الجزء العاشر

195 12 0
                                    

الجزء العاشر :- "بعد موتي"

كنت ف حالة نشاط قداش ليا ماحسيتش بيها ، نضت ع صوت سلمى وهيا تفتح ف الستائر وتدندن بصوتها الحلو ، صباح مريح وبسيط ، جددت فيه روتيني ، وصباح جميل بس مدامش جماله لأقل من ساعات ، فطرت ولبست بمساعدة مرت عمي ، ونزلت بعكازي ششوي شوي ولقيت عمي ف السيارة يراجي فيا ، ودعتني سلمى متمنية ليا الشفاء ، ركبت السيارة وتذكرت صورت بابا ع طول ، عمي كان نسخة من بابا لدرجة ان الي يشوفهم يتوقع انهم توأم ، طرت هالذكرى من راسي فورا وانشغلت فالنظر للاشئ ،
نلاحظ ان عمي ينزل من السيارة متجه لي ..... ، اه وسام !! خيره شن صاير ف هيأته ، كان ف حاله مايحسدش عليها ، من نظراته وحركته استنتجت بأنه ساهر ومش راقد

*لما شفت بوي ف سيارته ماحبيتش ننزل ويشوفني بحالتي هادي ومانبيش اي سؤال ، بس لما شفت شوق لقيت نفسي برا السيارة ، حطني قلبي قدام الأمر الواقع ،

_وسام ولدي خيرك هكي شن فيك !!
_لالاشي غر مارقدتش امس وتعبان
_وين كنت ؟
_ااه.... كنت ف العيادة
_اها باهي ولدي امالا خش ارتاح

تلاقو نظراتنا انا وشوق اثناء الحديث انا وبوي ، شفت نظرات الاستغراب وشفت ابتسامتها ليا الي خفيت عيوني عنها بسرعة ، تحاشيت التصادم معاها بأي شكل من الأشكال ، عقلي نفرها بس قلبي يبيها وبشده ،

حطيت لبوي اعذار واعذار وصعب قنعته بأن مفش اي مشكلة صايرة مجرد ارق عادي ، ااه ي بوي لو تعرف يأن وسام العاقل والناجح والدكتور ف داخله طفل مات فترة ورجع للحياة من جديد ويبي يطلع للإنسانة الي قضت معاه كل ايام طفولته قبل موته ، لو تعرف بأن وسام الدكتور مهنته مافاداتاش ف حياته وصار يبي دكتور يداويله جروحه الي من نوع مختلف ، جروحه من كل ذكرى عاشها وجروحه من الي يعيشه وجروحه من انسانة لا انسانتين مش عارف هل مسببينلي اعاقة ف حياتي او.هذا قدر مكتوب ،

وصلت لباب الشقة والصراحة ترددت نفتحها او نخشلها بعد الي صار ، تغلبت ع مخاوفي وفتحت الباب خشيت للشقة ولقيتها هادية ومضلمة ومافيهاش ولا شعاع من أشعة الشمس ، كانت توحي بأن مافيهاش روح ، وفعلا هيا خالية من اي روح ، وخالية من حب وحياة ، تجولت ف الحوش ومالقيتش بلقيس ، مشيت للتلاجة للان من عوايدها تكتبلي ورقة تحكيلي فيها لوين ماشية ، بس مالقيتش الورقة ، خديت فوني محاول الاتصال بيها لاكن ماتردش ، حسيت بالذنب ، فقدت السيطرة ع نفسي وطحت ع الارض وانا منهك من لاشئ

"انا مش مذنب الحياة والاقدار هيا الي مذنبة ، انا مش ظالم القدر والزمان هوا الي ظلمني ، انا وسام الي حب إنسانة مكانتش فيوم ليه ، انا مش ظالم ومش مذنب لالالا"

*لاحظت الحالة السيئة الي وسام كان عليها وحاولت ننزل نسلم عليه او بالاحرى نشوفه عن قرب عشان عيونه يحكولي شن في وشن حاس ، لاكن سرعان مارجع عمي ووسام خش للبناية بدعر كان واضح ع وجهه وللأسف مالاحظه حد الا انا ، لحظتها معش عرفت نتصرف ، هل ننزل ونشوفه ! لاكن هوا مشي ، نقعد ف السيارة وكأن شي لم يكن ؟ ، لاكن حالتك انتي أسوء منها ، ماإقتنعتش بأجوبتي لنفسي وسلمت الامر للحظات ، عمي تحررك بالسيارة ولحظتها جتني شجاعة من حيث لا ادري بأن ننزل ونمشي ، بس وين !! وشن بندير ؟ خليها لللحظات ، تحججت بأن نسيت وصل المستشفى وفوني ، اقترح عمي بأن يركب يجيبهم او يقول ل سلمى تنزلهم ، لاكن انا رفضت ونزلت بروحي متجهة للبناية ،

ركبت الدروج بخطوات سريعة وماحسيتش او مااهتميتش بالألم الي نحس فيه ، وصلت للطابق الي فيه شقة عمي وكانت شقة وسام وشقتنا ف الطابق الي فوقه ، خديت نفس عميق وركبت درجة درجة لين صرت قدام شقته ، كان الباب مفتوح والشقة مش منبعت منها اي صوت ولا ضي ولا حياة ، قربت شوي لين.صرت نسمع ف صوت ، هذا صوت وسام اكيد ، ترددت من ان نخش لأن مرات يكون حديثه مع بلقيس الي تمنيت نحرقها ونمحيها من الوجود ، كان صوت وسام متقطع ، قربت وخطيت خطوات داخل الحوش لين صرت نسمع ف صوته بوضوح

"انا مش مذنب الحياة والاقدار هيا الي مذنبة ، انا مش ظالم القدر والزمان هوا الي ظلمني "

هكي كان يقول وكل كلمة قالها غرزة فيا سهام من اشد واكثر السهام صلابة ، كل حروف كلماته كانت مسمومة ، تبعت مصدر الصوت وين لين واجهتني موجة من الكلمات الحادة وجبرتني ع التوقف

"انا وسام الي حب إنسانة مكانتش فيوم ليه ، انا مش ظالم ومش مذنب لالالا"

صوته كان خليط من التوسل والحزن والانهيار ،
واصل كلامه لنفسه ونا مستمعة من خلف القضبان

"انا حبيت ومازلت نحب ، ليش نتعذب هكي ؟! ، انا راجل وقوي ليش مش قادر نتنازل عن حب مش معروف وين نهايته"

تتنازل ؟! ، لاا وساام ارجووك ، بتخليني وانا ع امل نرجعو ؟ ، عادي انا راضية بكونك مع غيري بس ارجوك ماتحرمنيش من شوفتك ماتخليش في حاجز بيننا ارجووك ارجووك ،

تمنيت لو شلت فكرة نركب من راسي تمنيت لو شدني حزام الامان بكل قوته ومنعني من النزول ، بس بعد ايش ؟ بعد ماسمعت هالكلام ! ، انا فعلا وحيدة ونستاهل هالشي ، نزلت بخطوات مخذولة ومترنحة عكس الي ركبت بيها ، وكان الم شديد نحس بيه بس كان اخف من الكلام الي سمعته ، ركبت السيارة بسرعةة

_وين الوصل وتليفونك
_اا... ااه
_وينهم
_سلمى حطتهم ف السيارة قتلي
_وين !!
_عمي ممكن تمشي ؟،

كانت نظرات عمي كلها استغراب

_عمي اهما الوراق
واشرت بيدي ع الكرسي الخلفي
كنت نبي نبعتد باقصى سرعة ع المكان الي هوا فيه

*خلوني نحكيلكم ع الجحيم الي عايشاته مع وسام ، من لما تزوجنا كانت ايامنا الحلوة معدودة ، مفش يوم بادر بشي حلو ليا ولا فاجئني غير ف مرة.لما حضنني بس ، تأقلمت وقلت هذا طبعه وهوا هكي وعادي ، تحملت وصرت انا نبادر ف حاجات مفروض تكون منه مش مني
، بس تأكدت ان هذا مش طبع وسام ، ووسام مش قاسي ، تأكدت لما شفته كيف يعامل فشوق من اول يوم شفتهم ف المستشفى ، اهتمامه الزايد بيها ، وزياراته الي توصل للستة مرات خلال اليوم ، هذا غير الورود والهدايا وغير الابتسامات و الفرحة الي كانت ع وجهه يوم امس ،
وهذا كله بروحه وان ف الليل لما يهذي بإسمها كووم تاني ، قالي بإن هيا عايشة معاه متعلق بيها وحالتها ماثرة فيه لهذا هكي يصيرله ، بس عيونه كانو يقولولي كذااااب ، صبرت بس خلاص تعبت تعبت ، تعبت من كوني المذلولة والغير مبالي بأمرها وبرأيها وبوجودها ،
ليلة كاملة مارقدتش ونا نفكر هوا وين مشي ؟ وشن يدير ! ، بس لأمتى بنقعد نعطي وماناخدش !! ، كلمت خوي فوقت متأخر وجي خداني لحوشنا الي بعمري ماحسيت فيه ب الاهانة ولاحد قصر فحقي ، سكتت وماحبيتش نقول ل ماليا شي واكتفيت بكدبة انه بايت ف العيادة ونا اتضايقت بروحي ، ولبساطة اهلي صدقوها ، ونا ف داخلي ننحرق ونلعن ، لاكن للأسف مابطلتش تفكير فيه ، رقدت بعد الغدي لأني تعبت مم ليلة مارقدتهاش والي يتخللها من تفكير ، نضت ع صوت امي وهياا تقول
_بلقيس نوضي وسام .....يتبع

رواية ليبية"بعد موتي" بقلم الكاتبة Manooحيث تعيش القصص. اكتشف الآن