتحت الباب بشوي وخشيت بخطوات بسيطة وعيوني ف كل شي ف الدار ، كل شي فيها يذكر فيا بيه كل زاوية والصور الي ع الحيط والكومبيوتر والدولاب والديكور البسيط وحتى رائحتها ، وين النعاس الي كنت حاسة بيه وين ؟! ، وين النوم الي غاب عن حفوني بسبب الذكريات وين !؟ ، وين شوق المكسورة جسديا وداخليا وحزينة ! ، بمجرد ما تمددت ع السرير غاب عني كل شي ، الا وسام والذكريات

*فرحتي لاتوصف وبسمتي الي مرتسمة ع وجي من لما عرفت ان شوق بترقد ف داري ، ياترى هل تفكر فيا هيا توا ؟! ، ولارقدت وعندها شي عادي ! ، هل داري بتذكرها باللي كان بيننا قبل وبتحببها فيا !

_وساام وسااام
_ت هااا خيرك
_غدوة ارفعني لحوشنا
_يصير خير

صمت .....

_وسام
_نعم !
_مسكينة شوق

"شوق" اسمها كيفيل بأن يحرك كل جسمي وقلبي وكل وسام

_اي
_وسام
_هاااا
_خلاص بلاش

وناضت بلقيس واختفت ف واحدة من اماكن الشقة ، واستمريت انا ف هيامي ووهمي وذكرياتي وتفكيري ، بعد ساعة تحديدا حسيت بالذنب تجاه بلقيس ، وتذكرت الي صار ف حوش عمي والي صار توا ، صغرت قدام نفسي وهلبة ، حبيت نصلح ومشيت نشوف فيها ،

_بلقيس
_هاا

ماهيئتش نفسي لأي شي بنقوله فقعدت ساكت نحاول نطلع كلمة من اعماقي

_بلقيس انا أسف

وانفجرت بلقيس وكأنها تستنى فهكي لحظة

_ع شن !!! ع قلة الاحترام حتى قدام الناس ، ولانسامحك ع حبك ليها ؟! ، نا طيبة صح بس نفهم ونعرف شن في وشن الي يصير ! ، ع شن اسف يلا قول

مش مستوعب الكلام الي قالاته ، لامستحيل كيف كيف !!! ، اي نحبها شن ندير ؟ ، انا هكي لو في شي فقلبي يكون لإنسان واحد واحد بس ، وماكنتيش انتي هالانسان ، طبعا الكلام كان فقلبي ولاحد سمعه غيري ، بأي حقيقة حنواجهها وبأي وجه !!

_رد عليا لو انا غالطة رد

طلعت وسكرت الباب وما طلعتش من الدار بس ، طلعت من الحوش ومن البناية كلها ، ومش حاط فبالي أي طريق حانمشي ووين بترفعني ، ف داخلي غضب وظلم واوجاع تمنيت لو يطلعو مني ويخلصوني

، ومشيت للشط الي كان شط حبي وشط فراقي وشط لقائي الجديد وشط اوجاعي ، نزلت من السيارة ووقفت نتأمل ف الشط والموجة وف داخلي موجات متقلبة ، قربت لين صار بيني وبين مية البحار شوي سنتيمترات ، وعقلي مشتت تفكيري ، حسيت بشي غاص ف رقبتي وقابض قلبي
تكونت فعيني صورة حياتي بعد فترة ، كيف حتكون ؟؟ ، بلقيس وشكت ومانقدرش ننكر حقيقة وعائلتي لو عرفو مش حايرحموني لو مش كلام بنظرات ، قعدت ساعات ع الشط نتأمل ف البحر وف السما ، لين شفت الفجر طالع ، بس مزال حابب نقعد أكتر ، لو بيدي نقعد طول عمري هني ف مكاني هادا بعيد عن كل البشر مع ذكرى شوق ، ذكراها بس .......يتبع

رواية ليبية"بعد موتي" بقلم الكاتبة Manooحيث تعيش القصص. اكتشف الآن