الرقصة الرابعة عشر،
"عليك الله وأمانه، مرتوي قلبي من الخذلان
لا تجبرني على ممشى طريقٍ خابر أشواكه"
،
دخلت إلى شقتها بالطابق الثاني
فهي كانت تنام مع أمها في الشقة العلوية ..
منذ يومين قد اخبرها بأنه سيذهب برحلة عمل و قد كانت حينها عند والدتها فنزلت بسرعة كي تدركه و لكنه كان قد غادر ..
لم تراه و لم تشبع عينيها من تفاصيله ..
لم تقرأ بعينيه ما هو مقبل عليه و كيف سيكون دورها القادم ..
لم ترى سوى بضع من ملابسه ملقاه بعشوائية على السرير الذي قد جمعهم لسنوات ببروده المغيظ ..
ادركت حينها بأنه قد أعد له حقيبة صغيرة يأخذها دومًا عندما يضطر للسفر ..
و لكنها لم تخدع هذه المرة ..
بل شخرت بمرارة ..
لن يسافر و يترك ابتهال بأول أيام عودتها ..
بل قد يكون ذهب معها لعدة أيام ، و أراد بلطفه الزائف ألا يجرحها ..
ابتلعت غصة خانقة و هي تدفع باب غرفة النوم فهي قد أتت لتجلب بعض اشياءها الخاصة ..
جذبت ما تريده و وضعتها بحقيبة قماشية صغيرة ..
فيبدو بأن جلستها ستطول لدى والدتها وهي لن تأتِ كل يوم كي تجلب اشياءها ..
تهاوت بعدها على السرير بضعف و قهر ..
وقد تكومت بحلقها عبرات ابتلعتها بقسوة فشعرت بحلقها يتضخم ..
لم تستطع التقاط أنفاسها فتنشقت بعنف كي تجلب الهواء إلى صدرها ..
تتابعت تنشقاتها القصيرة و قد تدلت من عينيها دمعة ثقيلة
مثخنة بالغيرة ، القهر ، و كثير من المرارة ..
رفعت كفها بقسوة و مسحتها ثم جذبت نفس عميق تحاول به تهدئة أنفاسها المتهدجة ..
تعلم بأنه ليس برحلة عمل كما اخبرها ..
و كما أنها تتابع ابتهال على أحد برامج التواصل و تجدها منذ ذلك اليوم وهي تقوم بتحميل صور عليها كلام أو ابيات شعرية عميقة ، و غزلية ..