صرخ ماث :
الآن فان ...
و في لحظة فتحت بوابة في مسار هجمة موريا نقلته إلى مكان مختلف
- مكان كبير خالي أو بالأحرى مجرد أرض جرداء - ، دخل ماث البوابة بعد ثم اغلقها فان .....
لم يتوقف هجوم موريا بعد تجاوزه للبوابة بل أستمر بنفس التسارع
و بمجرد التقاء قبضته بالأرض سببت تصدعاً ضخماً على مسافة واسعة حيث وصلت تشققات الأرض إلى قدمي ماث الذي كان يقف على مسافة أمام موريا
تراجع خطوة واحدة إلى الخلف ثم بدأ الكلام بصوته المنخفض المعتاد :
أخي الصغير أرجوك لا طائل من هذا !!
تعال معي كي نتخلص من هذه اللعنة معاً كإخوة كما كنا في طفولتنا ...
نهض موريا و قاطع كلام أخيه بتبجح :
طفولتنا ؟! ما هذا الهراء الذي تتفوه به !! هل طول عمرك سبب لك الخرف أخي الأكبر - أنقص نحوه مجدداً - لن أسمح لك بالحصول على إرث والدي ابداً!!!
تفادى ماث مسار هجوم أخيه
فإستدار موريا و توجه له بركلة قوية - كانت ستحطم له ضلعين على الأقل لو أنها أصابته بالطبع - تراجع ماث بسرعة نحو الخلف و أبقى على مسافة محددة بينه و بين موريا
أكمل ماث :
صدقني أنا لا أهتم بالإرث أنا فقط أريد أن أجتمع مع عائلتي مجدداً !!
رد موريا صارخاً :
كف عن التفوه بالترهات !! أنت أكثر من يعرف قيمة ذلك السيف أتريد مني أن أصدق أنك لا تريد إستخدامه !!
ثم عاود موريا الهجوم مراراً و تكراراً لكن ماث كان يتفادى هجماته مهما كانت صعبة و قوية و معقدة ...
و كان يكرر " أخي لا أريد قتالك فقط عد إلي لنجمع العائلة "
ثم و في لحظة ما توقف ماث مكانه و أخرج شيئاً من جيبه و وضعه في راحة يده
كان موريا متوجهاً نحوه بقوة قاضية لكن ماث لم يتحرك أبداً !!
مد موريا يده فأخترقت صدر ماثياس و خرجت من ظهره عندها رفع ماث يده و وضع ما كان فيها في فم موريا و اعتنقه
كانت الدماء تسيل من جسد ماثياس الذي كان ضعف بشدة بعد فقدانها بغزارة
أخرج موريا يده من جسد ماث بينما كانت دموعه تنهمر على وجنتيه بغزارة من دون إذنه هبط نحو الأرض بينما كان يمسك بماث بين ذراعيه
" مر شريط من الذكريات أمامه
قبل ٩٥٠ سنة تقريباً
في قصرٍ كبير على الطراز الغربي القديم
هناك طفل يركض في أحد الاروقة
و خلفه يجري بعض الخدم
قال الخادم :
سيدي الصغير أرجوك توقف السكر سيء لك أرجوك أعده
قال الطفل بعد أن أخرج لسانه لهم بإستهزاء :
لن تمسكوا بي يا عجزة !!!
عندها و بينما لم يكن منتبهاً اصطدم بشخص
رفع رأسه ليرى أن والده - النبيل كروس - يقف أمامه بوجه غاضب
نهض الصغير و قال بتوتر :
أبي الأمر ليس كما تظنه أنا فقط أساعد العجزة على خسارة بعض الوزن !!
شده كروس من أذنه و قال بإمتعاض :
موريا..... أعد السكر حالاً ثم أذهب إلى غرفتك أنت ممنوع من العشاء الليلة
رمى موريا بوعاء السكر بغضب فتناثر على الأرض ثم ذهب راكضاً إلى غرفته و هو يبكي
بعد مرور بعض الوقت قرع أحدهم باب غرفه موريا صاح موريا بغضب :
اذهب أياً من كنت ..
عندها فتح أحدهم الباب - و قد كان ماثياس -
قال بصوته المنخفض :
أخي أحضرت لك بعض الطعام
رفع موريا رأسه - وقد كان يجلس محتضناً ركبتيه - عيناه متورمتان من البكاء
قال بغضب :
أنا لا أريد الطعام !! أريد الحلوى !!
أراد ماثياس أن يتحدث معه لكن موريا صرخ به ثم نهض و دفعه إلى خارج الغرفة و صفق الباب بعنف خلفه
في اليوم التالي
خرج موريا لتناول طعام الإفطار
دخل غرفة الطعام فوجد عائلته مجتمعة ما عدا ماثياس الذي كان مكانه خالياً
نظر موريا بقلق نحو كرسي ماث لكنه تجاهل الأمر و جلس لتناول الطعام
بعد أن أنهى الجميع الطعام و هموا بالخروج دخل خادمٌ هالعاً و قال :
أعذر وقاحتي سيدي النبيل لكن السيد الصغير ماثياس ليس في أي مكان من القصر !!
تحولت ملامح كروس الهادئة إلى ملامح غضب و صاح بالخادم :
أخبر الحراس أن يبحثوا عنه في كل مكان !! ليذهب قسمٌ منهم إلى المدينة أيضاً
كان القصر في حالة اضطراب و كان موريا يشعر بالقلق فقط ظن أن ماثياس قد غادر القصر بسببه
بعد يومين قرر موريا أن يبحث عن ماثياس بنفسه فغادر القصر متسللاً سالكاً طريق الغابة التي كانت تحد القصر من الجهة الغربية
كانت الغابة مفزعة و مخيفة لطفل صغير لكنه تحامل على نفسه و بدأ بعبورها شيئاً فشيئاً
حتى ضاع في وسط الطريق فجلس في فتحة جذع شجرة كبيرة يبكي
و بعد لحظات بدأ يسمع صوت خطوات شيء يقترب نظر نحو مصدر الصوت بذعر متسمراً من الخوف ليخرج من بين الشجيرات ذئبٌ كبير و يهاجمه مباشرةً و من دون هوادة و من عزة روحه ركض موريا هارباً من دون أن ينظر خلفه بينما كان الذئب الجائع يلاحقه و بعد الجري لمسافة تعثر بجذع شجرة كان ممتداً على الأرض فسقط و جرح ركبته و ذراعيه نهض ليهرب مجدداً ليرى الذئب قد بلغه و هم بمهاجمته أغمض عينيه من شدة رعبه ليسمع صوت خطوات صغيرة راكضة نحوه و لم تكن إلا لحظة ليجد نفسه تحت جسد ماثياس الذي كان قد تلقى مخالب الذئب عنه - وقد أحدثت جرحاً كبيراً في ظهره -
نظر نحو وجه ماثياس المتألم المبتسم بصعوبة انهمرت دموعه و قال بين شهقاته :
أيها الأحمق !!
و بدأ الاثنان بالبكاء
لحظتها سمعا صوت عواء الذئب
نهض موريا بينما يساعد ماثياس المصاب على النهوض ثم عانقه و أستمر بالبكاء بينما يمسكه بصعوبه عندها رفع ماث يده و وضع ما كان في راحتها داخل فم موريا - أنها حلوى -
و بعد لحظات جاء الشخص الذي أنقذهما من الذئب - كان كروس - الذي تقدم نحوهما بسرعة و عانقهما ثم عاد بهما إلى المنزل
في اليوم الموالي للحادثة تحديداً في غرفة ماثياس كان موريا جالساً إلى جانب سرير شقيقه فقال بطفولية :
أين ذهبت و ما ذلك الشيء اللذيذ الذي اطعمتنيه أمس ؟!
رد ماث :
ذهبت إلى المدينة لأبحث لك عن حلوى دون سكر و لم أستطع أن أجد شيئاً كهذا في اليوم الأول و في الليل أضعت طريقي ووصلت إلى منزل خشبي صغير في هذه الغابة دخلته لأني كنتُ متعباً لأجد فيه رجلاً عجوزاً آواني و أعتى بي و بالصدفة سألني عن سبب تواجدي في الغابة لذلك شرحت له فعلمني كيف أصنع هذه الحلوى و من دون الحاجة إلى السكر - حلوى يوكان - و تبين أنه من بلاد تدعى بلاد مشرق الشمس ثم دلني على طريق العودة إلى القصر و في الطريق التقيت بك و تعرف ما حدث بعدها
نهاية الذكرى "
قال وهو يبكي :
أيها الأحمق لما لم تتفاداها ؟!
رفع ماث يده و وضعها على خد موريا بينما يبتسم بصعوبة ثم قال :
مازلتَ طفلاً بكاءً كعادتك !!
في مكان آخر و في مختبر تحت سطح الأرض كان ثورن يقف أمام كومبيوتر كبير و حوله العديد من الشاشات قال بغضب :
لن أسمح لك بتركه حياً!!
ثم ضغط على مجموعة من الأزرار
و في لحظة إنهائه لضغط الأزرار
بدأ موريا بالصراخ من عنده ثم ألقى بماثياس بعيداً و عاد لمهاجمته
____________________________________
ملحق :
يوكان Yōkanوهي واحدة من أقدم أنواع الحلوى في اليابان، فقد استمتع الناس بأكل أشكالها المتعددة على مدار أكثر من ١٠٠٠ عام. وتصنع من ”كانتين Kanten“ وهي مادة هلامية مشتقة من مغلي العشب البحري ”تنغُسا Tengusa“، ونظراً لبساطتها والقدرة على صنع أشكال متعددة منها، فقد أصبحت هذه الحلوى واحدة من أكثر أنواع الحلوى شعبية في اليابان. تشمل بعض مكونات اليوكان على ”أنكو Anko“ أو معجون الفاصولياء الحمراء، والكستناء المعاملة بالبخار، والبطاطا الحلوة.
أنت تقرأ
النبيل الأخير
Vampireبعد أن تشابكت خيوط القدر و تراكمت أخطاء الأسلاف ... يجد نفسه في وضع لا يسمح له إلا أن يصحح مسار المستقبل بيديه ... حتى ولو كلفه ذلك حياته !!