الـرقصة الســادســة
،
إنّي رحلتُ إلى عينيكِ أطلبها
إمّا المماتُ وإمّا العودُ منتصراً
كلُّ القصائدِ من عينيكِ أقبسها
ما كنتُ دونهما في الشعرِ مقتدراً
صارت عيونُكِ ألحاناً لأغنيتي
والقلبُ صار لألحانِ الهوى وتراً
،
ماض
بعد موت أبيها بعدة أسابيع ..
دخلت عليه بعد أن اخبرها اخيها بأنه يريدها ..
رأته يجلس ببؤس ..
مفرجًا ساقيه و متكئًا بمرفقيه على ركبتيه ..
يضع رأسه بين كفيه بانحناء يائس ..
وصلتها زفرته المُتعبة ثم ارتفاع رأسه بعد أن رآها عند الباب ..
ابتسم لها بحزن فارتسمت شبه ابتسامه على شفتيها ..
دقق النظر بملامحها ..
بائسة و حزينة كما هو ..
الهالات السوداء و البشرة الشاحبة تشي بما يعتمل داخل صاحبتها ..
تردد للحظة ثم قال بهدوء : تعالي ..
اقتربت منه حتى جلست بجانبه ..
نظر إليها و سأل سؤال العارف : كيف اصبحتي ؟
تقوست شفتيها للأسفل و ابتلعت ريقها ثم هتفت ببحة .. بإيمانها بالقدر : الحمدلله ..
ساد الصمت للحظات و قد عاد ينظر إلى السجاد تحت قدميه ..
لا يعلم كيف يفاتحها بالأمر ..
صعب عليه والله ..
صعب أن يتخلى ..
و لكن هذا ما يجب أن يحدث ..
تنحنح ليجذب انتباهها ، و فعل ..
نظرت إليه بتساؤل فقال بهدوء : دارين .. ابغى اقولش شيء بس لا تقاطعيني لين اخلص ..
اومأت بصمت فزفر ..
كيف يبدأ ؟