في الواتباد يوجد رواية أنا متعلقة بها بشدة ومؤخراً فقط أخبرني (أحدهم) أن هذه الرواية مأخوذة عن رواية هان كانغ《النباتية》
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
《النباتية》 موجود منذ زمن على قائمة مشترياتي الطويلة وفي محلات الكتب لكن سبحان الله حالما امتلكت الرغبة وعزمت على شرائه فعلاً اختفى من السوق
لذا ودون أي مماطلة او دراما قرأته pdf 🙂
وإلهي !! منذ سنوات لم أقرأ بهذه اللهفة والاستمتاع
الأمر وكأني كنت أراسل حبيباً الكترونياً، نسخة باهتة وهمية عن أخرى حقيقية ملونة، أقرأه أتخيل ملامحه ورائحته ونهاية أحداثه ولبّ معناه
ثم بووم !!
اكتشفت فجأة أنه إنسان/كتاب واقعي من لحم ودم / ورق وحبر بل بأحداث و وقائع وخيال أغنى وأمتع وأكثف
رباه !!! كم أحببته !!!!
أنهيته البارحة فقط و لا تزال مشاعري تجاهه طازجة لذا اسمحوا لي بوصفه بإسهاب أكبر من كل مرة 🐱 :
ما جذبني في الكتاب الواتبادي هو فكرة ان يكره إنسان تكوينه البشري فيرغب بالتحول إلى نبات
غرابة هذه الفكرة سرقت لُبي
لكن ما أزعجني هو أن كل المراجعات التي رأيتها وقرأتها لم تر في الرواية سوى هذه الفكرة وحدها وهذا مخيب للآمال.
بالطبع الرواية لم تتحصل جائزة (نسيت اسمها😅) فقط بسبب هذه الصورة العجيبة غير المألوفة لامرأة تتحول إلى شجرة بعد امتناعها عن أكل اللحوم.
في《النباتية》فكرة أعمق بكثير يمكن فهمها فقط لو انتبهتم للوجود المتكرر للطيور.
الرواية من ثلاث أقسام :
1● النباتية : نتعرف في هذا الجزء على امرأة عادية في المجتمع، نتعرف عليها على لسان زوجها الذي يحكي كيف تحولت زوجته بسبب حلم إلى نباتية. كيف يوصلها كرهها الغامض للحوم للتدهور النفسي لدرجة أنها تحاول الانتحار عندما تُجبر على أكلها.
2● البقعة المنغولية (القسم الذي يتلقى النقد عادةً) : يُروى من منظور زوج أختها الذي حملها إلى المشفى عندما حاولت الانتحار في القسم الأول، هو الشخص الذي تلطخ بدمائها ثم وبعد أن عرف بوجود بقعة منغولية على ردفها (وحمة) يختبر انجذاباً جنسياً قوياً نحوها وبالأخص نحو هذه الوحمة على ردفها.
هذا القسم من الرواية يُنتقد على أنه لا يخدم أحداث الرواية إنما يعرض بعض الإيروتيكية/الإباحية ملونة بحس فني لا أكثر. زوج الأخت فنان وشهوته تجاه النباتية مصحوبة بنزعة ملحة لرسم ورود على جسدها في مشهد حميمي.
بداية حتى أنا كرهت هذا القسم ☹
ليس لشيء سوى لأنه يذكرني بآلاف القصص المبتذلة اليابانية التي تدور حول الرجل الفنان والمرأة العارضة والكاميرا المرافقة لهما. لكني فيما بعد فهمت تماماً المشهد وقدرته حقه ومعناه.
3● لهيب الأشجار :
النباتية في مصحة و السرد على لسان شقيقتها. كنت أقرأ الرواية باهتمام وصل 40% ثم ومع وصولي إلى هذا القسم اندمجت مع الحدث ل 90% وبحماس شديد لا يبدو أن كل القراء شعروا به
بالأخص القارئ الذي يتتبع الأحداث
هذا لأني كنت أتتبع شيء آخر 🙂 أتتبع نضوج المغزى، أتتبع أسلوب العرض، أتتبع أنفاس الكاتبة المتسارعة، أتتبع كيف يتم تغليف الأحداث الغريبة بمعنى يمس الواقع ويعبر عن مأساة إنسان ومأساة المرأة بالنصيب الأكبر.
لا شك أن الرواية تتحدث عن الشخص المختلف عن مجتمعه لكن ليس بالطريقة السطحية ولا بالمشهد الواضح للحدث.
لا تركزوا على انها نباتية وإنما على السبب الذي دفعها لأن تكون نباتية
ركزوا على نوع الرابط / عمق المشهد الفني الذي أحسه زوج أختها وأراد عيشه ولماذا هي وحدها من يستطيع تجسيد هذا المشهد
ركزا لماذا تتحمل شقيقتها الكبرى مسؤولية العناية بها بينما تخلى عنها الآخرون
معنى الرواية كله يكمن في عيني أختها في آخر عبارة من الرواية : كأنها تحتج على شيء ما !
وإن أردتم رأيي البطلة المقصودة من كل الرواية هي الأخت، شقيقة النباتية الكبرى.
أنا أفكر بجدية بعرض .. لن أقول تحليل أو مراجعة وإنما قراءة خاصة للكتاب بشكل أوسع وأدق لطبقات المعنى. لو اردتم 🤔
أو سأفعلها بكل الأحوال 🙃
الكتاب ممتع 👍🏻
حتى بعد لقائي به شخصياً سأستمر بمراسلته الكترونياً أي سأتابع روايتي الواتبادية المستوحاة منه
