Part 15

2.3K 181 27
                                    

فرنسا . باريس . 12/8/19
Jennie's Pov
فتحت عيناي محاولةً إدراك مكاني ، كنت نائمة على صدر أحدهم ، كنت على وشك النهوض عندما رأيتها تبتسم لي ، ليلي استيقظت منذ مدة و تركتني أرتاح ، شعرت بسعادة لا توصف ، ابتسامتها نشرت الدفئ في كل أنحاء جسدي ، سرعان ما تذكرت أنه يومنا الأخير سويّاً.
" لما لم توقظيني؟ " سألتها بينما أحتضن وجهها بيديّ
" بدوتِ متعبة و كنتُ مستمتعة بمشاهدتكِ نائمة و ترددين اسمي " قالت وضحكنا كلانا على كلامها
" كيف تشعرين؟ " سألتها بينما أقترب و أطبع قبلة على جبينها برقة
" أفضل بكثير " أجابتني بابتسامة
" سمعت أنكِ ستصدرين الرواية غداً " سألتني
" هذا صحيح ، انهيتها تقريباً فقط تحتاج لبعض الإضافات الصغيرة استطيع إنهاءها بساعتين " أجبتها
" هذا يعني اقتراب موعد عودتي ، أشكركِ على كل شيء جيني ، ستبقين بقلبي للأبد" قالت و هي تمسك بيدي ، لم أرد البكاء حينها ، أردت أن أكون قوية لأجلها ، بصعوبة بالغة كبحت الدموع ، لا فائدة فقد رأتها مجمعة بعينيّ ، الأمر يؤلم ، قبلاً عندما كانت روزي تسافر لفترة من الزمن كنت أشعر بالحزن الشديد و لكن كان هناك ما يقويني و هو حقيقة أنها ستعود في وقت محدد و فأبقى بانتظار موعد قدومها ، و لكن الآن الوضع مختلف ، ليلي ستذهب دون رجعة ، لعالم آخر ، عالم لا نستطيع التواصل به بأي وسيلة عدا قلوبنا ، قلوبنا ستبقى تنبض لبعضها ، هذا إذا استطعت الصمود في الحياة دونها.
" نيني لنذهب لغرفتكِ مللت من التواجد في هذا السرير وسط الأطباء " قالت ليلي
" عليكِ البقاء لأجل سلامتكِ " قلت لها
" هيا نيني ستكونين معي و تعتني بي ، أريد أن أقضي اليوم معكِ لوحدنا " قالت بإصرار ، و كالعادة لا أستطيع أن أرفض طلباً لها
" حسناً سأسأل الطبيب و أعود " قلت فابتسمت لي
و بالفعل سألته و سمح لي بأخذها ، ساعدتها على الوقوف و استندت على كتفي و ذهبنا سويّاً ، صادفتنا جيسو في منتصف الطريق فساعدتنا إلى أن وصلنا إلى غرفتي.
" شكراً " قلت انا و ليلي لجيسو بينما ندخل الغرفة
" لا شكر على واجب ، سأكون في غرفتي إن احتجتما لشيء " قالت جيسو و ذهبت ، هذه الفتاة لطيفة معنا بالرغم من أننا لم نحظى بالوقت الكافي لنتعرف جيداً.
ذهبت لأعد الطعام لليلي ، بعد أن جعلتها تتمدد على الأريكة و وضعت فوقها غطاء سميك كي لا تشعر بالبرد ، شغلت لها المدفأة ، بالرغم أن الأجواء صيفية و لكن شعرت أنها ترجف و أستطيع تحمل الحر لأجلها.
أعددت لها الحساء و بعض أطعمتها المفضلة ، جلست بجانبها على طرف الأريكة و بدأت أطعمها بيدي.
" أحب طريقة اهتمامكِ بي " قالت بينما تمضغ ، كانت تبدو كالأطفال
" أنا أيضاً أحبكِ " قلت لتبتسم لي ثم تقترب و تقبل شفتي بسطحية.
بعد أن أنهت طعامها ، جلست بجانبها أداعب خصلات شعرها الذهبي.
" بدأ المساء يقترب عليكِ إنهاء الرواية " قالت ليلي
" حسناً سأذهب لإحضار الحاسوب" قلت و ذهبت لأجلبه.
عندما عدت كانت ليلي في المطبخ تصنع القهوة لي ، كانت هذه عادتها عندما أبدأ بالكتابة ، رمقتها بنظرة غاضبة لأنها أرهقت نفسها و لكن في داخلي كنت أرغب بتقبيلها بشدة ، كانت تبدو لطيفة جداً.
" أزيلي هذا العبوس إنها المرة الأخيرة التي أستطيع فيها صنع القهوة لكِ ،  استمتعي " قالت بينما تناولني الكوب ، و كلماتها أعادت ألم قلبي الحاد.
جلست ليلي على الأريكة فجلست بحضنها و حاسوبي معي و بدأت بالكتابة ، بينما ليلي تتأملني بهدوء دون إلقاء نظرة على ما أكتبه.
9:36pm
"أنهيتها تماماً" قلت ، لفتح ليلي عيونها و تعيرني انتباهها
" راائع مباركٌ لكِ " قالت و عانقتني.
" ليلي أنا أحبكِ " قلت بينما أنظر في عيونها الجميلة مباشرةً
" أنا أيضاً أحبكِ يا ملاكي " قالت و قبلتني قبلة عميقة كنت أحتاجها بشدة ، بادلتها بشغف كبير كما لو أنني جائعة و أريد التهامها ، أردت أن  أشعر بها أكثر ، بكل تفاصيلها ، مازال عقلي يرفض فكرة بعدها عني.
فصلنا القبلة و بناءاً على طلبها الذي لن أستطيع رفضه ذهبت لجلب الشامبانيا لنحتفل سويّاً بهذا الإنجاز ، بينما ليلي اختارت أغنية رومنسية هادئة و شغلتها ، جلست بحضنها كالسابق و بقينا نشرب و نتحدث  لساعات.
11:49pm
سمعت باب غرفتي يطرق ، فذهبت لأرى من ، كان كوك يحمل النسخة المطبوعة الأولى من روايتي ، مفتاح ليلي لعالمها ، كنت قد أرسلت الرواية له فور أن انتهيت ليبدأ بطباعة النسخ لحدث الغد.
" لم أستطع الانتظار للغد فجلبته لكِ الآن " قال كوك و هو يعطيني الكتاب ،
" مباركٌ لكِ " أضاف كوك و عانقني فبادلته " لن أنسى دعمك لي أبداً " قلت له
" هذا واجبي أيتها القزمة " قال بسخرية فضربته على معدته ليتظاهر بالألم
" ادخل لنجلس سوياً " قلت له
" ليس الآن لدي بعض الأعمال بشأن حدث الغد ، سأحرص على أن يكون أروع حدث إصدار في العالم " قال
" حسناً نلتقي غداً " قلت له
" وداعاً " قال ملوحاً لي فرددت عليه و أغلقت الباب لأعود لفتاتي و الكتاب معي.
" لقد كان كوك أحضر النسخة الأولى من الطبعة الأولى كما طلبتِ" قلت لها
" رائع " قالت ليلي بينما تمسك الكتاب و تنظر له بإعجاب.
" كيف سترحلين؟ " سألتها بينما أحاول كبح دموعي
" بمجرد رميه في المدفأة سأعود بواسطة الدخان المنبعث منه " قالت
أنهت جملتها حين سمعنا الساعة تدق
إنها الثانية عشر تماماً ، أقتربت ليلي و قبلتني القبلة الأخيرة.
" وداعاً نيني أحبكِ كثيراً تذكري هذا" قالت بعجلة و هي تتجه للمدفأة
" انتظري ليلي..." لم أعرف ما كنت أنطق به من كثرة دموعي بينما  أتبعها سقطت و شعرت كأنني سأفقد الوعي ، آخر شيء رأيته هو ليلي ترمي الكتاب في المدفأة و تلوح لي مودّعة.

The Right Woman 《Jenlisa》( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن