∆ وادي الموتى ∆
كان فان يقاتل جيش الموتى بإستماته و يستخدم تعويذاته بإفراط محاولاً الخروج من المأزق الذي هو فيه ...
قد انهكه التعب أو بالأحرى قد تغلب عليه تماماً و قد حصل على العديد من الإصابات البسيطة و الخطيرة ....
ما هي إلا لحظات حتى فقد قدرته على المتابعة جثى على ركبته بينما أمواج جيش الموتى تتلاطم للقضاء عليه
" يا إلهي لم أتوقع أنني قد اورط نفسي في شيء كهذا !!!
لقد انتهى أمري ..."
أغمض عينيه و سلم نفسه للأمر الواقع
في لحظتها و من العدم فتح باب حال بين الجانبين - باب الغرفة التي كان فيها جاليليوس -
أخرج رأسه متململاً من الباب و قال بإنزعاج :
لقد سأمت من كل هذه الضجة إلا يمكنك أن تنهي الأمر بهدوء !!!
كان الأمر و كأن السماء قد رأفت بحاله فقد قررت إعطائه المزيد من الوقت و فتحت له باب الغرفة اللتي نسي أمرها بسبب احتدام الوضع !!
استجمع ما بقي من طاقته و ركض و كأن حياته تعتمد على ذلك و هي بالفعل كذلك ....
سحب جاليليوس ثم دخل الغرفة و أغلق الباب
- اختفى الباب من الوادي -
ألقى بجسده المنهك على الأرض و من دون أن يشعر كان قد غط في نومٍ عميق
بعد بضع ساعات استفاق و قد أراح جسده قليلاً
نظر حوله و قد كانت الصدمة
الغرفة الرائعة التي كان قد أعدها لتوفير جو هادئ للقراءة في حالة فوضى عارمة !!
بين الغضب المتأتي من الالم الذي كان يطغى على جسده و الغضب الناتج من الفوضى في الغرفة انفجر فان غاضباً بالعنقاء و أخذ يصرخ و يصرخ من دون توقف لبضع دقائق
و جاليليوس صامت لا يرد فمع الأسف كان فان محقاً في كل كلامه
هدأ فان ثم ألتفت إلى نفسه
قمصه الأبيض المصبوغ بالاحمر الشقوق في أكمامه و أطراف بنطاله القماشي و الجروح المنتشرة على جسده
تنهد بتململ ثم حرر تعويذاته
أحاط النور الساطع بكامل جسده و خلال ثواني عاد فان و كأنه جديد !!!
جلس على الأرض يأخذ راحة بينما كان جاليليوس يجلس على الأريكة رافعاً قدميه على جانبها
" إذاً إلى منى تنوي البقاء هنا ؟! "
سأل جاليليوس مستفزاً لفان
" هذه الغرفة ملك لي إذا كنت تتذكر !! سأغادر بمجرد أن أريح جسدي "
" لما تجعل نفسك تعاني كل هذه المعاناة من أجل ذلك الرجل - يقصد ماثياس - أنتما حتى لستما مرتبطين بالدم !! لا تخبرني أن بينكما علاقة مريبة ما !!! "
" ايمكنك أن تتوقف عن هذا الهراء !! "
" إذاً لماذا ؟! من هو بالنسبة لك ؟! "
***" في الواقع هو كالاب بالنسبة لي فقد تكفل برعايتي منذ كنت في العاشرة من عمري !! والآن أنا احميه و أتبعه كسيد لي لأرد جزءً من معروفه "
∆ القرية ∆
" أخي أنت تجلس هنا منذ أسبوع الا تخطط لمغادرة هذه الغرفة "
قال موريا بتململ بينما كان يدخل الغرفة واضعاً يديه خلف رأسه
" أنا أنتظره .... "
رد ماث بصوتٍ منخفض و هدوء قاتل
" آه !! إلا تشعر بالملل ؟! من يكون هذا الرجل بالضبط بالنسبة لك ؟! "
سأل موريا بتبجح بعد أن جلس مقابل ماث بتواضع
رد ماث
" إنه أخونا الأصغر ..."
قال فان رداً على سؤال موريا
تصلب فك موريا للحظة و فتح فمه على مصراعيه من هول الصدمة هربت الكلمات منه
استعاد نفسه بعد برهة فسأل مباشرةً :
م ماذا ؟! متى ؟! كيف !!!
أكمل ماث :
قبل زمن بعيد تحديداً عندما انفصل والدانا و بعد مغادرة أمي إلى المدينة ...
تزوجت من رجل ما و عاشت معه سعيدة لمدة عام ثم حملت بفان
لكنها توفيت بعد ولادته مباشرةً !!
في ذات الوقت كانت المدينة تهاجم من قبل جيش الأعداء فقتل والده أيضاً !!
قررت الساحرة أن تستخدم هذا الطفل في إحدى تجاربها المجنونة لذلك أخذته و ختمت في داخله شيطاناً ثم أخذت تعلمه كل الفنون السحرية التي تعلمتها هي و هيأته لوراثة الوتد الأول !!
و بعد عشر سنوات ماتت الساحرة و والدي أيضاً لذلك أخذت أبحث عن الطفل حتى وجدته و بقي برفقتي منذ ذلك الحين !!
سأل موريا :
كيف تعرف بكل هذا ؟!
رد ماث :
لأنني كنت أزور أمي دائماً
مر شريط مؤلم من الذكريات في عقل كليهما - فان و ماث - في تلك اللحظة
أنت تقرأ
النبيل الأخير
Upířiبعد أن تشابكت خيوط القدر و تراكمت أخطاء الأسلاف ... يجد نفسه في وضع لا يسمح له إلا أن يصحح مسار المستقبل بيديه ... حتى ولو كلفه ذلك حياته !!