الـرقصة الـثـامنـة،
لم أرضخ يومًا أن أبدو امرأة على هيئة ضحية، فكنت دائمًا أتجرد من هزائمي كمن ينزع جلده.
-هيلاء خالد
،
منذ أيام قد لاحظها تنظر إليه بطريقة قد اخافته حقًا ..
حتى أنه قد وسوس له الشيطان بأنها تخطط على فعل شيء ما به ..
بينما هي صامتة كمنزل مهجور ..
نظراتها تحكي الكثير .. و لم يحاول الاقتراب منها فقد خيل له بأنه إذا ما اقترب ستفتك به ..
لا يعلم ما سر هذه النظرات !! ..
بل هو يعلم و لكنه ينحي ذلك عن ذهنه ..
فهي منذ زيارتها لمنزل عمتهم قد أصبحت هكذا ..
يستبعد أن تكون عمته قد اخبرتها بأنه لم يذهب بها إلى المشفى ..
و لكن من يضمن له بأن شمعة لم تخبرها ؟؟
ماهو موقن منه أنها قد علمت ..
و لكن كيف ؟ و لماذا ؟
و من اخبرها ؟
اذا كانت شمعة كما يتوقع فلماذا فعلت ذلك ؟
هل تطمح إلى التخريب بينهما ؟؟
هل لا زال يملك حيزًا من تفكيرها ؟؟
و اذا كان كذلك فما وضع خطيبها ؟؟
لا زال الفضول يكتنفه .. يريد معرفة كل شيء عنها ..
فهي كالشيء الغامض المثير ..
تدق ناقوس فضوله فيبحث خلفها دون كلل ..
و لكن بحذر هذه المرة ..
لن يكشف نفسه كالمرة الأولى و يصبح بموضع المغفل كما حدث ..
و لن ينسى لخطيبها بأنه قد لكمه ..
فهو لم يفعل سوى الإطمئنان على ابنة عمه ..
اما هو فليس سوى مجرد خاطب ..
و لا يحق له الوقوف معها بالممرات حتى و لو كان وقوفًا مهنيًا ..
ولا يعتقد بأي حال بأن الخطبة ستستمر ..