الفصل الأخير

16 1 0
                                    

(الفصل الأخير)

كانت علياء قد قصت على إيمان كل ما حدث بالضبط وكيف أن مريم صممت الآن على إنهاء الزفاف .
أصاب إيمان الفزع حين أخبرتها علياء بذلك الأمر قالت لها ربما تحاول مضايقة أبيها ،مريم عاقلة ولا تفعلها
بكت علياء وقالت كنت أظن ذلك في بداية الأمر لكن يبدو أنها جادة في رأيها
قالت إيمان وهل سنقف هكذا نضع أيدينا على خدنا ونبكي دعينا نذهب نتحدث معها .
بالفعل انطلقت علياء وإيمان في طريقهما لبيت والد مريم لينظروا إلى أي شيء قد وصل الأمر خاصة أن ممدوح لم يعد بعد من عندهم وما إن وصلوا وجدت علياء أخاها جالسا بالخارج أمام البيت يطأطئ رأس لأسفل قالت له لماذا تجلس هكذا ؟
قال لا أطيق الجلوس معهم في الداخل ولا أستطيع تركها والرحيل لا أعلم ماذا أفعل،هى أمانة أختي التي تركتها في أعناقنا ويبدو أننا لم نستطع المحافظة عليها ،إن صممت على إلغاء الفرح فبرغم من كل ما سيحدث لنا لن أتخلى عنها .
بادرته علياء قائلة كنت سأخبرك بنفس الشيء يا أخي مع أني لست راضية عن ما تفعله لكنها دمنا ولحمنا لن نرميه مهما حدث وحبيبة لها كل الفضل علينا بعد وفاة أمنا دعنا ندخل سويا ونرى ماذا قررت ثم نبلغها بدعمنا لها ايا كان شكل قرارها .
بالفعل دخلوا سويا ومعهم إيمان كانت مريم مازالت بالأعلى في شقة عمها مروا من أمام شقة الجدة التي كانت تسب وتشتم منذ رحل أحمد عن بيتها صعدوا للأعلى كانت مريم جالسة على الأريكة صامتة وحولها أبيها وعمها صامتين مثلها دخلت إيمان وقالت : هانت عليك عشرة السنين يا مريم متى اتخذت واحدة فينا أي قرار دون أخذ مشورة الأخرى ؟
بكت مريم فركضت إيمان ناحيتها تحتضنها وقالت لا عليك أنا سامحتك .
تقدمت علياء منها وقالت لعلك هدأت قليلا يا صغيرتي ،إن كنت قد فكرت وغيرت رأيك دعينا نذهب من هنا ونكمل يومنا وفرحتنا
قاطعتها مريم قائلة يا خالتي
فقالت علياء دعيني أكمل كلماتي أولا يا مريم ،إن كنت لا زلت عند موقفك وتشعرين أن قرارك نهائي فنحن معك لن نتركك أليس كذلك يا ممدوح؟
قال بلى ، أنت ابنتنا ولن نجبرك على فعل شيء لا تحبينه.
نظرت مريم لخالتها وقالت والفضيحة ؟
قالت علياء الفضيحة الوحيدة التي ستنزل بنا هى أن ننبذك خارج بيتنا لتمكثي هنا ثم نظرت إلى هشام وقالت نحن لا نرمي أولادنا أبدا ولكِ في أمك خير مثال هيا بنا حبيبتي ونحن سنحل الأمر
****************************************
انطلق أحمد مع شيخ المسجد متهللا في طريقهما إلى منزله وفور أن رأى والد أحمد الشيخ رحب به ودعاه للدخول فورا ونادى على أهل البيت لإحضار الشربات للشيخ شكره الشيخ وقال بالطبع سنشرب الشربات لكن أريدك أنت والحاجة أم أحمد في أمر أولا ثم سآكل عندك وأشرب الشربات فقد أخذني ولدك وحرمني من طعام الغداء
شعر والد أحمد بالقلق فمنظر ابنه غريب وطلب الشيخ بالجلوس معه ومع زوجته أغرب فقال للشيخ خير إن شاء الله!
قال الشيخ وهل نسعى إلا في الخير ؟
أعط خبرا للحاجة لأن الجلسة لن تكتمل إلا وهى معنا هز الوالد رأسه بالموافقة وقال لأحمد ادخل واحضر والدتك وقام بفتح غرفة الجلوس للشيخ ودخل معه ولحقه أحمد وأمه وجلسوا معا قال الشيخ دعونا أولا نقرأ الفاتحة لنبدأ كلامنا بكلام الله قال والد أحمد ونعم بالله الفاتحة ارتفعت كفوف اليد ولامست وجوههم وعلا صوت ترديدهم كلمة آمين ثم بدأ الشيخ كلامه وقال بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل الخلق وأشرف المرسلين أريد أن أسألك يا حاج أحمد ما الذي يحكمنا ؟
قال الحاج بسرعة كتاب الله وسنة رسوله الكريم
قال الشيخ عليه أفضل الصلاة والسلام
ثم قال لأم أحمد وهل يجوز لنا أن نحيد عن كتاب الله وسنة رسوله
قالت المرأة حاشا لله وهل لنا إلا الله يا شيخ رضوان !
قال إذا نحن متفقين
تحير الأب وقال نتفق على ماذا لا داعي للألغاز ولندخل في صلب الموضوع مباشرة
قال الشيخ والله هذا هو صلب الموضوع شرع الله وسنة رسوله حدنا عنهما فأصبحت المشاكل تحيط بحياتنا من كل اتجاه رأيت أحمد ولدك اليوم حزينا في المسجد وحين سألته علمت منه بأن هناك مشكلة كبيرة بينه وبين زوجته ربما تنتهي بالطلاق وإلغاء الزفاف
دبت أم أحمد بيدها على صدرها وقالت طلاق ..يا مصيبتي
تجهم وجه والد أحمد ونظر لزوجته فصمتت ثم قال للشيخ  ولم ؟
قال الشيخ الفتاة تمر بحالة نفسية صعبة نتيجة ظروف حياتها وموت أسرتها لم يتبق لها سوى أبيها والكل يعلم مدى سوء علاقتهم ببعض وهى نظرا لما عاشته حدث لها تخوفا من تكرار نفس المصير فآثرت أن تنهي الأمر قبل أن يبدأ تخاف من فكرة بيت العائلة وما يحتويه من مشاكل .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 17, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الفخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن