" نساء "

1 1 0
                                    


قبل ثلاثة أيام
بدأت النساء بعبور البوابة مع أطفالهن إلى حيث المخيم الذي جهزه فان غرب الغابة
بقي القليل و من ظمنهم سيرون و القائدة - اتشينوسي -
تقدمت القائدة نحو هارو الذي كان مضطرباً بشدة و قالت بعد أن ابتلعت ريقها :
سيدي سأبقى معك هنا !! سأقاتل إلى جانبك !!
أبتسم هارو مشفقاً و قال :
لا أنا أحتاجك في مكان آخر الآن ... ! أريد منك حماية كل هؤلاء النسوة و الأطفال !! أنا اعهد بسلامتهم لك !!
ردت بإنفعال :
لكن انا ....
قاطعها هارو :
لا تقلقي أنا قوي سأعود لك حتماً !! بعد أن ينتهي كل شيء .... - سكت لوهلة ثم قال محرجاً - تزوجيني بعد أن نتخلص من هؤلاء الاوغاد !!!!
تلعثمت القائدة ثم استجمعت كلماتٍ شجاعة لقولها بصعوبة لكن و بسبب احراجها قالت :
بالطبع أنا أتطلع لهذا
- بصوتٍ عالي -
سمعها فان فبدأ يكتم ضحكته بصعوبة بيمنا كانت سيرون التي تقف بقربه مسحورة بالاعتراف التقليدي الذي يجري أمامها
وكزته بغيض و قالت :
فان أيها الأحمق دعهما يكملان
رد فان بإمتعاض :
لما لا !!! هذا الكلام متوقع من إمرأة عزباء - عانس - !!
غضبت سيرون فصفعته و قالت :
فان أيها الأحمق أنا أكرهك !!
ثم دخلت البوابة بسرعة
أما هما فقد شعرا بحرج مضاعف فأخفضا رأسيهما محمرين الخدود .....
ربت هارو على رأس القائدة ثم ترك يده تنزلق إلى خدها و كأنه يتأملها لآخر مرة في حياته
وضعت يدها على يده و قالت بشجاعة :
أثق بأننا سننتصر !!
ثم ودعته و كانت آخر الداخلين للبوابة
لاحقاً .......
∆ المخيم ∆
إنه مكان شاسع تحيط به الأشجار و هناك  ثلاث خيام كبيرة جداً كل منها تسع لمئة شخص
هناك طاولات وكراسي كثيرة و أيضاً هناك مرافق صحية ، أدوات للطبخ ، اواني و
بإختصار كان المكان مصمماً بعناية ليتسع ثلاثمئة شخص مع مؤن تكفي لمدة أسبوع
مشت سيرون حول المكان لتلاحظ لافته كتب عليها " خيمة الدكتورة سيرون " و هناك سهم يشير إلى الإتجاه مشت عدة أمتار ثم ظهرت أمامها لافته أخرى من العدم و كانت تشير إلى إتجاه معين
بدأت تتبع اللافتات واحدة تلو الأخرى إلى أن وصلت إلى مكان ضمن المخيم لكنه بعديد قليلاً عن مكان تجمع العائلات
مكان هادئ و جميل و هناك غرفة صغيرة غريبة
أخذ الفضول سيرون فدخلت الغرفة
رغم أنها من الخارج كانت تبدو صغيرة لكنها كانت واسعة من الداخل و أيضاً تحتوي على حوض استحمام كبير و هناك طاولة من أجل الحاسوب و كذلك جهاز لتزويد الحاسوب بالإنترنت ، فراشٌ وثير و وسائد ناعمة و ثلاجة صغيرة
قالت سيرون بعد أن تنهدت براحة وبينما كانت تتدحرج على السرير ذهاباً و إياباً : 
يا إلهي ما هذا المكان الرائع إنه أروع من منزلي حتى !!!
توجهت إلى حاسوبها و وضعته على الطاولة ربطت الأسلاك و فتحت الحاسوب و بدأت بمراسلة أحدهم
كانت في غاية السعادة بينما تحدث ذلك الشخص و هي تضغط على الأزرار بسرعة
و بعد بعض الوقت انتهت من محادثة ذلك الشخص
تحديداً بعد خمس ساعات من مغادرتها للقرية مع النساء
كانت تبحث في الثلاجة عن شيء حلو لتناوله و فجأة ظهرت أمامها قطعة حلوى بالفانيلا و محشوة بجوز الهند
قالت بسعادة :
كياااه إنها حلواي المفضلة
بدأت بتناول الكعكة بسرعة ليعلق شيء في فمها اخرجته لتلاحظ إنها ورقة صغيرة مكتوب عليها شيء واحد
" آسف " و في أسفلها كان إسم المرسل - فان -
ابتسمت بخدود حمراء و قالت :
أيها الملاك الأحمق لا يمكنني أن أظل غاضبة منك لكن هذه الحركة مبتذلة انت تعرف ؟!!
عندها سمعت صوت فان في رأسها :
هاهاها ملاك هاه ؟!  هل أعتبر هذا اعترافاً بوسامتي ؟!
قالت بغضب :
في أحلامك أيها المنحرف الشرير !!!
رد بسخرية :
حسناً حسناً أعرف أعرف تصبحين على خير
حاولت ايقافه :
ل لا مهلاً ..
لكن صوته كان قد اختفى حينها
قالت بعد أن تنهدت بملل :
آه سأذهب لأعمل على ابحاثي
ثم عادت إلى حاسوبها مكملة عملها
في الأيام الموالية لم يحدث أي شيء مميز
لكن فان كانت يحدث سيرون بين فينة و فينة ليطمأن عليها و على الجميع و ليسخر منها أيضاً
- الوقت الحاضر -
بينما كان الرجال يقاتلون في جانت كانت النساء تقاتل على الجانت الآخر
حيث أرسل موريا سوزي مع فرقة كبيرة من المسلحين ليبحثوا في أرجاء عن أي أثر للسكان
كان فان قد أقام حاجزاً كبيراً حول المخيم لكن سوزي و فرقتها استخدموا سلاحاً ضخماً لتدميره و تمكنوا من دخوله لاحقاً
لم تتهاون القائدة في القتال أو في حماية عائلتها لذلك أخذت زمام المبادرة بعد أن حوصر المخيم من قبل فرقة سوزي
صاحت القائدة :
هااي أنت وزوي !!
قاطعت سوزي بغضب :
إنه سوزي أيتها القروية الحمقاء !! ماذا تريدين ؟!  أنت لست في وضع يسمح لك بالثرثرة !!
كانت سيرون تقف خلف القائدة فهمست في أذنها قبل أن يلاحظها أحد :
سي تشان قومي بإلهائها قليلاً !!
كانت سيرون تفكر في نفسها - مهما يكن عددهم و سلاحهم فنحن أكثر عدداً سننجح حتماً -
أكملت القائدة :
حسناً حسناً موزي أريد أن اقاتلك مقابل حرية السكان !! و إن فشلت اقتليني !!
ردت سوزي :
ماذا !! اتعتقدين انني لا يمكنني قتلك الآن ؟!
قاطعت القائدة :
لا لا يمكنك فأنت لم تكلفي بقتلنا و إلا لما تكبدت عناء البحث الطويل في الغابة عنا و لم تكلفي نفسك عناء جمع الأشخاص في الساحة !!
ردت سوزي :
و ماذا إذاً ؟! لا أريد قتالك !!
قالت القائدة بسخرية :
تشي جبانة !!
اغضب هذا الإلحاح سوزي فوافقت على النزال
تفرق الحراس ليغطوا أكبر قدر ممكن من المساحة و ليسيطروا على الوضع
في نفس الوقت كانت سيرون قد جمعت بعض النسوة و تسللن إلى الخيمة حيث ادوات الطبخ
أخذن الأدوات و بدأن بمهاجمة الحراس سراً حتى أطحن بأغلبهم و لم يبقى سوى القريبين من سوزي
كان عددهم خمسة عشر
بدأ القتال بين الإثنين
كانت سوزي تستخدم مسدساً - هي بارعة في التصويب - أما القائدة فكانت تستخدم الحراب القصيرة
بدأ القتال بهجمة مباشرة من القائدة
وهي ركلة قذفت بسوزي بعيداً
استشاطت سوزي غضباً فنهضت بسرعة و بدأت بإطلاق النار
الرصاصة الأولى خدشت كتفها فبدأت القائدة بالقفز عالياً و إطلاق الحراب و كانت تتعمد إصابة الحراس إصابات بليغة لكنها في نفس الوقت كانت تصاب بإستمرار بطلقات سوزي
و عندما تخلصت من كل الحراس اصابتها سوزي بطلقة مباشرة في خاصرتها فسقط أرضاً
ضحكت سوزي ضحكة النصر و قالت :
لقد انتهى أمرك !!
أبتسمت القائدة بألم و قالت :
في أحلامك !!
نظرت سوزي حولها لترى كل رفاقها مقيدين بالحبال
قالت متعجبة :
م ماذا متى ؟!!!!
خرجت سيرون من بين النساء تحمل مسدساً و قالت بجدية :
ألقي سلاحك يا هذه فقد خسرتي !!
غضبت سوزي و أرادت إطلاق النار لكن سيرون سبقتها و اطلقت فأصابتها في كتفها و اطلقت مجدداً فأصابت لتصيب فخذها فسقطت أرضاً
أسرعت النساء بمعالجة القائدة و اعتنوا أيضاً بالرفاق الأشرار ......

النبيل الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن