الرقصة الثالثة عشرقال بهدوء : راح علينا الدوام .. تحبين اوصلش للمستشفى تكملين باقي يومش والا اردش للبيت ؟
بهدوء لم يشذب من الحرج : البيت لا هنت ..
بابتسامة : لا هان غاليش .. ابشري ..
عم الصمت عليهم بعد آخر كلماته ..
شرد بتفكير ..
مشغول باله و جدًا على اخته ..
فدارين ليست كأخواتها ..
هي كالإسفنجة .. تمتص كل شيء ثم تجمعه بداخلها و يتسرب ..
و لكن إلى أين تتسرب أوجاعها الحالية ؟
من يتلقفها ؟
من يمسح بلل عينيها ؟
لم يكن يخفى عليه وجعها كل السنوات الفائته وهي بانتظار غائبها إلى أن يعود ..
و لم يخفى عليه انهيارها الداخلي و الذي يراه بوضوح داخل عينيها كلما تقابلا..
كما أن بكائها الموجع منذ أيام على صدره لا زال يكويه حتى الآن ..
لم يملك سوى أن يثقل على رصاص بالوصايا ،
فهو يدرك بداخله بأن سبب حالتها ليس سوى هو ..
" رصاص "
حب الطفولة ، و المراهقة ، و الشباب ..
و هو حقًا يستحق أن يُحب ، و لكن ليس من حقه أن يثقل كاهل أوجاعها ، فهي ممتلئة و تكاد تفيض من أطرافها ..
يريد أن تعود إليهم و لو لعدة أيام ..
يريدها أن تأخذ لها حيّز من الوقت لنفسها ،
و قد اقترح عليها ذلك بإحدى زياراتها لوالدتهم و لكنها رفضت ..
بل أخبرته بوقاحة اغاظته بأنها لن تستطيع أن تبقى بدون رصاص ..
يومها شعر حقًا بالغيرة عليها .. هي أخته ..
فلماذا تهتم كل ذلك الإهتمام بزوجها !!
يدرك بأنها غيرة غير منطقية ولكنه لم يملك سوى التملك ناحيتها ،
و قد كان ينوي ازعاج رصاص و قدومه يوميًا إليهم و لكن ما حدث مع شمعة قد اشغله ،