الفصل الثاني

38 0 0
                                    

صيحات إيمان صديقة طفولتها وصلت لأذنيها وهى تناديها لكي تسرع ردت عليها وقالت ادخلي يا إيمان لقد أنهيت محادثتي دخلت إيمان وقالت لها أعلم سمعت صوت بكائك لكني أخذت الفتيات إلي منزلي حتى لا تشعري بالحرج وها قد جئت إليك لأسمعك إن أردت الحديث الآن ثم نظرت لما في يدها وقالت ما هذا يا مريم ؟
قالت مريم سأخبرك فيما بعد ،هيا بنا الآن نذهب حتى لا يمر الوقت بسرعة دون فعل شيء

استقر رأي مريم على أن تترك الكتاب حتى تنتهي مراسم الزفاف وتقرأه في وقت لاحق فالوقت ضيق ولن يسعفها وساعات قليلة وسيبدأ المدعوون لحضور يوم الحنة في التوافد على المنزل قامت ووضعت الكتاب في مكان أمين كي لا يره أحد فالبيت يعج بالناس وخرجت مع إيمان وذهبت معها إلى بيتها حيث تجلس الفتيات والمرأة  التي ترسم الحنة كانت مريم تعيش في قرية بسيطة كل البيوت في نفس الشارع كأنهم عائلة واحدة دخلت على صديقاتها ولم تعقب إحداهن على أي شيء كلهن يعلمن جيدا مدى توتر العلاقة بين مريم وأهل والدها اندمجت معهن قليلا و تعالت ضحكات الفتيات وهن يرسمن الحنة ومنهن من تحاول قرص ركبتيها لكي تكون العروس القادمة بدأت تلك المرأة في تزيين العروس الجالسة أمامها إلا أن مريم كان عقلها يقبع في واد آخر كانت تفكر في ما تركته لها والدتها وترى ما الذي يحويه دفترها من أخبار كان الفضول يدفعها للقراءة ولكن الوقت ليس مناسبا أبدا انتهت مريم وقامت لتخرج من بيت صديقتها لتذهب إلى حجرتها كى ترتدي فستان ليلة الحنة في منزلها ولتتجهز قبل أن يأتي المدعوون وقفت أمام مرآتها تتأمل ملامحها جيدا كانت نسخة طبق الأصل من والدتها دارت حول نفسها مرتين ثم جلست مكانها نظرت لصورة والدتها على مكتبها  وأخرجت الدفتر دون فتحه ثم قالت أخطأت يا أمي في الحكم على أحمد أخاف أن تكوني غاضبة مني لأني تزوجت منه بعد موتك وكنت أعلم جيدا موقفك من عائلته أعلم كم كنت تخافين علي لكني أستطيع تدبر أمري جيدا أتمنى أن تستريحي في قبرك يا أمي ثم عادت ووضعت الدفتر في مكانه وخرجت للفتيات وهى فى أبهى صورة لها جلست وسط الفتيات يرقصن ويتمايلن مع صوت الأغاني ثم قامت بعد جلوسها بوقت قليل لتهاتف أحمد حيث لم تتحدث معه منذ مكالمة الصباح وكانوا قد اتفقوا على الذهاب لأخذ بعض الصور بفستان الحنة
وها هو قد تأخر كثيرا رد عليها واعتذر منها بشدة وقال لها سامحيني حبيبتي لن أستطيع حاولت الخروج ولكن والدي غضب مني وقال أتترك الناس وترحل وهم ما قدموا إلا من أجلك صمتت قليلا وقالت ألم نتفق ؟
قال بلى ولكن بعد التفكير في رأي أبي وجدته محقا يمكننا تأجيل تلك الصور فيما بعد الفستان ملكك تستطيعي إرتداءه وقتما شئتِ وأخذ ما تحبين من الصور به رضخت مريم لرأي أحمد وأغلقت الهاتف ونزلت إلى صديقاتها مرت ساعات الاحتفال وانفض الجمع ودخلت مريم غرفتها بعد أن خلد الجميع إلى النوم استعدادا ليوم غد توقعت أن أحمد سيراسلها على هاتفها وبالفعل وجدت رسالة منه يتمنى لها فيها ليلة سعيدة وأنه سيخلد للنوم وضعت هاتفها وأعادت فستانها لمكانه فلمست دفتر أمها بيدها ثم تراجعت وأغلقت الدولاب ثم عادت مسرعة لتفتحه وتلتقط الدفتر وتبدأ بالقراءة فيه كتبت أمها:
تقرأين الآن كل شيء من البداية حيث قصص لم تحكى من قبل افهمي ما سأخبرك به ولا تقعي في نفس الفخ أبدا يا مريم لا تسمحي لأحد أن يدي لك السم في العسل ألم السم لن يوجع سواك و احذري يا بنيتى فخاخ الرجال فكلما هربت من فخ نصبوا لك غيره ، لا يغريك معسول الكلام واحذري ممن لا يقدم سوى الكلمات فالحب إن لم يصحبه الفعل لا أمل فيه فالكلمات تذهب سدى مجرد سراب إن تذهبي وراءه لن تجدى شيئا هكذا نصب لى أبوك أول فخ وقعت أنا به

الفخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن