الرقصة السادسة عشر،
"ضُمِّيهِ حُبَّاً بِحَقِّ اللهِ ضُمِّيهِ
بَرْدٌ هُوَ الشَّوْقُ فَاسْتَدْفِي وَدَفِّيهِ
لَا تَتْرُكِيهِ عَلَى أَعْتَابِ لَهْفَتِهِ
يَكَادُ يَهْوِي صَرِيعًا مِنْ أَمَانِيهِ
طَالَتْ بِهِ شَقْوَةُ الأَيَّامِ فَابْتَسِمِي
فَلَيْسَ شَيْئاً سِوَى عَيْنَيْكِ يَشْفِيهِ."
،
لازال يقف بسيارته خارج مبنى المحكمة ..
اخرج هاتفه من جيبه بجبين متغضن ..
فتحه و اتجه مباشرة على المكالمات ..
رن عليها و رفع هاتفه إلى إذنه بانتظار ردها .. و لم تتأخر ..
فبعد رنتين فقط وصله صوتها ..
تلك الـ " آلوووو " المغناجة دومًا ..
و المد الذي يرافق آخر واو بإلتواء هي ما تسبب له هذا الخفقان الغير محبب و الذي يبغضه ،
فهو بعين ذاته ضعيف جدًا أمامها ..
تنهد بتعب فوصلتها زفرته ..
قال بعدها بهدوء عاتب : السلام عليكم
بمزاج رائق تعمدت أن توصله إليه : و عليكم السلام .. وش هالمكالمة بهالوقت الغريب !!
مالت ابتسامته بغيظ : وشهو الغريب فيها ؟
زمت شفتيها بتفكير ثم قالت ببساطة ساخرة : يمكن عشان توها خلصت أول جلسة بينا ؟
شد على نواجذه بقهر .. يعلم بأنها تتعمد ذلك ..
و هو آسفًا بأنها أصبحت تقلبه بين راحتيها كما تشتهي ..
قال بجدية : ليش ما حضرتي إنتي للمحكمة ؟ والا بس فالحة ترسلين لي الاستدعاء بدون ما تتجرئين تواجهين ..
بتلاعب وصله ردها : تؤ تؤ .. افاا عليك أنا تظن فيني كذا ؟؟ بس شفت المحامي ماشاء الله عليه شاطر ف حبيت أريح نفسي من المشاوير ..
اشتدت ملامحه بغضب استطاع السيطرة عليه وهو يقول بصوت قد زادت بحته : انتي تعرفين منهو هالمحامي ؟