الفصل الرابع

19 0 0
                                    

قالت لي  أهلا يا ( ولاء) أخطأت في اسمي ثم اعتذرت مسرعة وقالت لم أعتد نطق اسمك ، كنت حتى الأمس القريب أعرف أن ولاء هى خطيبة ابني ولكني فوجئت بين ليلة وضحاها أنه قد غير رأيه وأنك أنت من صرتِ خطيبته بُه‍تُّ من الصدمة ولم أستطع النطق قلت عذرا أمي( تلك الكلمة التي أجبرني هشام علي مناداة والدته بها ) لا أفهم ما تقصدين ولاء من ؟
‏قالت أسفة بنيتي يبدو أني قد أخطأت في قول هذا هشام سوف يخبرك اعتذر منك ثم أغلقت الهاتف
‏جلست مكاني لا أفهم أي شيء حاولت الاتصال بهشام لكني لم أستطع الوصول إليه كان هاتفه مغلقا لآخر اليوم ثم وجدته عندي في المساء بعد أن هاتف والدي وأخبره بقدومه يحمل باقة زهور جميلة نظرت إليه بغضب وقلت له لست بلهاء لأمرر ما حدث فور أن أرى باقة زهور في يديك احتاج إلى تفسير حالا مادمت جئت إلى هنا فبالطبع علمت ما قد حدث؟
‏قال لأبي استمحيك عذرا أبي أريد أن أتحدث مع حبيبة بمفردنا لدقائق قليلة ثم سنجلس أنا وأنت سويا لنحدد ميعاد الخطبة والترتيبات كلها
‏قال أبي :حسنا يا بني
‏أخبرني حينها أن والدته قد خطبت له إحدي قريباتها في فترة إنفصالنا بعد الجامعة وكانت ترتب لزواجه منها ولكنه لم يكن معها أبدا على وفاق ولم يشعر بالارتياح إلا معي أنا .

‏قلت أتعني أنك خطبت فتاة أخرى منذ عامين وأنا لا أعلم بذلك وجعلتني أنتظرك كل هذا الوقت على أساس أنك تساعد أختك في تجهيزها ثم تحاول أن تجهز نفسك وأنت كل هذا الوقت مع أخرى وكيف لم يظهر هذا الأمر للناس حين سألنا عليك لا أفهم شيئا  هل أنت مجنون ؟
‏قال أنت اجبت على نفسك بالطبع لم اخطب أخرى وإلا كنت ستعرفين من الجميع حين سألتم
‏قلت بدأ صبري ينفذ يا هشام خطبت أخرى أم لم تخطب ؟
‏قال مجرد قراءة فاتحة مع أهلها قامت بها أمي الفتاة مازالت بمرحلة التعليم واتفقت أمي مع أمها أن الزواج بعد أن تنهي تعليمها لكني لم استرح معها قط وكنت أحاول وضع والدتي أمام الأمر الواقع وأتلافى المشاكل معها في وقت باكر، انتظرت حتى جهزت نفسي، أنت لا تعلمين يا حبيبة مدى تعلق أمي بنا انتهت حياتها الزوجية وهى مازالت صغيرة جدا في السن ولا نحب أن نغضبها لأي سبب، كانت تستطيع أن تكمل حياتها برفقة زوج آخر بعد أبي ولكنها آثرت أن تربينا وتنسى نفسها ،أعلم أني أخطأت حين أخفيت عنك هذا الجزء في حياتي لكنه لم يكن يعنيني ولم أعتبرها خطيبة لي أبدا .

‏قلت لهذا كنت توصلها إلى الجامعة أليس كذلك؟
‏قال بدهشة هل أخبرتك أمي ؟
‏قلت لا يا هشام لا يحتاج الأمر إلى ذكاء حاد لأفهم أنها من كانت معك عند أبواب الجامعة منذ عامين
‏اخرج من حياتي يا هشام وإلى الأبد فأنا لم أعد أثق بك آخر ما كنت أتمناه أن أقع في حب شخص كاذب .
‏ظل يقسم أنه لم يخفِ عني أى شيء سوى هذه الحكاية وإنه ما أخفاها إلا لأنها غير مهمة ولم يعتبرها تشكل أي فارق في حياته.
‏أدرت وجهي بعيدا عنه وقلت له اذهب لوالدتك ولا تغضبها ودعك مني وسأدعو الله أن ينسيني إياك .

‏قال لي: لاتكوني بكل تلك القسوة فأنا لم أعد أحتمل أحاول دوما أن أكون الابن البار بوالدته وأشعرها إنها قد أحسنت تربيتي وأن ما أضعته من عمرها لم يذهب هباء وكذلك أسعى لأن أقضي باقي عمري مع من اختارها قلبي نحن نكمل بعض يا حبيبة أنت عشتِ بدون أم وأنا عشت حياتي كلها بدون أب لم أعرف كيف يكون وجود الأب في البيت وأنت لا تعرفين كيف وجود الأم .

‏لا أعلم كيف كنت بهذا الغباء يا مريم صدقته كالعادة ،وبالرغم أني كنت أشعر بقوة والدته لكني تخيلت أنه سيستطيع أن يتصرف كرجل ويفطم نفسه منها إلا إنه كان طفلا على الدوام .

‏اقترح علي أبي أن نعقد القران مع الخطبة فنحن نعرف بعضنا البعض منذ وقت طويل وأخبرني أنه بهذا الأمر سيقطع على والدته أى تفكير في محاولة  فسخ الخطبة والضغط عليه للزواج من امرأة أخرى وافقت للأسف الشديد لا أستطيع أن أقول أني كنت ضحية بل أجرمت في حق نفسي كثيرا فأنا لست مصحة علاجية أعالج بها آثار الضرر الواقع عليه من سطوة والدته على حياته ولكني للأسف كنت صغيرة سن ولا خبرة لي بالحياة ولا أنكر أن من حولي قد نصحوني كثيرا أن أتريث لكني كنت مندفعة بكل مشاعري دون تفكير في العواقب
تمت الخطبة وقد صحبها عقد القران ولا أستطيع أن اصف لك كيف كان شكل جدتك وعمتك وأهلها وكأنهم جالسين في عزاء أشعروني بإهانة لا مثيل لها لاحظ كل الموجودين ما تحمله نظرة أعينهم أما أنا لم انظر إلا لتلك الفرحة التي بدت في عين هشام ونسيت كل ما حدث فور أن وقعت على قسيمة الزواج وارتميت أعانقه لأنسى مرارة الأيام فوجدت جدتك تجذبني في أحضانها تعانقني وكأن شيئا لم يكن .
تخيلت بأن سعادتي قد بدأت أخبرتني جدتك بعدها أن حبي وقع في قلبها فور أن أصبحت زوجة لابنها كنت ساذجة للغاية وصدقتها لم أعلم أنها قد بدأت تحيك المكائد لي وبدأوا في تهيئة الفخ وتزيينه لكي أقع فيه .

الفخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن