اليوم التالي
تجلس على مكتبها براحة بعد ان انتهت من جميع مراجعات اليوم ..
و بينما تلملم حقيبتها كي تغادر دخلت عليها الممرضة المساعدة لها و قالت بهدوء : دكتورة دارين .. فيه شخص برا يقول انه يبي يدخل ..
عقدت حاجبيها بتوجس و قالت باستغراب : رجال ؟؟
اومأت الممرضة فارتفع حاجبيها باستنكار حاد و قالت بأقصى درجة من الهدوء : زين قلتي له اني ما اقبل رجال ؟
ثم نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى الثانية ظهرًا و قالت بسخرية : و كمان بعد ما خلص الدوام الرسمي ؟
اومأت الممرضة من جديد ثم قالت بريبة : يقول انه حجز عندك موعد ..
حينها تغضن جبينها وهي كانت تظن بأنه ولي أحدى مراجعاتِها .. فمن قد يكون ؟
و لكنها تجاهلت كل ذلك و ببرود أمرتها : اطلعي قولي له الدكتورة مو فاضية الحين .. و لا عاد يضيع دربه مرة ثانية .
خرجت مساعدتها بطاعة و أكملت هي ماكانت تقوم به ..
خلعت معطفها ثم عدلت حجابها و عندما همت بلبس " النقاب " انفتح الباب فجأة ..
تجمدت وهي ترى الواقف أمامها بكل هيبته التي لم تزدها السنوات إلا قوة ..
شعرت بأن قلبها يكاد يخرج من بين اضلعها من هول المفاجأة .. وقد اخذت يديها ترتعش دون سيطرة ..
سحبت نفسًا عميقًا شعرت بأنه اصعب مهمة بحياتها
و كأنها لم تكن تتنفس قبل الآن ..
نظرت إلى مساعدتها الواقفة خلفه بملامح محتقنة ..
فهي تدرك بأن اكثر شيء تبغضه الدكتورة هو عدم طاعتها .. ولكنها تنفست بارتياح عندما اومأت لها بصمت أن تغادر ..
حالما ابتعدت عن الباب أُغلِق بهدوء و لا زال ذلك المهيب واقفًا أمامه دون أي أدنى ردة فعل ..
ابتلعت ريقها و غصة ضخمة قد تكونت بحلقها و صعّبت عليها تنظيم انفاسها ..
فقد كانت تخرج متهدجة مبتورة ..
تقدم بهدوء و حاولت الوقوف ولكنها لم تستطع ..
وكأن احدهم قد قام بتكبيلها ..
انتظرته حتى جلس و هو الذي لم يضع عينيه حتى الآن في عينيها ..