الرقصة الثالثة

277 3 1
                                    



روحٍ كثر ماتحبك ..صرت أنا مدري
هي ميته في غيابك؟؟ أو شبه حية

،

لم تكن تظن بأنها ستتوتر إلى هذا الحد الذي يجعل النوم يغادر عينيها ..
متلهفة هي وبشدة ..
لقد اشتاقت له حتى نضج قلبها من الشوق ..
لا تنفك عن التفكير بكيف ستكون حياتها القادمة ؟..
إلى أي حد قد اخذ الحادث من روح رصاص القديم؟؟ ..
و أي جوانب اظهرها برصاص الجديد؟؟ ..
فـ هي تعلم بأن مشوارها معه طويل جدًا ..
و لكنها ستبذل قصارى جهدها حتى يعود إلى رصاص الذي عرفته قبل سنوات ..
تنهدت وهي تشدد من احتضانها لوسادتها عندما سمعت الأذان يرفع في المسجد القريب منهم ..
ستصلي الظهر ثم ستتجهز كي تذهب إلى القاعة حيث سيتم تجهيزها هناك ..
فلتت منها تنهيدة أخرى ،
تمنع نفسها من البكاء وهي تدرك بأنها ستغادر منزلها الذي لم تعرف سواه يومًا ..
ولكن الآن ..
لم تستطع منع دموعها من الانفلات وهي تسمع طرقات والدتها على الباب ثم دخولها إلى الغرفة ..
اعتدلت بجلوسها بعد أن مسحت عينيها و نظرت إلى أمها بابتسامة باهته ..
راقبت اقترابها حتى جلست بجانبها ..
احتضنتها بصمت وهي تمنع دموعها من الانفلات مجددًا ..
شددت احتضانها لها وهي تسمع حشرجة صدرها الذي يشي ببكاءها الصامت ..
همست بمرح واهٍ : وش رايش تجين معي لبيتي ؟ عشان يعرف رصاص ان وراي أم قوية ..
طبطبت أمها على ظهرها وهي ترى محاولتها لإخراجها من حزنها ..
ثم قالت بمرح حقيقي و ابتسامة : خاف انتي اللي تطرديني لين شفتي رصاص ..

ضحكت بخفة و شددت على جسد أمها بقوة اكبر وهي تمرغ وجهها بحضنها ..
صمتت كلتاهما فلا يوجد ما يقال ..
فقد كانت مشاعرهما أعمق من مجرد كلمات
لن تفي ما يشعران به حقه ..

،

روحٍ كثر ماتحبك ..صرت أنا مدري
هي ميته في غيابك؟؟ أو شبه حية

،

ماض

تسلل إلى سريرها على اطراف اصابعه ..
هز كتفها برفق فغضنت جبينها بانزعاج ..
عاود هز كتفها بإصرار و هو يهمس بـ اسمها ..
انقلبت على بطنها و خبأت وجهها عنه فزفر بملل و نقر كتفها بقوة جعلتها تتأوه ..
التفتت إليه بغيظ و بنص عينين مفتوحة قالت بنرفزة : خيير وش فيه ؟
اشار لها بالصمت وهو ينظر إلى الغرفة من حولها و همس كي لا يوقظ اخواته الأخريات : تعالي ابغاك ضروري ..

ثم خرج بسرعة فعقدت حاجبيها باستغراب ..
ليس من طبعه فعل ذلك
و بالأصح علاقتها به لا تتعدى كونها علاقة سطحية لا تناسب أن تكون بين أخوين ..
اعتدلت بجلوسها وهي ترتب شعرها وتناظر من حولها تطمئن بأن أحداهن لم تستيقظ ..
استقامت و اخذت معطفها المخصص للبيت وهي تفرك يديها من البرد ..
لبسته و ألقت نظرة اخيرة على الغرفة ثم غادرت بهدوء ..
خرجت فوجدته يقف أمامها بتوتر ..
همست بتوتر مشابه : وش فيه مجود ؟
همس وهو يسحبها من يدها : تعالي للمجلس ابغاك بموضوع ..

يُراقِصُها الغَيْمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن