- بدأ الأمر بهيجان شهوة الدماء لدى الهجناء من أبناء كروس -
قبل حوالي ٩٥٠ سنة و في قصر الدوق كروس
وجدت جثة لأحد الخدم في حديقة القصر
و يبدو أنه قد أقدم على الانتحار لسبب ما ....
كان أطفال كروس التسعة ينظرون بذهول إلى منظر الجثة الهامدة و حولها الدماء التى أوشكت على الجفاف الرائحة الكريهة المنبعثة منها كانت قد اختلطت مع رائحة الدماء و أنتجت رائحة قوية كانت قادرة على جذب أعتى المفترسات
و بالطبع المفترسين من داخل قصر كروس ...
توهجت أعين الهجناء بوهج أصفر خافت و تحولت حدقات أعينهم إلى شق و بدأت أنيابهم تبرز إلى الخارج ... لم يلاحظهم أحد سوى والدهم الذي كانت فكرة واحدة تجول في عقله - سينكشف السر المدفون من عشرين سنة -
هذه المرة الأولى التي ترى فيها آزيل زوجها بهذا المنظر المرتعب
جبينه متعرق و فكه متصلب بينما هو مفتوح قليلاً و حدقتاه تقلصتا
أمسك بيده و قالت بإرتباك :
عزيزي ما الذي يجري ؟! ما بك ؟!
تمالك نفسه و قال و هو يثبت نفسه بصعوبة :
ل لا شيء أبداً - خاطب أولاده - أدخلوا إلى القصر يا أولاد !!!
لقد تيقن كروس أنه لم يعد قادراً على القيام بأي شيء بعد بلوغ هذه المرحلة ، عاجلاً أم آجلاً سيفقد أبنائه السيطرة على أنفسهم و سينكشف ما سعى جاهداً لإخفائه طوال ذلك الوقت !!
و بالفعل بعد فترة وجيزة بدأ الهجناء يفقدون أنفسهم و ينغمسون في شهوتهم للدماء و بدأوا بقتل الخدم و امتصاص دمائهم كل ليلة ....
كروس كان يرى الجثث صباحاً لكن ماذا يمكنه أن يفعل ؟ هل يقتل أبنائه ؟! مستحيل ...
لا يمكنك قتل المفترس لأنه يتناول وجبته المشروعة
بدأت الأمور تتفاقم
في البداية كان هناك جثة واحدة ثم اثنتان ثم أكثر
الرعب اجتاح القصر
بالطبع و كل يوم هناك جثة جديدة
" ربما سأكون التالي "
" اقتربت نهايتي "
الكثير و الكثير من هذه الأفكار غزت عقول العاملين في قصر الدوقية
بدأوا بالاستقالة بعدها
القصر أخذ يفقد حياته تدريجياً....
وفي أحد الأيام كانت آزيل تتجول في حديقة القصر لتخفف عن نفسها
سمعت حفيفاً بين الأشجار فتوجهت غريزياً نحوه
فرأت ابنها ثورن يمتص دماء حارس بين الأشجار
ذُعرت .. فزعت .. انهارت و هوت إلى الأرض
بينما كانت دموعها تسيل من دون اذنها
جسدها يرتعش بشدة
افلت ثورن الرجل بعد أن ارداه جثة هامدة
ثم استعاد عقله بعد هوينة
فرأى والدته في تلك الحالة
الدماء تغطي قميصه و الجثة قرب رجليه و أمه مذعورة أمامه
حاول الإقتراب منها لكنها صرخت في وجهه و أخذت تبتعد عنه متراجعة تزحف على الأرض
الأفكار متضاربة في عقلها
معها كل الحق لفعل هذا في النهاية أبنائها قتلة
آل الأمر لاحقاً بآزيل إلى أن تحبس نفسها في غرفتها لفترة طويلة....
" أمي في حالة مزرية ... إنها تحبس نفسها في غرفتها منذ ثلاثة أيام ، لم تأكل أو تشرب أي شيء مذ حينها !! "
قالت لينلين بقلق
" ماذا عسانا نفعل ؟! وضع القصر منهار بأكمله !! "
ردت سيسليا بنظرة حادة معتلية وجهها
" يجب أن يفعل والدي شيئاً !! "
قاطع سيزار بهدوء
كان ماث يجلس بين إخوته من النبلاء من دون أن ينبس ببنت شفة إلى تلك الطاولة المستديرة في قاعة المكتبة التابعة لقصر الدوق كروس
فجأة سمعوا صوت والدهم يقول :
معكم حق !! يجب أن تحل هذه المسألة سريعاً و أظن أنني أعرف الحل !!
لينلين :
ا أبي نحن !!
كروس :
لا ، لا بأس يا ابنتي الخطأ كله خطأي !
غادر كروس و توجه نحو غرفة زوجته
قرع الباب و بدأ يتحدث بلطف و حزن :
عزيزتي !! هلا فتحتِ الباب .. - لا رد - يبدو أن هذا هو الوضع - تنهد بحزن - أنا آسف لقد أخفيت عنك الكثير من الأمور حتى الآن لكن لا يسعني سوى الاعتذار في هذه اللحظة لكن صدقيني سأحل الموضوع حالاً فقط افتحي الباب !!
بعد ثواني فتح باب الغرفة و كانت آزيل تقف بصعوبة
ملامحها الجميلة ذبلت شعرها الأشقر كان مهملاً و عيناها العسليتان متورمتان من البكاء و هناك هالات سوداء كبيرة تحيطهما شفاهها متيبسة و متشققة و صوتها الناعم قد احاله الصراخ إلى صوت أجش كصوت عجوز ما
عندما رأى زوجته الحبيبة على هذه الحال شعر و كأن السماء سقطت على رأسه
لم يعلم ما عليه فعله فقد تبع غريزته و عانقها بقوة بينما هي كانت تبكي و رأسها مدفون في صدره حتى ابتل قميصه من دموعها
في تلك اللحظة قرر كروس أن ابتعادها عنه و عن عائلته هو الخيار الأمثل لسلامتها
سحبها من يدها و اجلسها على السرير - الذي كان في وسط الغرفة بجانب النافذة الكبيرة - ثم جلس بقربها
مسح دموعها بيديه و أبعد خصلات شعرها عن وجهها ثم قال بصوت حزين بينما دمعت عيناه:
الوداع ...
![](https://img.wattpad.com/cover/244721032-288-k343533.jpg)
أنت تقرأ
النبيل الأخير
Vampiriبعد أن تشابكت خيوط القدر و تراكمت أخطاء الأسلاف ... يجد نفسه في وضع لا يسمح له إلا أن يصحح مسار المستقبل بيديه ... حتى ولو كلفه ذلك حياته !!