Part 11

2.4K 178 18
                                    

فرنسا . باريس . 2/8/19
Jennie's Pov
"أنا حقاً لا أستطيع" قلتُ بقلة حيلة للفتاة الخيالية أمامي
" بل تستطيعين جيني ، عليكِ إنهاء الرواية من أجلي ، لكي أعود لمنزلي" قالت ليلي ، شردت بكلامها قليلاً ، أنا حقاً أريد مساعدتها و لكن منذ انفصالي شعرت أن السبب الذي دفعني للكتابة تبخر ، مصدر إلهامي الوحيد ضاع مني بالفعل ، لم أعد قادرة على إنهاء ما بدأته ، منذ تلك الليلة التي تعرضت فيها للخيانة لم أستطع كتابة حرفٍ واحد حتى ، بالرغم من محاولات كوك العديدة لتشجيعي و لكني لم أستطع ، و الآن ليلي ببساطة تخبرني أن السبيل الوحيد للعودة من حيث أتت هو أن أنهي روايتي.
" قلت لا أستطيع ، ثم إنكِ على أرض الواقع اذهبي و استمتعي ستحبين هذا العالم البائس أقسم لكِ" أجبتها
" جيني أرجوكِ ، هذا المكان لا يلائمني ، لن أصمد طويلاً هنا " قالت بنبرة حزينة ،
" أريد رؤية دان " أضافت
" تشه ذاك الخائن الأحمق " قلت بسخرية
" أنتي من جعله هكذا جيني ، أنتي تتحكمين بحياتنا كما تريدين ، ولقد جعلتي حياتي كالجحيم في الرواية أقل ما يمكنكِ فعله لي أن تعيديني لجحيمي" قالت ليلي ، فكرت في كلماتها لدقائق و علمت أن هذه الشخصية محطمة جداً ، ليلي ماكس ، لقد صورتها كفتاة حمقاء تعاني من الفشل في كل شيء و خاصة علاقاتها العاطفية ، واقعة في حب دان زير النساء و خائن كبير ، كانت شخصية دان تجسيداً لكل الصفات التي أكرهها و لقد جعلت ليلي تعاني بسببه في روايتي.
" اسمعي ليلي انا اتمنى حقاً لو أن بأمكاني مساعدتكِ و لكن الأمر ليس بتلك السهولة " قلت بصوت هادئ
" هناك قبس نور يشع في رأس الكاتب عندما يبدأ عمله ، هذا القبس يأتيه عندما يكون سعيد و راضٍ ، يجعله يشعر بقيمته و يقدم للناس أفضل ما يملك ، يترجم مشاعره بكلمات ليقرأها الأخرون و يستفيدون منها ، لقد خسرت ذاك القبس ليلي للأسف خسرته" أضفت 
" سأساعدكٍ لاسترجاعه جيني ، فقط ثقي بي " قالت لي بأمل واضح يشع من عينيها
" كيف ذلك؟ " سألتها
" بأن تثقي بي و لا تعارضيني ، أعدكِ سننجح و ستنهي روايتكِ بينما أعود إلى عالمي في الكريسماس كما كان مخطط" أجابت بحماس
" هل عالمكِ أجمل من الواقع؟ أراكِ متمسكة به جداً " سألتها
" لا ، الواقع أجمل ، و لكن عالمي اعتدت عليه و على الاشخاص به ، على عكس هذا المكان ، بالرغم من أنه جميل إلا أنني أشعر بالغربة " أجابتني.



12:47pm
" لم أعتقد أننا سنبدأ من اليوم " قلت لها بينما أسير معها في حديقة عامة
" هيا أيتها الكسولة ، قلت لا تعارضيني " قالت ليلي بابتسامتها البريئة التي تجعلني أبتسم تلقائياً ، سحبتي نحو شجرة كبيرة و جلسنا في ظلها ، كنت أحمل حاسوبي بينما هي تخرج من جيبها علبة سجائر.
" هل أحضرتنا إلى هنا لندخن السجائر؟ " سألتها بسخرية
" ليس تماماً ، و لكنكِ ستستمتعين بها كثيراً ، جرّبي " قالت بينما أشعلت واحدة و ناولتني إيّاها ، أخذتها و سحبت أول نفس ، كما قالت ليلي ، شعرت بتحسن كبير ، كانت الأجواء حولي مريحة ، على الرغم من صراخ الاولاد و هم يلعبون ، و ضحك المراهقون بصوتهم العالي ، إلا أنني شعرت بالسعادة نوعاً ما و كأن هذه اللفافة سحبت كل همومي من رأسي ، كانت ليلي تدخن خاصتها و هي صامتة و تنظر إلي
" أحببت هذا " قلت بصدق
" سعيدة لسماع ذلك " أجابتني
بعد أن انتهينا ، ذهبنا و تمشينا قليلاً حتى شعرت بالجوع ، فنحن لم نتناول الغداء بعد.
" لنذهب و نأكل في مكان ما " قلت لها
" همم تشعرين بالجوع؟ " سألتني ، إنها حمقاء أخبرها أنني أريد الذهاب لآكل فتسألني إن كنتُ جائعة؟
" لا أشعر بالعطش " قلت
" بالنسبة لأديبة ناجحة مثلكِ ، تملكين حس دعابة سيء " قالت بسخرية
" هذه ثالث مرة تقومين بها بإهانتي يا هذه " قلت بغضب
" أنا آسفة أغضبت القط اللطيف " قالت بضحك ، ركضت إلى متجر قريب بعد أن سرقت محفظتي.
" رائع " قلت و لحقت بها .
رأيتها تشتري الخضار و اللحم ، النودلز و بعض الأشياء الأخرى ، بعد أن دفعت الحساب سألتها " لما اشتريتي كل هذا "
" قلتي أنكِ جائعة سأطهو لكِ" أجابتني
" لدي هذه المواد في منزلي بالفعل لم يكن عليكِ شراء ذلك " أخبرتها
" من قال أنني سأطهو في المنزل أيها الماندو " قالت و قرصت خدي فشعرت بالألم من فعلتها
عدنا للمتنزّه ، فرشت ليسا بساط صغير لنجلس عليه
" اعلمي أنكِ مميزة جداً بالنسبة لي و إلا لم أكن أبداً سأطهو من أجلك في الهواء الطلق " قالت بغرور
" لم أطلب منكِ ذلك أنتي من فعل " أجبتها
" يا لها من طريقة رخيصة لشكري" قالت باستياء بينما تجهز المواد و تشعل النار ، و أنا أراقب طهوها باهتمام.
" لا تناديني هكذا مرة أخرى " أخبرتها
" لا أناديكي ماذا ؟ " سألتني دون أن ترفع نظرها عن اللحم الذي كانت تشويه باحتراف
" ماندو " قلت بخجل ، لتضحك ضحكتها الجميلة و تكمل الطهو دون قول شيء ،
بعد نصف ساعة كانت قد فرشت الطعام على البساط أمامي ، من الرائحة يبدو شهياً جداً ، جلسنا نأكل ، عليّ الاعتراف أن هذا أفضل موعد غداء حصلت عليه في حياتي ، حسناً ليس موعد بالفعل و لكنني كنت مستمتعة حقاً و سعيدة ، نسيت كل همومي.
" أخبريني ما رأيكِ؟ " قالت ليلي بينما تنظر إلي بعيونها البريئة
" لذيذ جداً شكراً لكِ " أجبتها بصدق
" العفو " قالت
" و كيف تشعرين اليوم؟ " سألتني مجدداً
" سأكون صريحة أشعر بأنني أفضل من السابق بكثير " أجبتها
" لكني مازلت لا أملك أي فكرة لأكتبها " أضفت
" لاعليكِ نيني ، إنه اليوم الأول فقط ، أعدكِ ستحظين بأيام جميلة كهذه كثيراً ، و ستعاودين الكتابة من جديد " قالت بلطف بينما تمسك يدي و تساعدني على النهوض.

The Right Woman 《Jenlisa》( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن