الفصل السادس

20 0 3
                                    

(الفصل السادس)

ولكنه عاد بشكل أسوأ من ذي قبل حاولت معه بشتى الطرق أن أصلحه لكني لم أنجح أصبح أكثر إدمانا على أكثر من نوع من المخدرات كان يرمي لنا الفتات بعدما ينفق ماله على مزاجه يدخل من باب البيت يغلق حجرته على نفسه ليتعاطى المخدرات ثم يخرج ليجلس معنا أنا وأنتِ، صارت حياتنا صعبة للغاية شعر كل من حولي بذلك لكن لم أستطع الحكي لأي شخص خوفا من الفضائح ملابسي صارت بالية وأحذيتي كذلك كنت أحاول أن أوفر لك احتياجاتك أولا لكني لم أستطع القيام بذلك فبدأت الاقتراض من إخوتي ولم أستطع السداد كنت في حال يرثى لها ابتعدت عن التجمعات العائلية نهائيا كنت أبدو مثل المتسولة أما هو فكان لا يفكر إلا بنفسه مظهره أمام الناس وكيف يرضي نفسه في ما يغضب ربه بالطبع تفكرين لماذا لم أستطع أخذ قرار مناسب ؟
صدقيني حاولت لكني لم أستطع مجتمعنا ظالم جدا يا مريم كنت أرى ماذا يقال عن المطلقات وكيف يستباح الخوض في أعراضهن حتى إنني طرقت باب الشيوخ أستفتيهم في حالي فأشاروا على أن أصبر على ما يفعله وأن هدم البيت ليس سهلا وأن البقاء مع الزوج العاصي أقل ضررا من الطلاق وأن أعتبر صبري عليه في ميزان حسناتي يوم القيامة وان أحاول أن أكون زوجة مسلمة صالحة آخذ بيده وأنصحه بالفعل حاولت تطبيق نصائحهم لكنها لم تأت بنتيجة أبدا كل ما جنيته هو طفلا آخر يتحرك بأحشائي كنت أشعر كأنني كتب علي أن أظل في هذا العذاب لآخر العمر كلما أخذت خطوة كي أبتعد اقتربنا أكثر توسلت إلى هشام وطلبت منه مرارا أن يتغير ولكنه كان يحنث وعده في كل مرة حتى أنجبت يحيى قربته مني علياء وفتحت عيني لأراه فبكيت كان جميلا يشبهك بدرجة كبيرة نظرت إليكما أنتما الأثنان وشعرت أنني ظلمتكما كثيرا بهذا الأب جاءت جدتك وما إن نظرت ليحيى حتى قالت بتهكم  لهشام لا أحد منهما يشبهك لعل الطفل القادم يأخذ منك ولو بعض الشيء نريد أن نرى طفلا جميلا كوالده ضايقتني كثيرا لكنني لم أظهر ذلك إلا حين بدا ذلك الشئ ظاهرا على وجه أبيك الذي جلس ذلك المساء متجهما عابسا لا يتحدث سألته ما الخبر ولماذا يبدو حزينا لم يتفوه بأي كلمة وتركني وخلد للنوم وفي اليوم التالي صدمني بكلام قاس جدا أوجع قلبي به قال لي هل أخبرك بكلمات أحبسها في صدري منذ وقت طويل وأشعر أنه علي أن اخبرك بها لكن شرط ألا تنزعجي أو تغضبي قلت له بالطبع يمكنك ذلك .
قال لم أعد أشعر بالارتياح معك ،وأظن أنك كذلك ولكن لا مفر من بقائنا معا لا أستطيع أن أصنع مع أولادي ما صنعه والدي بنا لهذا عليك أن تخففي وطأة الضغط على ولا تتحدثي معي ثانية في التغيير لأني بالفعل لا أستطيع أن أغير من نفسي وأنت سبب زيادتي في الادمان أحاول الهروب من حقيقة ما فعلت بنفسي
تحجرت الدمعات في عيني وقلت أفهم أنك لم تعد تحبني ولكن لا تستطيع الانفصال عني بسبب الأولاد حاولت أن أبدو قوية في تلك اللحظة وأن لا يظهر له مدى وقع تأثير كلماته القاسية على قلبي إلا أنه أكمل حديثه  بكلمات حُفرت في قلبي بسكين الألم قبل عقلي
قال بل أستطيع القول إنني لم أحبك أبدا ،ربما أحببت طيبتك ،كونك راضية دوما ،الطاعة التي تنقص الكثير من الفتيات اليوم لكني اكتشفت أني لم أحبك أنت كنت أحاول دوما منذ أن وقعت عيني عليك ورأيت ذلك الحزن الكامن بعينيك وتلك الطيبة الزائدة عن الحد أنك مناسبة جدا لي حتى لو كنت أقل جمالا مني ،ربما كانت أمي على صواب حين أخبرتني في يوم ما أنها تعرفني أكثر من نفسي وأنني سأمل ذات يوم وأبحث عن وجه فاتن فيك ولن أجده
أغمضت عيني وفتحتها ثانية لأتأكد أني لست بداخل كابوس مزعج وبدأت أقنع نفسي أنه يمزح معي مزحة سيئة جدا
لكن لم يهتز له رمش بدا صادقا جدا في حديثه ثم نظر إليكما كنتما نائمين وقال كنت أتمنى طفلة أجمل من ذلك وتوقعت أن الطفل الآخر سيشبهني لكن لم يحدث ذلك
لم أفعل شيئا سوى البكاء يا مريم انعقد لساني من الصدمة كنت إذا تعرضت لموقف صعب يصبح نفسي ضيقا جدا ولا استطيع الكلام ضمني بسرعة وقال ويلي ماذا فعلت أخبرتيني أنك لن تغضبي دفعته بعيدا عني وقلت له بصعوبة يبدو أن كلام والدتك قد أثر فيك لحد كبير  فلم أسمعه منك من قبل ولا يهمني رأيك أو رأيها الله خلقني في أحسن تقويم ولست أهتم لجنونك أنت ووالدتك ومادمت قد صرحت بمكنون صدرك فلتسمح لي بأن أصرح أنا الأخرى لم اتزوج منك لكونك وسيما فقد تقدم لخطبتي من هم أوسم منك وبالطبع لم يكن زواجي منك بسبب مالك فأنت تعلم ظروفك جيدا وتعلم أيضا انني كنت أستطيع بزواجي من شخص آخر ممن طلبوني للزواج أن أعيش في حال أفضل من هذه الحال لكني لمست فيك شيئا لم أعد أجده الآن لهذا فالأفضل ما دمنا قد صارحنا بعضنا البعض بما نحمله في نفوسنا فلتنته هذه المهزلة فورا
نظر بغضب وقال ماذا تقولين ؟ أنا لن اتركك إن كنت قد أخبرتك بما في قلبي فلكي تحاولي تغيير نفسك وسأرى إن كنت سأرتاح مع التجديد أم لا
قلت وكيف أغير من نفسي
قال سنرى نذهب لطبيب أو ماشابه ونرى ما هى الحلول !
قلت هل صرت مشكلة تحتاج إلى حل ؟
يبدو أن عقلك قد ذهب من المخدرات ،لم أقص على أي شخص في حياتي ما أعيشه لكن أعتقد أنه قد حان الوقت لأن أرفع الأمر لأهلي كي يتدبروا أمرك
جلس على السرير وركن رأسه عليه وقال بتهكم أهلك ! منْ مِن أهلك يهتم لأمرك يا حبيبة تقصدين علياء وممدوح أليس كذلك ؟ ليس لك سواهما أهل والدتك لم يفتحوا بابهم لأمك أتظنين أنهم سيفتحون بابهم لك أما أهل والدك فكانوا من ضمن أسباب حرق والدتك لنفسها أنت أخبرتيني بالقصة كاملة أعرف كل كلمة خرجت وقيلت من أقاربك على حادثة أمك .
شعرت حينها أن ما أشبه الليلة بالبارحة تلك الكلمات دفعت أمي للانتحار وربما كان يحاول أن يفعل معي ذلك حينها فقط بات كل شيء واضحا ربما أثار شفقتي على نفسي وقتها  لكنه أزال الغشاوة عن عيني لقد توقف هو عن حبي حين توقفت أنا عن الإنفاق عليه وما أصعب ذلك الشعور يا صغيرتي على قلب أي امرأة

الفخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن