❣الجزء الثاني ❣

79 8 0
                                    

         

         لا إله إلا الله محمد رسول ﷲ

  __________••____________••__________

المكان: إيطاليا

الساعة:  10:30م

في مستودع قديم، عابق برائحة الدماء المتعفنة ورائحة الموت والبرد.. ،  لا يسمع في المكان سوى صوت الأنابيب القديمة تقطر ببطئ، من السقف حتى الأرض بنغمة جامدة تواكب سكون الليل..

و من أحد ثقوب  جدران السقف  العالية،  يزحف ضوء القمر بخطوط مستقيمة كاضاءة ساطعة فوق مسرح

ليسقط بغزل على الرجل المعلق من كلتا يديه  من خلال سلاسل متينة تتدلى  من أعلى السقف..
ذقنه الغير حليقة تستند  على صدره المشوه بندوب، وشعره الاشقر الأملس  يغطي ملامحه.. كان صوت تنفسه ثقيل
و يفلت من بين شفتيه أنين متألم بين الحين والآخر  .. وهذه كانت الإمارة الوحيدة التي تُبِينُ لناظر ان  الجسد المعلق لازالت تدب الحياة داخله.. عكس باقي السلاسل المتدلية في زوايا الاخرى لم تعد تمسك سوى يد او جزء من أطراف جسد كان على قيد الحياة يوما ما..

فُتح باب المستودع فجأة، ومرة نسمة من الهواء البارد لتحرك خصلاته الشقراء بعشوائية..

رفع رأسهُ بصعوبة لمن دلف،  يحدق به من خلال عينيه الزرقاء  بدون تعبير..

تقدم رجل فارع طول بخطوات واثقة وصوت حذائه ذو العنق يصدر نقرًا على الأرض المسطحة..
ليقف أمامه بملابسه الجلدية بنية اللون ، مع ابتسامته الشامتة ، كجزار على وشك سلخ شاته " هل تعبت؟! "
لم يصدر منه ردة فعل،   واكتفى بنظر اليه بذات النظرة الكره و المقت كإجابة عن سؤاله ، 

إزداد اتساع ابتسامته بشكل مخيف ليعلق ساخرا " يمكنك ان تتحدث فقط عزيزي غابرييل وسينتهي كل شيء! " كانت لكنته الإطالية ثقيلة،  وصوته الخشن يتردد في ارجاء المكان قبل أن يضمحل ويسكن

نخر غابرييل فخرج صوته متألما ورغم ذلك ارتفعت شفتاه في ابتسامة مستهزئة يواري بها ضعفه " ستنتظر ذلك طويلا.. اوليفير! "

نقر اوليفير بلسانه بعدم استحسان  والتفت لطاولة الحديدية الطويلة  بجانبه التي توضع فوقها كل انواع معدات التعذيب " تعلم اني لا أحب الانتظار يا اخي العزيز"

سحب سكين مدببة و ارجحها في الهواء بمهارة،  امام اعين غابرييل

الذي تنهد بملل من هذه المسرحية سخيفة
" اقتلني فحسب... لننتهي من  هذا! "

" ليس بهذه السهولة.. ماذا سافعل بجثتك؟.. أحتاجك وانت حي لأسحب الكلام من حلقك! "

ارتفع حاجبه بسخرية لاذعة،  وقبل ان يعلق عن ما قاله،  شعر بشيء حاد يخترق معدته،  انزل نظراته
حيث سكين الحاد يغرق داخل بطنه ليرفعها ببطئ  لملامحه اخيه مظلمة الخالية من المشاعر،  سحبه اوليفير بيده الأخرى من رقبته ولازال يدفع السكين داخل بطنه بقوة، حتى يصبح وجهه مواجها له،  ليهسهس بنبرة حادة قرب اذنه " لقد حذرتك! "

مٌافْيّا : "The Godfather & Ice Eyes"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن