Part 8

2.4K 160 32
                                    

من : yunjinbuym@yahoo.com
الموضوع : رسالة من كوريا الجنوبية
التاريخ : ( 1 أغسطس/آب 2019)
إلى : jennierubyjane@gmail.com
عزيزتي الآنسة جيني ، لن أقص عليكِ حياتي ، أريد و حسب أن أخبرك أني أقمت منذ فترة بعيادة الطب النفسي نتيجة انهيار عصبي حاد ، و قد حاولت مرات عديدة أن أضع حدّاً لحياتي، و خلال هذه الفترة أقنعتني ممرضة بقراءة أحد كتبكِ ، لقد كنت أعرف بكِ مسبقاً فمن الصعب عدم مشاهدة أغلفة رواياتكِ في الميترو ، الباصات و شرفات المقاهي ، كنت أظن أن حكاياتكِ لم تكتب لأمثالي ، و كنتُ مخطئة ، الحياة ليست كما هي في الكتب لكنني وجدت في حكاياتكِ و شخصياتكِ ذلك القبس الضئيل الذي بدونه لم أكن شيئاً.
كلماتك أنقذت حياتي و شعرت أن من واجبي نصحكِ برسالة للحفاظ على حياتكِ.
معجبتكِ المخلصة
يونجين بويم.

من : anne_dave72@gmail.com
الموضوع : قارئتك المخلصة جداً من صربيا
التاريخ : ( 1 أغسطس/آب 2019)
إلى : jennierubyjane@gmail.com
عزيزتي جيني ، إنها أول مرة أخاطب فيها شخصاً لا أعرفه إلا من خلال كتاباته! أنا استاذة للآداب في قرية صغيرة جنوب صربيا ، حيث لا وجود للمكتبات ، حصلت على كتبكِ بطرقٍ صعبة ، اسمحي لي أن أتمنى لكِ السعادة في حياتكِ.
ملحوظة : كنت أود أيضاً أن أقول أنني لا أصدق ولو كلمة واحدة من الصحف و الانترنت التي تتكلم عن إدمانك للكحول و حياتكِ الخاصة.
مع كامل إخلاصي
آن ديف.

من : eddy93@free.fr
الموضوع : شخص طيب
التاريخ : ( 1  أغسطس/آب 2019)
إلى : jennierubyjane@gmail.com
أقدم لكِ نفسي: اسمي إيدي ، عمري 19 سنة ، لقد ضيعت كليّاً سنوات الإعدادي و الثانوي بسبب رفقة السوء و ميل واضح للكحول و الحشيش.
لكن منذ سنة دخلت فتاة رائعة لحياتي و كي لا أفقدها قررت التوقف عن التصرف كأسوأ مغفل. استأنفت الدراسة ، و بصحبتها فأنا لا أتعلم فحسب ، بل أفهم ، و من بين الكتب التي تجعلني أقرؤها فإن كتبكِ هي المفضلة لدي، إنها تبرز أفضل ما هو في داخلي.
في الوقت الحاضر ، أنا انتظر بشوق روايتكِ المقبلة، لكني لا أحب ما تحكيه وسائل الإعلام عنكِ ، إن شخصياتي المفضلة في رواياتكِ هي بالتحديد تلك التي تعرف كيف تبقى مخلصة لقيمها ، إذا كان هناك شيء من الحقيقة في كل ذلك، احفظِ نفسكِ آنسة جيني ، لا تضيّعي نفسكِ في الكحول و في تلك الفضلات ، و لا تصبحي بدوركِ مغفّلة.
مع كامل محبتي و احترامي.
إيدي.

Jennie's Pov

"جيني!!"
"جيني هذا انا كوك افتحي الباب"
"أعلم أنك في الداخل افتحي و إلّا كسرته!"
استيقظتُ على الضجيج الذي يسببه كوك أمام منزلي ، أدركت أنني غفوت البارحة على حاسوبي بينما أقرأ الرسائل المتراكمة من معجبيني ، رتبت شعري بشكل عشوائي و ذهبت لافتح الباب لكوك الذي يصرخ.
"ظننت أنكِ انتحرتي" قال كوك بنظرة ساخرة
"لم أصل لتلك المرحلة بعد" رددت بنفس نظرته
"حسناً لنفطر سوياً" قال كوك و هو يتجه إلى مطبخي دون دعوة ، بالاضافة لكونه مدير أعمالي ، كان كوك صديقي المقرب الوحيد ، ما عدا روزي التي أصبحت غريبة الآن..
كانت الفترة الأخيرة صعبة جداً عليّ بحيث لم أعد متأكدة أنني لازلت على قيد الحياة ، ما زالت تطاردني كوابيس تلك الليلة ، و أشعر بآلاف السكاكين تغرز في قلبي ، ما زالت كلمات روزي القاسية ترن في رأسي مراراً ، لن أنسى أبداً لقاءنا الأخير في المطعم لتوضيح سوء الفهم ، بالرغم من أنها اعتذرت و قالت الكثير من الكلام الذي لا آبه له ، إلا أنني لم أستطع التحكم بغضبي وقتها ، أحدثت فوضى بصراخي و ردة فعلي العدائية وقتها ، كنت محطمة بحيث لم أعد أفكر بشيء سوى جرح قلبي العميق ، لم أكن مستعدة لتفهمها حينها ، للآن يصعب عليّ تقبل الأمر ، لن أسامحها أبداً مهما سعت لذلك ، و لن أتنازل للتحدث معها مهما اشتقت لها ، أفضل أن استمر بفعل الحماقات بسببها ، لقد حطمتني و دمرت حياتي ، دمرت حتى كتاباتي التي جمّدتُها و لم أعد أعلم كيفية الكتابة ، بالرغم من تشجيع كوك المستمر و دعمه و العديد من رسائل المعجبين ، إلا أنني أشعر فعليّاً أنني فقدت القدرة على الكتابة ، و خسرت موهبتي ، و أظن أن عملي العظيم سيبقى غير مكتمل للأبد ، الفضل يعود للشخص الذي أبدعت من أجله ، الشخص الذي وثقت به و تعلقت به حياتي و بالنهاية تركني و دمر حياتي ببساطة.
"جيندوكي هيا لقد جهزت المائدة" قال كوك بصوت عالي أيقظني من شرودي
"حسنا قادمة" أجبته و ذهبت للمطبخ
جلست بجانبه و بدأنا نأكل سوياً
"إذاً...هل هناك أي تقدم؟" قال بتردد ، كان يقصد روايتي،
" لا ، لا شيء جديد" أجبته بعدم اهتمام.
"جيندوكي أنتِ تعلمين أنني أريد مصلحتكِ ، انظري هذه الأمور تحدث ، لستِ الأولى عليكِ المضي قدماً ، إن كان هدفها تدمير حياتكِ لا تسمحي لها بذلك ، لا تسمحي لأي أحد أن يفعل ذلك!" قال كوك بلطف بينما يمسح على كتفي
" أنا أفهم ذلك كوك ، فقط أحتاج بعض الوقت" أجبته
" تعلمين جداً أني لا أهتم بالرواية بقدر ما تهمني سعادتكِ ، فقط عودي سعيدة كما كنتِ" أخبرني بينما يلبس معطفه ، أومأت له بابتسامة
" سأذهب الآن للقيام ببعض الأعمال ماذا ستفعلين طوال النهار؟" أضاف كوك
" لا شيء أنا متعبة ، أظن أني سأنام" أجبته
"حسناً سأذهب اتصلي بي اذا احتجتي لشيء" قال ثم اقترب و حضنني بخفة.
" وداعاً " لوحت له بينما أغلق باب المنزل و توجهت للأريكة بخطوات كسولة ثم استلقيت عليها و أغمضت عيناي.


















ليسا جايتكم بالبارت القادم 👀

The Right Woman 《Jenlisa》( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن